منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تربوية تعليمية اسلامية جامعية بحوث مذكرات اشهار مواقع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
داود سلمان الشويلي

داود سلمان الشويلي


ذكر
عدد الرسائل : 124
العمر : 72
المدينة : العراق
المهنة : كاتب
الهواية : الكتابة
الدولة : العراق
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 16/08/2011

رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج2 Empty
مُساهمةموضوع: رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج2   رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج2 Emptyالخميس سبتمبر 08, 2011 3:17 am

ج – الشعراء يفتخرون بشعرهم :

اذا كان الفخر ، باب مهم من ابواب الشعر العربي القديم ، ان كان ذلك الفخر ، بالقبيلة ، اوالنسب ، او الاهل ، فأن الفخر بالشعر تأكيد على جودة القصيدة ، ومن ثم جودة الشاعر ، وعلى المستمع ( الممدوح خاصة ) ان ينتبه لذلك ، لهذا نجد ان اغلب الشعراء المجيدين يفتخرون بشعرهم امام ممدوحيهم ، وهم بأفتخارهم هذا يستجدون مواهب الممدوح 0
ومن صور مدح الشعر ، هو انه شعر اصيل ، غير منتحل ، وهذا ما يريد قوله الاعشى في هذا البيت ، لان في انتحال الشعر ، عيب وعار ، خاصة في عمر كعمر الشاعر ، وقد وخط الشيب رأسه ، فيقول : (94)
فما انا ام ما انتحالي القوا في بعد المشيب كفى ذاك عارا
اما ابو الطيب المتنبي ، فأنه يخاطب ممدوحه قائلاً له : ان شعره هو الذي دفع المادحين الى مدحه ، أي كان فاتحة لهذا الباب امام الشعراء الاخرين ، الا ان صوته ، يبقى هو الصوت الاعلى بينهم ، لان تلك الاصوات هي صدى لصوته : (95)
وما الدهر الا من رواة قلائــــدي اذا قلت شعرا اصبح الدهر منـشدا
فسار به من لا يسير مشـــــــمرا وغنى به من لا يغني مـــــــــغـردا
اجزني اذا انشدت شعرا فــــأنما بشعري اتاك المادحون مـــــــرددا
ودع كل صوت غير صوتي فانني انا الصائح المحكي والاخر الصدى
ويفتخر ابن هرمة بقصائده الطوال ( العميمة ) وانه قد بهر بها الاعداء لاصابته مفاصل المعاني : (96)
وعميمة قد سقت فيها عائرا غفلا ومنها عـــــــــائر موسوم
طبقتُ مِفصلها بغير حـديدةًً فرأى الـــعدوّ غنايَ حيث اقوم
وكان (( كان المسور بن عبد الملك المخزومي يعيب شعر ابن هرمة وكان المسور هذا عالما بالشعر والنسب فقال ابن هرمة فيه :
إني امرؤ لا أصوغ الحلي تعملهُ كفايَ لكن لساني صائغٌ الكلم
إن الأديمَ الـــذي أمسيت تقرظهُ جهلا لــذو نَغَـلٍ بادٍ وذو حلمِ)) (97 )
اما الشريف الرضي ، فانه يفتخر بقصائده امام ممدوحه ، لانها قصائد جميلة ، حلوة ، كما النجوم عندما تحلي الليل وتضيئه : (98)
تجمجم بالاشعار كـــــــل قــبيلة وفي القول محفوظ عليها وضائع
وكل فتى بالشعر تجلو هــمومه ويكتب مــا تملي عــــليه المطامع
وشعري تختص القـوب بحفظه وتحظى بـه دون العيون المسـامع
واولى به من كان مـثلك حـازما يذبب عن اطــــــــــــرافه ويـقارع
ستظفر من نظمي بكــل قـصيدة كما حلت الليل النــــجوم الــطوالع
تضيء قوافيها وراء بـــــيوتها طراقا كما يتلو النصـــول القبائع
اذا هزها السمار طار لها الكرى وهزت جنوب النائمين المضاجع
وغيرك يعمى عن معان مضيئة كما تقبض اللحظ البروق اللوامع
وما كل ممدوح يــــــــلذ بمدحه الا بعض اطواق الرقاب جوامـــع
وله مفتخراً بقصائده : (99)
وعندي قواف ان تلقين بالاذى نزعن بمر القول نزع المواتح
تُعَدِّدُ نبرات الاســـــــودِ نباهةً وتنسى انابيحَ الكلابِ النوابحِ
وقصائده ، كالسهام في دقة اصابتها ، ويفوح منها الطيب : (100)
تصغي لها الاسماع والقلوب مثل السهام كــلها مصيب
لطيمة نــــــــــم عليها الطيب تودعها الاردان والجيوب
ويظل الشريف الرضي مفتخراً بشعره الذي يطعن به فيدمي ويحطم النصال ، ولولا الحياء لاصبحت اشعارالوليد ومسلم هجينة امامه : (101)
شعرا اثير به العجاج بسالة كالطعن يدمي والقنا يتحطم
وفصاحة لولا الحياء لهجنت اعلام ما قال الولــيد ومسلم
ويرى كذلك ، ان شعره قد بز شعر زهير ، فيقول مفتخراً : (102)
بز زهيرا شعري وها انا ذا لم ارض في المجد انه هرم
وكذلك يقول : (103)
انا زهير فمن لي في زمانك ذا ببعض ما اقترفت عنه يدا هرم
اما مهيار الديلمي ، فيفاخر بشعره شعراء اخرين ، كعمر بن كلثوم ( ابن وائل ) والتميميين ، الفرزدق وجرير ، فيقول : (104)
خرائد فكري بها عن سواك ابي وفكري بها عاضل
غرائب كل معان لـــــــــــهن منتحل وانـــــــا الناحل
يباهل فحلا تميم بـــــــــــــها وتوقرها لابنها وائــــل
ويقول في قصيدة اخرى : (105)
يقول الشعر اء حضروا وغبنا فدى الغياب ما قال الحضور
يكرر غابـــــــــر ما قال ماض وقد ما اخلق المعنى الكـرور
تطبعت القرائــــــــح واطمانت فلم يتكفؤونك يا صــــــــبور
بهذا الحكم حــــــــين تحالباها نقائض حاز زبدتها جـــــرير
ومن خلال افتخاره بقصائده ، يفتخر مهيارا بشعره ، وشاعريته ، فيقول : (106)
متى تكن سلول او باهــــــلة اباء شعر فابوهـــــــا دارم
سوائر مع النجوم ترتـــــمي بها نجود الارض والتهائم
تود اكباد العدا ان صغتــــها اسورة لو انها مــــــعاصم
تدويهم غيظا وتشفيهم بــما تفصح فهي المس والتمائم
يحبى بها يقظان منكم حاضر وغائب عن البلاد حــــــالم
ضاجعكم طيفي بها فــــاولت صــــــــادقة وقد يغر النائم
يشهد لي مفتاحها وخــــتمها بــــــــانني للشعراء خـــاتم
اما ابو تمام ، فأنه يفتخر بقصائده ذات الشهرة الواسعة في الآفاق ، والتي تذهب الى ابعد ما يذهب اليه البرق ، اذ هي مؤنسة لكل غريب ، لرقتها ، ولأنها ذات حسب ، فيقول : (107)
احفظ وسائـل شعر فــــيك مــا ذهبت خواطـــف البرق الا دون ما ذهبا
يغدون مغتربات في الـــــــــــبلاد فما يزلــــن يؤنسن في الافاق مغتربا
فلا تضعها فما في الارض احسن من نظم القوافي اذا ما صادفت حسبا
وقصائده بنات افكار مهذبة ، وهي بكر : (108)
يا خاطبا مدحــــــــــــي اليه بجوده ولقد خطبت قـــــــليلة الخطاب
خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى والليل اسود رقــــــعة الجلباب
بكرا تورث في الحـــــــــياة وتنثني في السلم وهي كثيرة الاسلاب
ويزيدها مر الليالي جـــــــــــــــــدة وتقادم الايام حســـــــن شباب
وكذلك ، يراها السامع من خلال سمعه ، فيقول : (109)
كشفت قناع الشعر عن حر وجهه وطيرته عن وكـــــــــره وهو واقع
بغر يراهــــــــــا من يراها بسمعه فيدنو اليها ذو الحجى وهو شاسع
يود ودادا ان اعـــــــــضاء جسمه اذا انشدت شوقا اليـــــــها مسامع
اليس من حق ابي تمام ان يفتخر بشعره ؟ ذلك الشعر الذي يتجه مباشرة الى العقول ، وكالسحائب ، الواحدة تعقب الاخرى ، وهو صاحب مدرسة الفكر في الشعر العربي : (110)
اليك ارحنا عازب الشعر بـــــعدمـا تمهل في روض المعاني العجائب
غرائب لاقت في فنائك انســــــــها من المجد فهي الان غير غــرائب
ولو كان يفنى الشعر افناه ما قرت حياضك منه في العصور الذواهب
ولكنه صوب العقول اذا انجـــــلت سحائب منه اعقبت بســــــــحائب
ويفتخر البحتري بشعره ، فيقول : (111)
هذي نوافلك التي خـــــــــولتها رجعت غرائبها اليك قصائدا
تعطيك شهرتها النجوم طوالعا وتريك انفسها الجبال خوالدا
متعسفات ماتزال رواتـــــــــها تابى عليها ان تسير قواصدا
وهي القوافي ما تقر ثوابـــــتا لممدح حتى تعير شـــــواردا
علل لانواء الذخائر كلـــــــــما جُلبت على ملكٍ اباح التـــالدا
والبحر لولا ان تسير ســـفينه بالريح ما برحت عليه رواكدا
اما المسيب بن علس ، فيقول : (112)
فلاهدين مع الرياح قصيدة منـــي مغلغلة الى القعقاع
ترد المياه فما تزال غريبة في القوم بين تمثل وسماع
وقصيدته غريبة عن الشعراء الاخرين ، فتأخذ بها الريح لتذيعها ، لجودتها 0
وهذا جندل بن المثنى الطهوي ، يمدح شعره ، نافياً عنه الاقواء والاسناد ، فيقول : (113)
لم اقو فيهن ولم اساند
ويفتخر شاعر آخر بقوافيه ، فيقول : (114)
فان اهلك فقد ابقيت بعدي قوافـــــي تعجب المتمثلينا
لذيذات المقاطع محكمات لو ان الشعر يلبس لارتدينا
ويقول ابن ابي حفصة مادحاً شعره : (115)
نظمت لك الدر الذي ليس مثـــله وانت الذي ما في الملوك لـــه مثل
بلوت القوافي عند من لو بلــوته بغير القوافي لابتهجن بمــــــا تبلو
ولما تخيرت المديح او الــــكرى حلا في فمي مثل الرقاد الذي يحلو
وكادت قوافي الشعر لما دعوتها اليك توافي قبل ان وافت الـــــرسل
واذا كان للمتنبي شعراً يكثر فيه اعتداده بنفسه ، فأن هذا الاعتداد هو اعتداد بشعره ، فيقول : (116)
لا تجسر الفصحاء تنشد ههنا بيتا ولكني الهزبـــــــــر الباسل
ما نال اهل الجاهلية كــــــلهم شعري ولا سمعت بسحري بابل
واذا اتتك مذمتي من ناقـــص فهي الشهادة لي بانـــــــي كامل
ويفتخر قائلاً : (117)
دعاني اليك العلم والحلم والحجى وهذا الكلام النظم والنــائل النثر
وما قلت من شعر تـــــــكاد بيوته اذا كتبت يبيض من نورها الحبر
كان المعاني في فصاحـــــة لفظها نجوم الثريا او خلائقك الـــــزهر
وكذلك يقول : (118)
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي مـن به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
وكذلك قوله : ( 119)
وتعذلني فيك القوافي وهمـــــتي كاني بمدح قبل مدحــــك مذنب
ولكنه طال الطريق ولــــــــم ازل افتش عن هذا الكـــــلام وينهب
فشرق حتى ليس للشرق مشرق وغرب حتى ليس للغرب مغرب
اذا قلته لم يمتنع مــــــن وصوله جـــــــدار معلى او خباء مطنب
وقوله كذلك : (120)
وما الدهر الا من رواة قصائــدي اذا قلت شعرا اصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشـــــــمرا وغنى به من لا يغني مــــــــــغردا
اجزني اذا انشدت شعرا فانـــــما بشعري اتاك المادحون مـــــــرددا
ودع كل صوت غير صوتي فانني انا الصائح المحكي والاخر الصدى
وقوله : ( 121)
وعندي لك الشرد السائرات لا يختصصن من الارض دارا
قواف اذا سرن عـــن مقولي وثبن الجبال وخضن البحارا
ولي فيك ما لم يقل قــــــــائل ومــا لم يسر قمر حيث سارا

4 – تفاضل الشعراء فيما بينهم :
زخرت كتب النقد القديمة بقصائد يتفاخر الشعراء بها امام اقرانهم والاخرين ، من حيث جودته ، وحسن نظمه ، ودقة معانيه ، واشتهاره بين الناس 000الخ ، وكذلك من حيث كيفية انشائه ، وانشاده 0 وقد ذكر لنا الجاحظ اقوالاً كثيرة في ذلك ، فها هو الشاعر عمر بن لجأ ، يفاخر بشعره امام احدهم ، فيقول : (( انا اشعر منك )) وعندما يسأله محاوره السبب ، يجيبه قائلاً : (( لاني اقول البيت واخاه ، وانت تقول البيت وابن عمه )) 0(122)
ان ابن لجأ ، قد لخص عملية كتابة الشعر المضنية بهذا القول 0
الاان احد الشعراء ممن ينشؤون القصائد في كل ساعة ، أي من اصحاب الطبع ، والسرعة في الانجاز ، كان يفاخر بعمله هذا امام شاعر آخر من اصحاب " الشعر الحولي "،وكانت له اسبابه في ذلك 0
(( قال بعض الشعراء لرجل : انا اقول في كل ساعة قصيدة ، وانت تقرضها في كل شهر ، فلم ذلك ؟ قال : لانــــــــي لا اقبل من شيطاني مثل الذي تقبل من شيطانك ))0(123)
ان كتابة الشعر ، طريق وعر ، محفوف بالمخاطر ، والمخاطر انواع واشكال 0 وقد لخص ابن المقفع هذه المخاطر بقوله : (( الذي ارضاه لا يجيئني ، والذي يجيئني لا ارضاه )) 0 (124)
وقد اقيمت جلسات شعرية منذ العصر الجاهلي ، للتحكيم بين الشعراء ، والمفاضلة بينهم ، وايهم الافضل من بين الآخرين ، وعلى الرغم من ان لكل محكّم ذائقته النقدية "وغالباً ما كانوا شعراء او متذوقين للشعر " لتقييم شعر الآخرين ، وكذلك لكل عصر رؤاه الخاصة ، الا ان بحثنا هذا سوف يحتفظ برأيه الخاص عن كل حادثة تحكم ، لان همه تثبيت تلك الحادثة فقط 0
والتفاضل ، كما يذكر صاحب اللسان هو : (( التمازي في الفضل ، وفضّله :مزّه 0 التفاضل بين القوم : ان يكون بعضهم افضل من بعض )) 0( 125)
ويذهب ابن الاثير الى تصنيف المفاضلة ، فمنها المفاضلة التي تقع بين شاعرين او اكثر ، ومنها بين قصيدتين او اكثر ، او بين المعاني 0
فيقول عن المفاضلة بين الشعراء ، ان : (( الاختلاف فيها كثير ، وكل يذهب مذهباً يدعوه اليه نظره )) 0(126)
اما المفاضلة بين المعاني ، فيقول عنها : (( والاكثر يرى الا مفاضلة إلا بين المعاني المتفقة ، ويقولون : كيف يمكن المفاضلة بين المعاني المختلفة ، ويضربون لذلك امثلة )) 0 (127)
فيما تكون المفاضلة الاخرى بين القصائد ، فيقول : (( وهي ان تنظر الى قصيدتين لشاعرين وتختار جيد هذه وجيد هذه ، فمن كان جيده اكثر بالنسبة الى رديئه حكم له بالفضيلة، او ان تنظر في ديوان هذا وديوان هذا ، ويجري الامر على ما تقدم في قصيدتيهما )) 0(128)
الا ان للقرطاجني رأي آخر، فهو يجعل الاساس النسبي ، هو القاعدة في هذه المفاضلة ، فقول : (( ان المفاضلة بين الشعراء الذين احاطوا بقوانين الصناعة ، وعرفوا مذاهبها ، لا يمكن تحقيقها ، ولكن انما يفاضل بينهم على سبيل التقريب وترجيح الظنون 0 ويكون حكم كل انسان في ذلك بحسب ما يلائمه ويميل اليه طبعه ، اذ الشعر يختلف في نفسه بحساب اختلاف انماطه وطرقه ، ويختلف بحسب اختلاف الازمان وما يوجد فيها مما شأن القول الشعري ان يتعلق به ، ويختلف بحسب اختلاف الامكنة وما يوجد فيها مما شأنه ان يوصف ، ويختلف بحسب الاحوال ، وما تصلح له ، وما يليق بها ، وما تحمل عليه ، ويختلف بحسب ما تختص به كل امة من اللغة المتعارفة عندها ، الجارية على السنتها )) 0(129)
اما الموازنة ، فقد اخذت مساحة كبيرة من كتب الاقدمين ، فكانت هناك الموازنة بين شعر ابي تمام والبحتري للآمدي ، او ان تكون هذه الموازنة بين قصيدتين لشاعرين ، كما اقامها القاضي الرجرجاني في "الوساطة " بين قصيدتين في وصف الحمى ، احداهما للشاعر المتنبي والثانية للشاعر عبد الصمد بن المعذل 0 (130)
واغلب النقاد القدامى لا يرى فرقاً بين المفاضلة والموازنة ، فهذا ابن الاثير يسمي( الموازنة ) مفاضلة 0 (131)
ان ما يهدف اليه بحثنا هذا ، هو المفاضلة بين الشعراء ، لكي نتعرف على معاناتهم اثناء كتابتهم لشعرهم 0
والمفاضلة اما ان تكون بحضور الشعراء انفسهم ، او ان تكون بغيابهم ، وهذه على نوعين ، اما ان تكون بحياة الشعراء ، او ان تكون بعد مماتهم ، وسنعطي امثلة لكل ذلك 0
وربما كانت المحاكمة الاولى في تاريخ الشعر العربي ، هي الواقعة بين علقمة بن العبد ، وامرىء القيس 000 وقد اختار الشاعر علقمة ، ام جندب ، زوجة القيس ، لتكون هي المحكمة بينهما 0
(( 000فقالت: قولا شعرا تصفان فيه الخيل على روي واحد وقافية واحدة فقال امرؤالقيس:
خليلي مرا بي على ام جندب لنقضي حاجات الفؤاد المعذب
وقال علقمة:
ذهبت من الهجران في كل مذهب ولم يك حقا كل هذا التجنب
ثم انشداها جميعا فقالت لامرىء القيس: علقمة اشعر منك فقال: وكيف ذاك قالت:
لانك قلت:
فللسوط الهوب وللساق درة وللزجر منه وقع اخرج مهذب
فجهدت فرسك بسوطك ومريته بساقك وقال علقمة:
فادركهن ثانيا من عنانه يمر كمر الرائح المتحلب
فادرك طريدته وهو ثان من عنان فرسه لم يضربه بسوط ولا مراه بساق ولا زجره)) 0(132)
ويذكر صاحب ( الموشح ) ان السيدة سكينة بنت الحسين ، كانت محكمة بين الشعراء ، وان جرير والفرزدق وكثير عزة والنصيب ، قد استأذنوها : (( فدخلوا فقعدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم ، واخرجت اليهم جارية لها وضيئة وقد روت الاشعار والاحاديث ، فقالت : ايكم الفرزدق ؟ فقال الفرزدق : ها انذا 0 فقالت : انت القائل :
هما دلتاني من ثمانين قامة كما انقض باز اقتم الريش كاسره
قال : نعم ، انا قلته 0 فقالت : ما دعاك الى افشاء سرك وسرها ، افلا سترت على نفسك وعليها ؟ ثم دخلت وخرجت فقالت : ايكم جرير ؟ قال : ها انذا 0 قالت : أنت القائل :
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا وقت الزيارة فارجعي بسلام
قال جرير : انا قلته 0 قالت : افلا اخذت بيدها ورحبت بها 0 وقلت : فأدخلي بسلام 0 انت رجل عفيف )) (133)
وقيل ان السيدة عقيلة بنت عقيل بن ابي طالب (( كانت "تجلس للناس " فبينما هي جالسة اذ قيل لها : العذري بالباب 0 فقالت : ائذنوا له ، فدخل ، فقالت له: انت القائل :
ولو تركت عقلي معي ما طلبتها ولكن طلابيها لما فات من عقلي
انما تطلبها عند ذهاب عقلك 0 لولا ابيات بلغتني عنك ما اذنت لك وهي :
علقت الهوى منها وليداً فلم يزل الى اليوم ينمي حبها ويزيد
فلا انا مردود بما جئت طــــــالبا ولا حبها فـــــــيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني اذا ما لقيتها ويحيا ، اذا فـــارقتها فيعود
ثم قيل : هذا كثير عزة والاحوص بالباب ، فقالت: ائذنوا لهما 0 ثم اقبلت على كثير ، فقالت : اما انت يا كثير فألأم العرب عهداً في قولك :
اريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
ولم تريد ان تنسى ذكرها ؟ اما تطلبها الا اذا مثلت لك ؟ اما والله لولا بيتان قلتهما ما التفت اليك ، وهما قولك :
فيا حبها زدني جوى كــــــل ليلة ويا سلوة الايام موعدك الحشر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
ثم اقبلت على الاحوص ، فقالت : واما انت يا احوص ، فأقل العرب وفاء في قولك :
من عاشقين تراسلا فتواعدا ليــــــــلا اذا نجم الثريا حلقا
بعثا امامهما مخافة رقـــــبة عبدا فـفرق عنهما ما اشفقا
باتا بانعم عيشة والذهــــــا حتى اذا وضح الصباح تفرقا
الا قلت : تعانقا 0 اما والله لولا بيت قلته ما اذنت لك ، وهو :
كم من دني لها قد صرت اتبعه ولو صحا القلب عنها صار لي تبعا))0(134)
وتأتي بعض الاحيان ، المفاضلة بين شاعر وآخر ، من خلال نقد احدهما لبيت الثاني ، مما يؤكد اجادة الشاعر الناقد 0 وهذا ما حدث بين النابغة وحسان بن ثابت ، عندما طعن النابغة في قول حسان :
(( لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى واسيافنا يقطرن من نجدة دما
و ذلك لانهم يرون موضع الطعن على حسان في قوله "الغر" وكان ممكنا ان يقول البيض ، لأن الغرة بياض قليل في لون اخر غيره ، وقالوا : فلو قال " البيض " لكان اكثر من الغرة ، وفي قوله : " يلمعن بالضحى " ولو قال " بالدجى " لكان احسن ، وفي قوله " واسيافنا يقطرن من نجدة دما " قالوا : ولو قال " يجرين " لكان احسن ، اذ كان الجري اكثر من القطر )) 0(135)
وفي احيان كثيرة ، تقع المفاضلة بين شاعرين ، احدهما حاضر والاخر غائب ، كما حدث بين الكميت بن زيد ونصيب عندما انشده بعض شعره ، فراح نصيب يفاضل بينه وبين ذي الرمة 0
انشد الكميت نصيباً قائلاً :
وقد راينا بها حورا منعمة بيضا تكامل فيها الدل والشنب
(( فثنى نُصيب خنصره ، فقال له الكميت : ما تصنع ؟ فقال : احصي خطأك ، تباعَدت في قولك : " تكامل فيها الدل والشنب "
هلا قلت كما قال ذو الرمة :
لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي انيابها شنب
ثم انشده في اخرى :
كان الغطامط من غليها اراجيز اسلم تهجوا غفارا
فقال له نصيب : ما هَجَتْ اسلمٌ غِفاراً قط ، فأستحيا الكميت فسكت 0
قال ابو العباس : والذي عابه نصيب من قوله " تكامل فيها الدل والشنب " قبيح جداً ، وذلك ان الكلام لم يجر على نظمٍ ، ولا وقع الى جانب الكلمة ما يشاكلها 0 واول ما يحتاج اليه القول ان ينظم على نسق ، وان يوضع على رسم المشاكلة )) 0(136)
ويمكن ان تقع المفاضلة بين شاعر حي ، وآخر ميت ، ويقوم بالمفاضلة شخص ثالث ، كما تروي الاخبار عن قيام عبد الملك بن مروان بذلك بين شعر كثير وشعر الاعشى ، اذ عندما انشد كثير قائلاً :

على ابن ابي العاصي دلاص حصينة اجـــــاد المرىءُ نسجها واذالها
يود ضعيف القوم حـــــــــــمل قتيرها ويستضلع القرم الاشم احتمالها
(( فقال له عبد الملك : قول الاعشى لقيس بن معدي كرب احسن من قولك حيث يقول له :
واذا تجيء كتيبة ملمومـــة خرساء تغشي من يذود نهالها
كنت المقدم غير لابس جنة بالسيف تضرب معلما ابطالها
فقال : يا امير المؤمنين وصفتك بالحزم ووصف الاعشى صاحبه بالخرف )) 0(137)
ويعلق ابن جعفر على نقد عبد الملك ، ورد كثير ، قائلاً : (( والذي عندي في ذلك ان عبد الملك اصح نظراً من كثير ، الا ان يكون كثير غلط واعتذر بما يعتقد خلافه ، لانه قد تقدم من قولنا في ان المبالغة احسن من الاقتصار على الامر بما هو فيه كفاية ، والاعشى بالغ في وصف الشجاعة ، حيث جعل الشجاع شديد الاقدام ، بغير جنة على انه وان كان لبس الجنة اولى بالحزم واحق بالصواب ، ففي وصف الاعشى دليل قوي على شدة شجاعة صاحبه لان الصواب له ، ولا لغيره ، الا لبس الجنة ، وقول كثير تقصير في الوصف )) 0(138)
وفي اغلب الاحيان ، تكون المفاضلة بين الشعراء تحدث في غيابهما 0 اذ تتصدر مجالس السمر الاحاديث والروايات عن بعض الشعراء ، فتكون المفاضلة ، فينقل لنا صاحب الامالي ، مفاضلة جرت في مجلس ابن ابي عتيق بين الشاعرين الحارث بن خالد وعمر بن عبد الله بن ابي ربيعة ، وكان في المجلس رجل من ولد خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة : (( وقال صاحبنا : الحارث اشعرهما ، فقال ابن ابي عتيق : بعضَ قولك يابن اخي ، فلشعر ابن ابي ربيعة لوطةٌ بالقلب وعلقٌ بالنفس ودرك للحاجة ليس لشعر وما عصى الله بشعر اكثر مما عصي بشعر بن ابي ربيعة فخذ عني ما اصف لك: اشعر قريش: من رق معناه ولطف مدخله وسهل مخرجه ومتن حشوه وتعطفت حواشيه وانارت معانيه واعرب عن صاحبه فقال: الذي من ولد خالد بن العاص: صاحبنا الذي يقول:
اني وما نحروا غداة منى عـند الجمار تؤدها الـعقل
لو بدلت اعلى مساكنــــها سفلا واصبح سفلها يعلو
فيكاد يعرفها الخبير بـــها فيرده الاقواء والمـــــحل
لعرفت مغناه لمااحــتملت مـني الضلوع لاهلها قـبل
فقال ابن ابي عتيق: با بن اخي استر على صاحبك ولا تشاهد المحاضر بمثل هذا اما
تطير الحارث عليها حين قلب ربعها فجعل عاليه سافله الا ان يسال الله حجارة من
سجيل ابن ابي ربيعة كان احسن صحبة للربع من صاحبك واجمل مخاطبة حين يقول:
سائلا الربع بالبلى وقــــــولا هجت شوقاً لي الغداة طويلا
اين حي حلوك اذ انت مســر وربهم اهل اراك جـــــــميلا
قال ساروا فامعنوا فاستقلوا وبكرهي لو استطعت سـبيلا
سئمونا وما سئمنا مـــــقاما واستحثوا دماثة وســـــهولا )) 0(139)
ويسأل الخليفة عبد الملك بن مروان ولده وبعض اهل بيته وخاصته عن احسن ما قيل في الشعر وليفضل من رأى تفضيله (( فانشدوا وفضلوا فقال بعضهم: امرؤ القيس وقال بعضهم: النابغة وقال بعضهم: الاعشى فلما فرغوا قال: اشعر والله من هؤلاء جميعاعندي الذي يقول:
وذي رحم قلمت اظــــــــــفار ضغنه بحلمي عــــنه وهو ليس لـــــه حلم
يحاول رغمي لا يحاول غـــــــــــيره وكـــالموت عندي ان يحل به الرغم
فان اعف عنه اغض عينا على قذى وليس له بالصفح عن ذنبه علم )) ( 140)
اما النقاد القدامى ، فقد اختلفت اراءهم حول أي الشعراء افضل من صاحبه ، بصورة عامة او حول قصيدة واحدة ، او بيت واحد اواكثر 0 وهذه المسألة ذات شأن ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار المناهل التي ينهل كل واحد منهم ، فمنهم من يعتمد المبدأ الاخلاقي ، ومنهم من يعتمد الدين الاسلامي وقيمه ومبادئه اساساً في التفضيل ، ومنهم من يرى في اللفظ ، او اللفظ والمعنى اساساً لتلك المفاضلة ، لهذا نجد ان (( المفضل الضبي يقدم الفرزدق على جرير ، وابو عمرو بن العلاء يقدم الاخطل ثم جرير ثم الفرزدق ، وان علماء البصرة كانوا يقدمون امرأ القيس بن حجر واهل الكوفة كانوا يقدمون الاعشى ، وان اهل الحجاز والبادية كانوا يقدمون زهيراً والنابغة )) 0(141)
ويذكر الصولي في ( اخبار ابي تمام ) عن مفاضلة جرت بين شعر دعبل وشعر ابي تمام ، بحضور دعبل ، وفي مجلسه 0 فقال دعبل عن ابي تمام : (( كان يتتبع معانيَّ فيأخذها ، فقال له رجل في مجلسه : ما من ذاك اعزك الله ؟ قال ، قلت :
وان امرأً اسدى الــــــي بشافع اليه ويرجو الشكر منـــي لاحمق
شفيعك فاشكر في الحوائج انه يصونك عن مكروهها وهو يخلق

فقال له الرجل : فكيف قال ابو تمام ؟ قال، قال:
فلقيت بين يديك حلو عـــطائه ولقيت بين يدي مرَّ سؤاله
واذا امرؤ اسدى اليك صنيعةً من جاهه فكأنها من مـــاله
فقال الرجل : احسن والله ، فقال : كذبت قبحك الله ، فقال : والله لئن كان اخذ هذا المعنى وتبعته فما احسنت ، وان كان اخذه منك لقد اجاد فصار اولى به منك ، فغضب دعبل وقام ))0(142)
ويقف كثير عزة محكماً بين عمر بن ابي ربيعة ، والاحوص ونصيب ، فيخاطب ابن ابي ربيعة قائلاً : (( يا اخا قريش ، والله لقد قلت فأحسنت في كثير من شعرك ، ولكن خبرني عن قولك :
قالت لـــــــها اختها تعاتبها لا تفسدن الطواف في عمـر
قومي تصــدي له ليبصرنا ثم اغمزيه يا اخت في خَــفر
قالت لها : قد غمزته فأبى ثم استبطرت تشتد في اثري
والله لو قد قلت هذا في هرة اهلك ما عدا 0 اردت ان تنسبَ بها فنَسَبت بنفسك ، اهكذا يقال للمرأة ! انما توصف بالخفر، وانها مطلوبة ممتنعة ، هلا قلت كما قال هذا ؟ وضرب بيده على كتف الاحوص :
ادورُ ولـــو لا ان ارى ام جعفرٍ بأبياتكم ما درتُ حيثُ ادورُ
وما كنت زوارا ولكن ذا الهوى اذا لم يزر لا بــد ان سيزور
لـــــقد منعت معروفها ام جعفر واني الــــى معروفها لفقير
قال : فأمتلأ الاحوص سروراً ، ثم اقبل عليه فقال : يا احوص خبرني عن قولك :
فان تصلي اصلك وان تبيني بصرمك قبل وصلك لا ابالي
اما والله لو كنت من فحول الشعراء لباليت ، هلا قلت مثل ما قال هذا ؟ وضرب بيده على جنب نصيب :
بزينب المم قبلَ ان يظعن الركبُ وقل إن تملينا فما مَلَّكِ القلبُ
قال : فأنتفخ نصيب ، ثم اقبل عليه فقال له : ولكن اخبرني عن قولك يا اسود :
اهيم بدعدٍ ما حييت وان امت فوا حَزَني مَن ذا يهيمُ بها بعدي
كأنك اغتممت ألا يُفعل بها بعدك ، ولا يكنى ، فقال بعضهم لبعض : قوموا فقد استوت القِرقة 0 وهي لعبة على خطوط ، فأستواؤها انقضاؤها )) 0(143)
ويأتي آخر ليقول شعراً يحكم فيه بأنه اشعر من قول شاعر آخر 0 فها هو احدهم يدعي ان بيته اشعر من بيت حسان الذي يقول فيه :
يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسالون عن السواد المقبل
وقلت :
يغشون حتى ما تهر كلابهم ابداً ولا يسالون من ذا المقبل
فقيل هو بيت حسان ولكنك قد افسدته )) 0(144)
وتذكر كتب نقادنا القدامى بالكثير من القصائد والابيات الشعرية المفضلة ، فتحدثوا عن افضل قصيدة ، وافضل بيت في المدح وآخر في الرثاء ، وثالث في الوصف ، وهكذا 000 فضلاً عن ان الذائقة الشعرية والنقدية ليست هي واحدة في كل عصر وزمان 0
فمن مفضلات مسلم بن الوليد في المدح والرثاء والهجاء ، الابيات الآتية التي فضلها السابقون 0 (145)
ففي المديح ، قوله :
تجود بالنفس اذ ضن البخيل بها والجود بالنفس اقصى غاية الجود
وفي الرثاء قوله :
ارادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيبُ تراب القبر دلَّ على القبر
وفي الهجاء ، قوله :
قَبُحَتْ مناظِرهُ فحين حَبَرته حَسُنَتْ مناظِرُهُ لِقُبحِ المخبرِ
وقد تكون المفاضلة على اساس اغراض الشعر ، كما قلنا ، بين الشعراء 0 وسوف نذكر امثلة عن ذلك ، ابتداء من المتأخرين نزولاً الى الاقدمين 000 لان الشخص الذي يختار الافضليات – ان كان ناقداً او شاعراً ، او متذوقا ً- من المتأخرين قد اطلع على اغلب ، ان لم نقل جميع ما قيل من شعر منذ العصر الجاهلي حتى ايام حياته هو 0
يذكر الحاتمي ( ت/ 388 ) في (حلية المحاضرة ) ، ان : (146)
آ – اشعر بيت قالته العرب ، هو قول دريد بن الصمة :
قليلُ التشكي للمصيبات ذاكر من اليوم اعقاب الاحاديث في غدٍ
ب – ان احسن بيت قالته العرب ، قول المرقش :
ومَن يلقِ خيراً يحمدُ الناسَ امرهُ ومَن يغو لا يَعدم على الغي لا ئما
ج – ان افخر بيت قالته العرب ، قول الفرزدق :

ترى الناس ماسرنا يسيرون خلفنا وان نحن اومأنا الى الناس وقفوا
د – ان اهجى بيت قالته العرب ، هو قول الاعشى:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم وجاراتكم جوعى يبتن خمائصا
اما القالي ، فيذكر في الامالي ( ولد في 280 ): (147)
(( 000قال سعيد بن سَلم : مدحني اعرابي ببيتين لم اسمع احسن منهما :
ايا سارياً بالليل لا تخشى ضِلةً سعيد بن سلم ضوء كلِّ بلاد
لنا مُقرم اربى على كـــل مُقرم جـوادٌ حَثا في وجهِ كلِّ جواد
فأغفلت صلته فهجاني ببيتين لم اسمع اهجى منهما ، وهما قوله :
لكلِّ اخي مدحٍ ثـــــــوابٌ عَلمته وليس لمدح الباهلي ثوابُ
مدحتُ ابن سليمٍ والمديحُ مهزةٌ فكان كصفوانٍ عليه تُراب ))
ويذكر كذلك ، اهجى بيت قالته العرب : (148)
وقد عَلِمَت عِرساك انك آئبٌ تخبرهم عن جيشهم كل مَربَع
اما ابن قتيبة (ت/276)، فيذكر ،انه : (149)
(( لم يقل بيت ابدع من قول الشاعر في بعض امية :
يغضي حياء ويغضى من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم))(150 )
وفي ( طبقات الشعراء ) لدعبل الخزاعي( ت/246) يذكر ، ان : (151)
آ- افخر بيت ، هو قول كعب بن مالك :
وببئر بدر اذ يرد وجوههم جبريل تحت لوائنا ومحمد
ب – امدح بيت ، قول ابي الطمحان :
اضاءت لهم احسابهم ووجوههم دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
وكذلك قول النابغة :
فانك شمس والملوك كواكب اذا طلعت لم يبد منهن كوكب
اما الاصمعي (ت/ 216) قيقول عن اشعر الناس : (( من يأتي الى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً او الى الكبير فيجعله بلفظه خسيساً او ينقضي كلامه قبل القافية ، فاذا احتاج اليها افاد بها معنى ، قال : قلت نحو ذلك ؟ قال : نحو ذي الرمة حيث يقول :
قف العيس في اطلال مية فأسال رسوما كاخلاق الرداء المسلسل
فتم كلامه قبل المسلسل ثم قال المسلسل فزاد شيئاً ثم قال :
اظن الذي يجدي عليك سؤالها دموعا كتبذير الجُمان المفصل
فتم كلامه ثم احتاج الى القافية فقال " المفصل " فزاد شيئاً ، قال قلت : ونحو من ؟ قال : الاعشى حيث يقول :
كناطح صخرة يوما ليفلقها فلم يضرها واوهى قرنه الوعل
فتم مثله الى قوله "قرنه " ثم احتاج الى القافية فقال " الوعل " مفضلاً على كل ما ينطح ، قال : كيف ؟ قال : لانه ينحت من قلة الجبل على قرنه فلا يضره )) 0(152)
ان الحديث عن أي الشعراء هو الاشعر ، وايهما الافضل ، حديث طويل ، الا ان الامثلة السابقة قد قربت الينا الصورة التي نرغب ان نكمل بها حديثنا عن معاناة كتابة القصيدة ، ومن ثم تثقيفها وتنقيحها ، اما بعد ذلك ، بعد انتشارها ، تصبح ملكاً للجميع ، ومن حقهم ان يختاروا ما يشاؤون ، او ان يفضلوا هذا الشاعر ام ذاك ، اعتماداً على الذوق الخاص ، وبتأثير – في اغلب الاحيان – بالجو العام ، والعرف السائد اجتماعياً في ذلك العصر ، وعلى الرغم من ذلك فأن الكثير من الكتاب القدامى والنقاد والمتذوقين حاولوا اجراء تغيير هنا اوهناك في هذه القصيدة ام تلك ، وقد اشرنا الى ذلك في السطور السابقة ، الاان هذا الموضوع يحتاج الى دراسة مطولة ومعمقة 0
اما الكتب التي خصصت لتفضيل شاعر من بين شعراء العربية في وقت ما ، ولفترة زمنية محددة ، فقد يمكن ادراج ثلاثة منها ، هي : (153)
آ – تفضيل ابي نواس على ابي تمام – لعلي بن محمد الشمشاطي 0
ب – الانتصار المنبي عن فضائل المتنبي – لابي الحسين بن محمد بن احمد بن محمد المغربي 0
ج – تفضيل شعر امرىء القيس على الجاهليين – للامدي 0
*** ***
ليست بخاتمة :
بعد هذه الرحلة الطويلة عن علاقة الشاعر بمنجزه الشعري ، قبل واثناء وبعد كتابة القصيدة ، وما رافق ذلك من معاناة تحمل وزرها الشعراء انفسهم جراء اجراء عملية التثقيف والتنقيح والتشذيب ، فضلاً عما قدمه النقاد العرب القدامى من انجازات سبرو فيها اغوار تلك العملية ، والنصائح التي قدموها للشعراء المبتدئين ، يمكن القول ، ان عملية كتابة الشعر ، أي العملية الابداعية في مجال الشعر ، كما قال عنها الفرزدق : هي اهون من قلع ضرس ، واصعب من صعود جبل ، كما اشار احدهم 0
واذا كانت خواتم الدراسات تخصص للنتائج التي تتوصل اليها ، وغيرها من الامور التي لا تخرج عما جاء في الدراسة ، الا ان خاتمة هذه الدراسة سنخصصها لرحلتنا مع معاناة بعض شعراء العربية المعاصرين " شعراء القرن العشرين " تواصلاً مع اسلافهم الذين تعرفنا عليهم وعلى معاناتهم في السطور السابقة ، وذلك لنتعرف – ايضاً – على معاناتهم في هذا الجانب 0
سودت ملايين الصفحات ، وعقدت المؤتمرات ، في سبيل معرفة منابع هذا الفن ، وطرق انشائه ، وعوامل انتشاره 0
لقد تحملت الورقة البيضاء ثقل افرازات قلم الشاعر ، فحول لونها من البياض الى السواد ، فقال ابن القارح عن عملية الكتابة : (( 000 وكتب بسواد الليل على بياض النهار )) 0(154)
ولو طالبنا أي شاعر مجيد ، ان يرينا مسودات قصائده – والتسمية ذات دلالة كبيرة – ودرسنا تلك المسودات ، كما فعل الخبري مع مسودات الشريف الرضي قبل اكثر من الف سنة ، والدكتور مصطفي سويف في القرن العشرين ، وغيرهما ، لهالتنا تلك المعاناة ، كما ذكرنا طرفاً منها في السطور السابقة ، بالنسبة للشاعر وللورقة على السواء 0
في هذه السطور ، سنلقي بعض الضوء على معاناة بعض شعراء القرن العشرين ، من خلال استعراض مسوداتهم 0
ففي دراسة د 0 سويف ، درست مجموعة من المسودات الخاصة ببعض الشعراء الذين شملهم ( الاستخبار ) 0
وكذلك فعل الشاعر نزار قباني ، عند ما ثبت بعض مسوداته في كتابه ( قصتي مع الشعر ) 0
اما الشاعر محمد صالح عبد الرضا ، فقد جمع بعض مسودات الشاعر السياب وضمنها كتابه ( 27 قصيدة للسياب بخط يده ) 0
فيما قام صاحب هذه الدراسة ، بجمع قسماً من مسودات الشاعر رشيد مجيد 0
وما يهمنا في هذه السطور ، ليس ما قدمه الشعراء من اجابات عن اسئلة اريد منها ان تلقي الضوء على كيفية كتابة القصيدة ، أي لحظة الابداع ، وانما ما يهمنا هو تلك المسودات ، لاننا على ثقة من انها ستلقى ضوءساطعاً وقوياً ينير ما غمض من العملية التي يجريها الشاعر على قصيدته بعد كتابتها 0
ان اهم ما نراه في تلك المسودات ، هو كثرة الشطب والحك ، والاضافات ، والاسهم ، والدوائر ، والخطوط 000 وهي رموز ذات دلالة كبيرة على اتمام تلك العملية ، ونحن على يقين ان شعراءنا القدامى كانوا يفعلون الشيء نفسه ، مع علمنا بندرة ادوات الكتابة وبدائيتها ، لهذا كان مجهودهم – كما ترى هذه الدراسة – مضاعفاً ، ومعاناتهم جد كبيرة 0
ولو استعرضنا اقوال بعض الشعراء ، فأننا نخرج بنتيجة مهمة مفادها : عظمة تلك المعاناة وقسوتها ، وانها معاناة واحدة عند الشعراء المجيدين ان كانوا في ايامنا هذه او كانوا من شعراء عصور الادب العربي السابقة 0
ان الذي يقرأ رسائل السياب ، سيرى الكثير من الاشارات عن قيامه بعملية التثقيف لشعره 0 (155)
يقول الشاعر نزار قباني عن بعض قصائده والتي تبقى فترة طويلة في ذهنه قبل تقييدها في الورقة : (( طبعاً ، انا افكر فيها ، ولكن التفكير فيها لا يقدم ولا يؤخر في زمان حضورها 0 هناك قصائد – كقصيدة حبلى – ظللت افكر فيها عشر سنوات ،ولم تحضر الا في السنة الحاديةعشرة))0 (156 )
اما الشاعر حميد سعيد ، فيقول : (( ان القصيدة تعيش معي واتعايش معها ، قبل الكتابة واثناءها ، فاذا انتهيت منها ، استمر الحوار بأنتظار الآتي )) 0(157)
وقصيدة الشاعر صلاح عبد الصبور ، تمر بمراحل ، تكون المرحلة الثالثة هي قمة المعاناة بالنسبة له ، أي مرحلة العودة الى القصيدة بعد كتابتها ، و : (( عودة الشاعر الى حاله العادية قبل ورود الوارد اليه ، وقبل خوضه رحلة التلوين والتمكين، اذ ان الشاعر عندئذيقطع الحوار ليبدأ المحاكمة ، فتتجلى عندئذ حاسته النقدية حين يعيد قراءة قصيدته ليتلمس ما أخطأ من نفسه وما اصاب 0
فالذات الاولى تنظر بوعيها الكامل فيما استطاعت ان تستلب من طرفي الحوار ، وهي عندئذ قد تثبت وتمحو ، وتقدم وتؤخر ، وتغير لفظاً بلفظ ، وتستبدل بسطر سطراً ، لكي يتم التشكيل النهائي للقصيدة ، الذي هو سرها الفني )) 0(158)
اما الشاعر رشيد مجيد ، فيقول عن معاناته في كتابة القصيدة : (( الاشياء تتداعى ساعة النظم ، حيث ان القصيدة هي التي تدفعها ، والرؤى التي تتداعى امامي ، تذكرني برؤى اخرى تالية لها 000 انها تظهر فجأة دون سابق انذار 00 وان القصيدة تنضج اثناء كتابتها ، واحياناً ارجع لها في وقت آخر ، حيث بعد قراءتها تبدأ تداعيات جديدة )) 0 (159)
وعما يجري بعد انجاز كامل القصيدة ، يقول الشاعر رشيد مجيد : (( اشعر ان في القصيدة بعض المفردات او الابيات التي ربما لا تفي بالغرض من ناحية المعنى او المضمون ، او ان تفي بالمضمون ، انها ليست مفردات شعرية ، مفردات فقدت موسيقاها ، او ربما لم تؤد الغرض من الناحية الفنية ، فأكون ملزماً بتغييرها بمفردة اخرى تعطي نفس المضمون ولكن بشكل آخر يعطي القصيدة جمالها وشكلها الذي تنتهي اليه )) 0(160 )
ستستمر – حتماً – معاناة الشعراء ما داموا – وشيطان الخلق والابداع في رأسهم - يكتبون الشعر 000 وامل ان لا يصل بهم الحال الى ان يقولوا مع من قال : (161 )
لعن الله صنعة الشعر مـــــــاذا من صنوف الجهال منه لقينا
يؤثرون الغريب منه على مــا كـــــــان سهلا للسامعين مبينا
و يـرون المحال معنى صحيحا و خسيس الــــكلام شيئا ثمينا
يجهلون الصواب مــنه و لا يد رون للــــجهل انـــهم يجهلونا
فهم عند من سوانا يــــــــلامو ن و في الحق عـــندنا يعذرونا
انما الشعر ما يناسب في النظم وان كان في الصـــــفات فنونا
فأتى بعضه يشاكل بــــــــعضاً واقامت له الصـــــدور المتونا
كل معنى اتاك منه على مــــــا تتمنى و لم يكن ان يــــــــكونا
فتناهى من البيان الــــــــى ان كــــــــــاد حسنا يبين للناظرينا
فكان الالفاظ منه وجـــــــــوه و المعانــــي ركبن فيها عيونا
انما في المرام حسب الامـاني و يتحلى بـــــحسنه المنشدونا
فاذا مدحت بالشعر حــــــــــرا رمت فيه مذاهـــــب المشتهينا
فجعلت النسيب سهلا قــــريبا و جعلت الــمديح صــدقا مبينا
و تنكبت ما يهجن فـي السمع و ان كان لفظه مـــوزونـــــــا
و اذا ما عرضته بــــــــهجاء عبت فيه مـــذاهب الـــمرقبينا
فجعلت التصريح مـــنه دواء و جعلت التعريــض داء دفــينا
و اذا ما بكيت فيه عـــلى العا دين يومــا للبيـن و الظاعــنينا
حلت دون الاسى و ذللت ما كا ن من الدمع في العيون مصونا
ثم ان كنت عاتبا جــــــــــــئت بالوعد وعيدا و بالصعوبة بينا
فتركت الذي عتبت عـــــــــليه حذرا امنا عــــــــــزيـــزا مهينا
واصح القريض ما قارب النظم و ان كان واضــــحا مــــستبينا
فاذا قيل اطمع الناس طــــــــرا و اذا ريـــم اعـــجز المعجزيـنا

الهوامش :
1 – مقدمة ابن خلدون 0
2- بناء القصيدة في النقد العربي القديم في ضوء النقد الحديث – 81 0
3- شعر الحطيئة – اعتمدنا في هذه الدراسة على المصادر الليزرية ، أي الكتب المثبتة في اقراص ليزرية ، وسوف لا نذكر ارقام الصفحات بالنسبة للشعر لعدم ذكرها في الاقراص ،وكذلك الكتب الاخرى لان اغلبها لا يطابق ما موجود على الكتاب الورقي0
4 – طبقات فحول الشعراء 0
5 – خير مثال على ذلك دراسة د0 مصطفى سويف 0
6 – دراسات بلاغية ونقدية – 206 0 لم اجد هذين البيتين في شعر البحتري المثبت على القرص الليزري 0
7 – والتثقيف : من ثَقُف الرجل من باب ظرف صار حاذقاً خفيفاً فهو ( ثَقْفٌ) مثل ضَخم ومنه ( المثاقفة ) و ( ثَقِفَ) من باب طَرِبَ لغة فيه فهو ( ثَقِفٌ) و ( ثقف) كعَضُدَ و ( الثقاف ) ما تسوىبه الرماح و ( تثقيفها ) تسويتها 0 مختار الصحاح – 84 0
8 – الشريف الرضي ، دراسات في ذكراه الالفية – 217 0
الا ان د0 عناد غزوان يرى ان قول د0 احسان عباس المذكور في كتابه ( الشريف الرضي – دار بيروت –1959 ) حول جمع الخبري لمسودات الرضي : (( يتناقض مع قول الشريف الرضي نفسه الذي لم يلتفت الى مثل هذه الطريقة في انشاء القصيدة 0 وقد صرح الشريف الرضي موضحاً ميلاد القصيدة عنده او محدداً بعبارة نقدية معاصرة لحظة الالهام الشعري حين اعتذر الى الصابي قائلاً : " 000 لان خاطري جنح بي الى هذا الضرب من الشعر ومن عادتي ان اجري مع بديهته كيف جرى واعشو الى اول ايماضة والا ارد عنانه اذا انطلق ، ولا اسد ينبوعه اذا تدفق ولا احمله على اسلوب ولا اعدل به عن طريق طلباً لا سماحة بعفوه ، وتجنباً لاستكراهه على غير صنعة " 000 )) 0 المصدر السابق – 217 0
والباحث لا يرى أي تناقض بين قول الرضي وعباس ، لان كلام الشاعر يمكن ان يرمي الى هدفين :
الاول : ربما كان قوله معني بضرب من ضروب الشعر ، وليس الى شعره كله 0
الثاني : ربما كان يقصد الى ترك العنان لانطلاقة القصيدة حتى تكتمل اثناء لحظة كتابتها ، او لحظة كتابة تلك الايماضة ، او الفكرة التي شغلت خاطره ، كأن تكون تلك الايماضة قد صيرها الشاعر بما عناه الخبري بمطالع القصائد ، او جزء من اجزاء القصائد 0
9– البيان والتبيين – 2/9 0
10 – المصدر السابق – 1/ 204 0
11 – شعر ابن ميادة 0
12 – نصوص النظرية النقدية – 59 0
13 – المصدر السابق – 59 0
14 – المصدر السابق – 59 0
15 – الشعر والشعراء في العصر العباسي – 643 0
16 – البيان والتبيين – 2/14 0
17 – الشعر والشعراء في العصر العباسي – 31 0 32 0
18 – شعر بكر بن النطاح 0
19 – شعر البحتري 0
20 – المصدر السابق 0
21 – المصدر السابق 0
22 – شعر مهيار الديلمي 0
23 – رسالة الغفران – 267 0
24 – الرواية الثانية – 77 0
25 – المثل السائر 0
26 – الرواية الثانية - 83 0
27 – الوساطة – 22 – 23 0
28 – شعر مروان بن ابي حفصة 0
29 – نصوص النظرية النقدية – 59 0
30 – العمدة – 1/ 83 –84 0 مأخوذ من الشعر الجاهلي – 220 – 221 0
31 – الخصائص – 1/325 0
32 – الشعر والشعراء 0
33 – البيان والتبيين – 2/ 13 0
34 – المصدر السابق – 1/ 138 0
35 – المصدر السابق – 1 / 138 0
36 – الشريف الرضي – 218 0
37 – الشعر والشعراء 0
38 – مقدمة ابن خلدون – 574 – 575 0
39 – شعر مهيار الديلمي 0
40 – الاغاني 0
41 – شعر كعب بن زهير 0
42 – يتيمة الدهر 0
43 – دراسات بلاغية ونقدية – 381 0 وانظر عيار الشعر – 5 0
44 – نصوص النظرية النقدية – 59 0
45 – الشعر والشعراء 0
46 – نصوص النظرية النقدية – 122 0
47 – البيان والتبيين – 2/ 13 0
48 – المثل السائر 0
49 – العمدة – 1 / 197 0 مأخوذ من الرواية الثانية – 54 – 55 0
50 – المصدر السابق – 1/ 83 0 مأخوذ من الشعر الجاهلي 0 وانظر الهامش –29 اعلاه 0
51 – معجم النقد العربي القديم – 300 0
52 – الخصائص – 1/328 0
53 – الرواية الثانية – 26 0 والشعر الجاهلي – 32 – 33 0
54 – المصدر السابق – 26 0
55 – الادب العربي – 83 0
56 – الرواية الثانية – 27 0
57 – الخصائص – 1/ 325 0
58 – المصدر السابق – 1/ 326 0 وفي ديوانه يقول :
بيضاء صفراء قد تنازعها لونان من فضةٍ ومن ذهب
59 – المصدر السابق – 1/ 327 0
60 – شعر سويد بن كراع 0
61 – دلائل الاعجاز – 392 0
62 – شعر ذو الرمة 0
63 – شعر ابو حية النميري 0
64 – شعر تميم بن ابي بن مقبل 0
65 – شعر كعب بن زهير 0
66 – الخصائص – 1/ 327 0
67 – الرواية الثانية – 111 0
68 – شرح الصولي لديوان ابي تمام – 2/ 178 0
69 – المصدر السابق – 2/ 178 – 179 0
70 – شعر البحتري 0
71 – المصدر السابق 0
72 - المصدر السابق 0
73 - – المصدر السابق 0
74 – شعر الاعشى 0
75 – شعر الخنساء 0
76 – شعر جرير 0
77 – شعر الشريف الرضي 0
78 - – المصدر السابق 0
79 - – المصدر السابق 0
80 -– المصدر السابق 0
81 – شعر جرير 0
82 – شعر مهيار الديلمي 0
83 – شرح الصولي لديوان ابي تمام – 1/381 0
84 - – المصدر السابق – 1/585 0
85 -– المصدر السابق – 3/43 0
86 - – المصدر السابق – 3/ 532 0
87 – المصدر السابق – 1/ 409 0 410 0
88– المصدر السابق – 1/ 396 – 397 0
89 – شعر سبط بن التعاويذي 0
90– المصدر السابق 0
91 – المصدر السابق 0
92 – المصدر السابق 0
93 – شعر المتنبي 0
94 – شعر الاعشى 0
95 – شعر المتنبي 0
96 – شعر ابن هرمة 0
97 – الاغاني 0
98 – شعر الشريف الرضي 0
99 – المصدر السابق 0
100 – المصدر السابق 0
101 – المصدر السابق 0
102 – المصدر السابق 0
103 – المصدر السابق 0
104 – شعر مهيار الديلمي 0
105 – المصدر السابق 0
106 – المصدر السابق 0
107 – شرح الصولي لديوان ابي تمام – 1 /299 0
108 – المصدر السابق –1/90 0
109 – المصدر السابق – 3/637 0
110 – المصدر السابق – 1/285 – 186 0
111 – شعر البحتري 0
112 – الرواية الثانية – 21 0
113 – البيان والتبيين – 1/139 0
114 – شعر ابن ميادة 0
115 – شعر ابن ابي حفصة 0
116 – شعر المتنبي 0
117 – المصدر السابق 0
118 – المصدر السابق 0
119 – المصدر السابق 0
120 – المصدر السابق 0
121 – المصدر السابق 0
122- البيان والتبيين – 1/206 0
123 – المصدر السابق – 1/207 0
124 – المصدر السابق – 1/208 0
125 – اللسان – مادة فضل 0
126 – معجم النقد العربي القديم – 331 – 332 0
127 – المصدر السابق – 332 0
128 – المصدر السابق – 332 0
129 – المصدر السابق – 377 0
130 – المصدر السابق – 375 0
131 – المصدر السابق –375 0
132 – الشعر والشعراء 0
133 – الثابت والمتحول – 329 0 الهامش – 89 0
134 – المصدر السابق – 170 – 171 0 هذه الدراسة غير معنية بمناقشة دوافع النقاد ، ونظرتهم الى الشعر ، ان كانت تلك الدوافع ادبية – فنية بحت ، ام كانت اخلاقية ، او تربوية ، اوقيمية 0
135 – نقد الشعر – 92 0
136 – الكامل – 2/ 159 – 160 0
137 – نقد الشعر – 99 – 100 0
138 – المصدر السابق – 100 0
139 – الامالي 0
140 – المصدر السابق 0
141 – الرواية الثانية – 17 0
142 – اخبار ابي تمام – 63 –64 0
143 – الكامل – 2/ 156 – 157 0
144 – دلائل الاعجاز – 373 0
145 – الشعر والشعراء في العصر العباسي – 231- 232 0
146 – الرواية الثانية – 490 –491 0
147 – الامالي – 2/ 223 0
148 – المصدر السابق – 2/142 0
149 – الرواية الثانية – 139 0
150 – البيت للفرزد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحلة القصيدة العربية القديمة - دراسة في معاناة كتابة الشعر - ج1
» صور جميع النقود الجزائرية القديمة
» دراسة في الخمس
» كتاب: ميتا القصيدة
» كتاب : ميتا القصيدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية  :: 
 ::  قسم خاص بالكاتب الكبير داود سلمان الشويلي
-
انتقل الى: