منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تربوية تعليمية اسلامية جامعية بحوث مذكرات اشهار مواقع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اختلاف القول في "عبس وتولى"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
داود سلمان الشويلي

داود سلمان الشويلي


ذكر
عدد الرسائل : 124
العمر : 72
المدينة : العراق
المهنة : كاتب
الهواية : الكتابة
الدولة : العراق
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 16/08/2011

اختلاف القول في "عبس وتولى" Empty
مُساهمةموضوع: اختلاف القول في "عبس وتولى"   اختلاف القول في "عبس وتولى" Emptyالأربعاء سبتمبر 07, 2011 11:11 am

اختلاف القول في "عبس وتولى"
داود سلمان الشويلي
بسم الله الرحمن الرحيم
(( عبس وتولى * أن جاءه الاعمى* وما يدريك لعله يزكى* أو يذكر فتنفعه الذكرى* أما من استغنى* فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى* وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى* فأنت عنه تلهى* كلا إنها تذكرة* فمن شاء ذكره* في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة* كرام بررة)) .[ عبس: 1 - 16 ]
***
جاء في السيرة النبوية :(( وقف الوليد بن المغيرة مع رسول الله "ص" ، ورسول الله "ص" يكلمه ، وقد طمع في إسلامه ، فبينا هو في ذلك [ إذ ] مر به ابن أم مكتوم الاعمى ، فكلم رسول الله "ص" ، وجعل يستقرئه القرآن ، فشق ذلك منه على رسول الله "ص" حتى أضجره ، وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد ، وما طمع فيه من إسلامه ، فلما أكثر عليه انصرف عنه عابسا وتركه ، فأنزل الله تعالى فيه : { عبس وتولى أن جاءه الاعمى } إلى قوله تعالى : { في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة - 1 إلى 14 من سورة عبس } . أي إنما بعثتك بشيرا ونذيرا ، لم أخص بك أحدا دون أحد ، فلا تمنعه ممن ابتغاه ، ولا تتصدين به لمن لا يريده . قال ابن هشام : ابن أم مكتوم : أحد بنى عامر بن لؤى ، واسمه عبد الله ، ويقال : عمرو )). (سيرة النبي (ص ) - ابن هشام الحميري: ج 1- ص 244 ).
***
من قراءة اولية لهذه الايات ، نجدها تحمل خطابا موجها للنبي "ص" ، اعتمادا على الدلالات التالية :
1 – ان الاعمى قد جاء لمن توجه اليه الخطاب القرآني : أن جاءه الاعمى، بدلالة الضمير (هاء ) الذي يعود الى الذي عبس وتولى أن جاءه الاعمى ، ولم يقل : ان جاء الاعمى ، دون ان نلوي عنق الحقيقة ، اقصد اللغة، أي ان الذي جاءه الاعمى هو الذي عبس وتولى .
2 - فأنت له تصدى ( الاية: 6) ، الضمير في (له) يعود الى الشخص الذي كان جالسا وهو يتصدى لشخص اخر(يحاوره) ، الشخص نفسه الذي استغنى عن الحديث، فضلا عن ان (انت) يعود الى المخاطب بالنص القرآني ، والذي جاءه الاعمى .
3 – هناك مفاضلة بين شخصين :
احدهما : أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى ،أي الذي استغنى عن قولك (حوارك معه ) فأنه لا يريد ان يتزكى (لا يريد ان يأخذ بقولك، الذي هو قول الله).
والثاني : وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ، فأنه جاءك ساعيا يريد ان يتزكى ، فكانت المفاضلة بين الذي استغنى عن (قولك)، وبين الذي جاءك يسعى وهو يخشى ، فانك عن هذا الشخص- الثاني- متشاغلا.
وهكذا يكون الشخص المخاطب هو الشخص نفسه الذي جاءه الاعمى ، حسب قول اللغة العربية التي نزل بها القرآن من حيث النحو والصرف والضمائر والفاعل والمفعول ...الخ ، وان من اعجاز القرآن اللغوي هو الالتفات .
***
اما تفسير المفسرين ، وهو رأي ، علما ان القول بالرأي غير مقبول في تفسير القرآن ، فقد اختلف من مفسر الى اخر ، وبالضبط بين التفسير الذي ينطلق من معصومية الانبياء منذ الولادة ، وبين الرأي الذي ينطلق من عدم المعصومية ، او على اقل تقدير في غير ما له علاقة بالوحي.
فمن يرى ان النبي ليس في محل عتاب من الله في هذه الاية وفي غيرها، بسبب المعصومية ، كالشريف المرتضى في ( تنزيه الأنبياء- ص 166)، و الطباطبائي في تفسير الميزان - ج 20 ص 199 - 204 ، الذي يتردد في القول بالعتاب او عدمه.
فيما يشك مؤلف - الصحيح من السيرة - السيد جعفر مرتضى ج 3 ص 155 – 164 بالرواية التي تذكر معاتبة الله لنبيه لضعف أسانيدها ، كما يقول.
وهناك من يرى غير ذلك ، بل انه لا يسلم بأن الخطاب موجها للنبي ، كما عند الرازي في - عصمة الانبياء- الفخر الرازى ص 108 ، ويخلص الى نتيجة مفادها :(( أنه لا يجوز أن يقال للنبى : وما عليك ألا يزكى )) .
ثم يعود مرة ثانية ويقول : ((سلمنا أن الخطاب مع النبي "ص" لكن لا نسلم كونه ذنبا)) .
أي ان المؤلف يسلم اخيرا ان الخطاب مع النبي ، على عكس ما كان يقوله في مقدمة بحثه بأنه (بأنهم): ((لا نسلم أن هذا الخطاب متوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام))، فكيف يستقيم البحث ؟ وينكر كونه ذنبا !! يعاتب عليه الله تعالى نبيه .
***
اما التفاسير الاخرى فتعتمد السيرة ، وتقول بالعتاب الموجه من الله سبحانه الى نبيه في ابن ام مكتوم .
واغرب ما قرأت رأي للمؤلف جعفر مرتضى ، يقول فيه: ((كما تقدم ، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة ،وعلى كل حال ، فإن أمر اتهام عثمان أو غيره من بني أمية ، لاهون بكثير من اتهام النبي المعصوم ، الذي لا يمكن أن يصدر منه أمر كهذا على الاطلاق . وإن كان يهون على البعض إتهام النبي " "ص" " بها أو بغيرها ، شريطة أن تبقى ساحة قدس غيره منزهة وبريئة ! !)). (الصحيح من السيرة - السيد جعفر مرتضى ج 3 ص 155 – 164 .)
فماذا نقول – نحن الذين نتعبد الله في قرآنه - بعد كل هذا الاختلاف ؟هل نقول ان الله قد عاتب نبيه ، ام لا ؟
‏السبت‏، 12‏ شباط‏، 2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اختلاف القول في "عبس وتولى"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اختلاف القول في "عبس وتولى"
» (( اختلاف أمتي رحمة)) مرة ثالثة
» كتاب: القول الصريح - قراءة في احاديث ام المؤمنين عائشة
» ( اختلاف أمتي رحمة))
» (( اختلاف أمتي رحمة))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية  :: 
 ::  قسم خاص بالكاتب الكبير داود سلمان الشويلي
-
انتقل الى: