لا حزن بعد اليوم يا وطني

لا حزن بعد اليوم يا وطني



ملامحنا كانت خيالا لظل غربتنا
تعرت كأشباح ليل بليد
توارت من قبل المغيب
سنين من القهر في قلبي
وصدري
تشيخ الطفولة فيه
وتبعث بعد ميلاد عسير
أبواب مدينتا العرجاء
تتثاءب بعد صمت رهيب
لتخفي سر الكلام وأسرارها المبهمة
فيخنقها الزحام والضباب
أحزان مدينتنا الصامتة
تهزني في مضجعي الحمـــيمي
تداعب أزهاره كالشوك في مقلتي
وتلقي بي بعيدا عن الكبرياء
شوارعنا تغلق أنفاسها كل صباح
وتبدأ البحث عن التائهين
وعمن ضاع قبل الشروق
شوارعنا دماء القوم تملأهما
إذا مررت بشارع إعتدت السير فيه
كل يوم
وكأنك غريب هنا
الكل لا يعرف من أنت
وأنت لا تعرف من هؤلاء
حتى الهوية غيبوها عن ملامحنا
لكننا نشبه الإنسان في صورته
غيبها شذاذ آفاق
والشمس حولوها عن مسارها
حتى لا نعرف من بعد لها أثر
وظنهم أن الله قد ألبسهم لباس النبوة
وأقعدهم مجلس الأنبياء
كم كان غصن العذاب طويل لديهم
عشرون عاما
ثلاثون عاما
اربعون عاما ونيفا من سنين القهر
والعهر والبغاء
وما إنتهوا
وما تركونا نشتهي خبزا حلالا
تلك شهوة الملك لديهم
لكنني أبشركم
بعد شتاء الظلام
نعاهدكم أن تولد ثورة الياسمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تطاردنا الأحزان في كل زقاق
وتسأل عنا كل من مروا من هنا
تدون أسماءنا
و تاريخ ميلادنا
وتدون أيضا تاريخ وفاتنا
وتحفر لنا قبرا على مقاسنا
وندفع الثمن قبل الموت وبعده
ومن بعدها يكتب على شاهدة قبرنا
هذا عميل أراد إحراق الوطن
ولأننا ندفع الثمن مرتين لهؤلاء الأغبياء
سأكتب من داخل قبري
أبشروا بالثورة يا جبناء