منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تربوية تعليمية اسلامية جامعية بحوث مذكرات اشهار مواقع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة:الكرسي المتحرك

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
داود سلمان الشويلي

داود سلمان الشويلي


ذكر
عدد الرسائل : 124
العمر : 72
المدينة : العراق
المهنة : كاتب
الهواية : الكتابة
الدولة : العراق
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 16/08/2011

قصة:الكرسي المتحرك Empty
مُساهمةموضوع: قصة:الكرسي المتحرك   قصة:الكرسي المتحرك Emptyالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 6:55 am


الكرسي المتحرك
داود سلمان الشويلي
:- موافق .
:- ...........
لم تكن الكلمة التي نطق بها الان - وبالضبط في هذه اللحظة - ( اقصد لحظة نطقي لتلك الكلمة ) سوى السحر نفسه ...اذ جعلت شقيقتي ( شقيقتي التي تصغرني بعامين ) طائرا يحلق في الفضاء الذي ينقسم الى نصفين مضطربين بالفرح ، احدهما الذي ما زال ( هو، وكذلك انا بالتأكيد ) يقبع فيه ، وهو يجلس على الكرسي ذي العجلتين ، والاخر ، الذي ضاق بـ عفاف ، ( عفاف شقيقتي) ،فأمتلأ بها ، او هي ملأتهبساعديها المفروشين كجناحي طائر راح يرقص فرحا ، في فضاء هادئ جميل.
: موافق ...
قالها ( هو ، اقصد انا بالضبط) الجالس على الكرسي بمضض ، ( كنت انا ادفع به دفعا لينطق تلك الكلمة التي كثيرا ما كنت ارغب فب امرارها على حباله الصوتية التي يملكها هو دون سواي ) بعد تفكير طويل ... اذ لم يكن ( هو وليس انا ، وبتأثير مني ) يرغب بأن يطول به ( اي انا بالضبط) التفكير اكثر مما يجب ، وهو يجلس على كرسيه المتحرك امام النافذة الزجاجية لغرفته ( هي غرفتي نفسها) المطلة على الحديقة الخلفية لبيـتـ (نا) . نعم ، قالها ( وانا كذلك) بهدوء ، اقصد همسـ (نا) معا : موافق ...
عندها امتلأ جو الغرفة بعطر فواح لذيذ ، تعرفت ( انا وليس هو الذي نسيه) عليه مباشرة ( وعلى استحياء منه) بعد ان انفتحت ظلفتا باب الغرفة ، وانطلق نورها هادئا شفيفا من بين ثناياها محملا بأريج انفاسها ، مترنما ( هكذا سمعت ) بموسيقى دقات قلبها التي اخذت تتسارع وهي تتجاوب مع دقات قلبي الفرحة ( هي نفسها دقات قلبه المضطربة حياء والذي لم يستطع السيطرة عليه) فتصاعد النبض لقلبـ (نا) .
امتلات الغرفة بالفرح ... ابتسمت ... هكذا احسست ( بعد ان تركته هو وحياءه وخوفه واضطرابه) ، بكل اثاثها البسيط ، حتى الكرسي المتحرك راح هو الاخر يهتز متراقصا .
: موافق...
لم نكن انا (وهو وقتذاك) وهي - بعد - قد اتفقنا على شيء ما ( يتذكر هو وكذلك انا كل ذلك) ... كل الذي جرى بيننا عبارة عن عهد اقمناه معا فيما بيننا .
وقتذاك ( قبل ان يجلس هو على الكرسي ، او ان اجعله انا يجلس هكذا على الكرسي ) قلت لها ان زواجنا سيتم بعد حصولها على الشهادة ، اي بعد عام واحد ... اما غير ذلك ، فليس الا اشياء تافهة لا يمكن ان نعيرها اهتماما ... وهكذا سارت حياتنا كما خططنا لها عند اول لقاء لي معها .
أذكر حينها .. انني اخبرتها بحبي لها .. لم ار على وجهها اية علامة تنبيء عن شيء ما .. الا انني ( كما اتذكر الان) رايتها تنظر نحوي .. اطالت النظر ، كأنها تراني للمرة لاولى ، عندها قلت لها ، وكأني لا اريد ان استفز مشاعرها :-
:- لا اريد منك الاجابة الان .. فكري بالامر .
لم ترفع عينيها عن عيني ...
احسست ( وقتذاك كما اذكر ) بنظراتها تخترقني ، فيما قلبي ، كان قد ركب امواج بحر هائج .. اضطربت دقاته وهو يدفع بالدم الى خلايا جسدي .. همست من بين شفتين ورديتين ( كان هذا هو اللون الطبيعي لشفيتها ) :-
:- ومن قال لك ان ذلك يحتاج الى تفكير طويل ؟
تركتني واقفاً – كان ذلك اللقاء في احد ممرات الكلية – في جو من الحيرة والاضطراب .. احسست بساقي يخذلانني ودون ان اقول شيئا لها ، كانت هي قد وصلت الى قاعة الدرس .
:- موافق ...
اكثر من مرة طلب منه ابي ان يسمح لــ ( سناء ) ( هذا هو اسم حبيبتي التي حاول ان يجعلها تتركني ) برؤيته ( ورؤيتي انا خاصة ) .. اما امي ، فقد كانت قاسية معه ، قالت له :-
:- انك تقتلها . كيف اصبحت قاسياً هكذا الى هذه الدرجة ( كنت دائماً الومه على هذه القسوة ) .
اما ( عفاف ) فقد اعادت الى مسامعه ( مسامعي ) نفس اسطوانتها التي ملَ ( لم أمل انا ) سماعها .. وهي تعرف جيداً كرهه ( هو وليس انا ) لتلك الاسطوانه التي ادارتها ..
قالت :- الا تحبها ؟
وقبل ان يجب بكلمة ما ، راحت تلك الاسطوانه تقول :- اذا كان حبك لها قد تحول الان – الى كراهية ، فاخبرها انت بنفسك ( قررت ان اقتله ان اخبرها بذلك ) .. قل لها انك لا تريدها ( انها مجنونه هذه الاخت ) .
لم يقل شيئاً ، سوى ان عجلات الكرسي الذي يجلس ( وانا كذلك ) عليه ظلت ثابتة في مكانها ، حتى انها لم تدر .
واستمرت الاسطوانة تقذت بحممها البركانية في اذنية :- ولكن قل لي ، لماذا تعطي لنفسك ( نفسي انا بالضبط ) الحق في رؤيتها خلسة من خلل فتحة الباب الغرفة ، او من خلف درفة الشباك الذي اصبحت مدمناً على الجلوس بالقرب منه .. ها .. لماذا ؟
لم يجرؤ ( هكذا رددت مع نفسي ) احد منهم ان يقول الحقيقة .. اعرف انهم لا يريدون قولها امامه ( انا مستعد ان سمعها برحابة صدر ) .. الا ان جدي ( جده كذلك ) وبعد نقاش طويل معهم ، دفع باب غرفته ودخل مهتاجاً .. ولاول مرة اراه هكذا مضطربا ( كنت انا سعيداً بهذا لاهتياج ) صاح به :- هل تستحي ايها المقاتل الشجاع من اوسمة البطولة التي تزين بها يدك ( كانت يدي في السابق ) وساقيك ( كان ساقي في السابق) .. قل .. هل تستحي منهما ؟
امتلأ جو البيت بصوت نشيج انثوي .. اعرفه (و يعرفه هو كذلك ) جيداً .. كان النشيج متقطعاً .. كانت امي الوحيدة من بين النساء اللائي اعرفهن تبكي هكذا .. هل كان كلام جدي موجها لها ، ام له ؟
ومن بين ذلك النشيج الحنون ، قالت له بعد ان تركه ( وتركني ) واوسمته ( الاوسمة الت حصلت عليها انا ) التي راح يذكره بان يفخر بها ( انا فخورة بها ) .. او كما اعتقد هو يستحي منها :-
:- حجي ، ماذا تقول ، لماذا تقسو عليه هكذا ؟
اسكتها صوت ابي .
:- دعية يخبره بالحقيقة ( كنت فرحاً بهذا القول ) .. الحقيقة التي لم نستطع نحن قولها امامه .
هذه هي الحقيقة التي ظلت مختبئة تحت السنة ابيك وامك وشقيقتك ( ابي وامي وشقيقتي ) متوارية في حياء داخل تلافيف ذاكرتهم .. وقد احنوا ظهورهم عليها خوفاً من ان تنطلق امامك ( امامي ) على شكل كلمات . الحقيقة التي ازال جدي الصديد منها ..
نغزها هذه اللحظة .. لقد فجرها .. قطعة زجاج تهشمت مرة واحدة ، فراحت قطعها الصغيره تنكأ الجروح التي سببتها اصابتك ( اصاباتي ) في المعارك .. راحت تصرخ بصوت واحد ، انها الحقيقة التي كنت تخفي وجهك ( ليس وجهي) عنها بحياء.. تلوذ ( انت الذي تلوذ اما انا فكنت احاول الا افعل ذلك ) بصمتك في ظلام الغرفه الدامس .. كنت تقفل ( نعم انت الذي تقفل ) بابها و شبابيكها عندما ياتيك (وكنت انا اكتم غيضي ) عطرها ... صوتها (كلامها ، ضحكتها ) وهي تدخل باحه الدار .. او وهي تسأل عنك ( لم تات مره دون ان تسال عني ) .. تذرف دموعها (اسمع نشيج بكائها ) امام والدتك و اختك .. كانت تتوسل بشقيقتك (كنت انا اسمع كلمات التوسل وكذلك انت ،وكنت انا اغلي فيما كنت انت تغلي .. انا من غيظي منك ، وانت من حياتك ) .. تطلب منها ان تتحدث معك ( ياليتها كانت تعرف ما تكنه لها من مشاعر حب لم تزل كما هي ) .. تدفع بشقيقتك الى باب غرفتك علك تقبل ( وكنت انا اتحرق شوقاً لان تقبل سماع كلمة منها .. وكنت لا اريد كلمات التوسل ، كنت اريد فقط اسمع صوتها ) بلقائها .. كل ذلك لم يفد معك .. لقد جعلك هذا الشلل اللعين تنسى سنوات الحب (حبي انا ) التي كانت لافتة بيضاء – وما زالت - امامك ( انت وانا ) .. تخوض ( اقصد انا الذي كنت اخوض ) ما خضناه من معارك .. من سيف سعد حتى المحمرة .. في الهور ، او على قمم الجبال .. عندما كنت ( انا وليس انت ) اخرج منها سالماً كنت احدث اصحابي واهلي ، واخبرها هي بالذات ، ان سلامتي كانت بسبب تلك اللافتة البيضاء التي ارتسمت عليها سنوات حبي .. كل ذلك حدث .. نعم .. الا انه لم يفد معك بشيء .. ( نعم .. الا انه ليس هو الحقيقة ) ولم يخرجك من عنادك ( ليس عنادي انا ) .. ومن هذا الموقف الذي اتخذته ( وانا ارفضه ) حيالها .. لماذا ، لماذا تفعل بها ( بي ) كل هذا ( مجبر انا على ذلك ) ؟ . هل تستحق هي منك (ليس مني) كل هذا الجفاء ؟ (رغما عني) .. لماذا .. لماذا؟
:- موافق .
وانفتح باب الغرفة .. امتلأ فضاؤها بضوء عطري .. كان شبحها ، لا .. كيانها .. ذاتها ، بل هي نفسها ، بروحها المرحة ، بأبتسامتها الوردية ( كما هي دائماً ) بغمازتي خديها .. بظراتها الــ .. آه .. هاهي امامي .. هل ... بماذا اقابلها : بهتين الساقين العاجزتين .. ( سأقتلك ان فكرت بذلك ) ... اللذين اكلتهما نار البارود فشوهتهما تماماً ..( قلت سأقتلك ان عدت لذلك ) .. يا الهي .. النار .. النار .. اشتعل القلب مني .. فيما راحت احشائي تستعر .. الحر .. البرد .. لم اعد اتنفس ، قطرة ماء .. الهواء .. الهواء .. ماء .. الهواء .. ( كان صراخاً محموماً ) .
في المستشفى رفض ( الم اقل ان تتركنا انا وهي ) استقبالها .. جاءت ثانية دون جدوى ( لماذا تغيضني ) .. توسلت اليها شقيقتي الا تتعب نفسها بالمجيء .. قالت لها بتودد :- ارجوك اعذريه ( هو لانه يستحي وانا لانني لا اقدر عليه ) .. لقد صدم ( كلانا صدم ، اما انا فقد اجتزت الصدمة ) .. علينا ان نخرجه ( هو فقط ) من محنته هذه ( ومحنتي انا معه ) ثقي انه سيعود ( نعم سأعود ) اليك .. سيرجع ( هذا اكيد ، سأجبره ) حتماً .. انني على ثقة من انه ( وهو كذلك رغم كرسيه الدوار ) يحبك كثيراً ( وهل ما فعلته ليس بحب !؟ ) .
لم يكن المستشفى هو المكان الوحيد الذي رفضت ( انت الذي رفض رغماً عني ) رؤيتها لك .. رفضت ان تراك ( تراني انا ) ممدداً على السرير .. شراشف بيضاء ( كانت لافتة حبها لي هي الاخرى بيضاء ) وقناني المغذي والدم ( كان حبها هو غذائي الوحيد عند احتدام المعارك ) تمد اذرعها البلاستيكية الى جسدك ( فيما جسدي ما زال يتغذى على حبها ) .
لم تكن هي قد انقطعت عن المجيء لرؤيته ( ولم يكن خاليها قد ابتعد عن روحي ) .. كانت تاتي مع أهلي ، تبقى واقفة خارج الغرفة ( فيما كانت روحها تدخل معهم ، تطوف حولي على السرير ، او تجلس على احد الكراسي التي يجلس عليها اهلي بالقرب من السرير ) .
مرة فتحت الباب بقوة .. كانت هي نفسها ، هي نفسها .. هي نفسها ( لماذا تسرع الى غطائك الابيض ، سحبته .. دثرت جسدك وجهك ) .. ( كنت ترغمني على ان ادس وجهي تحت الغطاء ) ... سمعتها تصرخ .. واقدامها .. حذاءها الجلدي يصرخ على بلاط ممر المستشفى والباب يغلق بشدة كم اشفقت عليها ( حقاً كنت قاسياً عليها وعلي انا بالذات ) خفت عليها ( انا وليس انت .. وانت كذلك ) .. بكيت عليها ..
:- موافق :-
ها هي الان امامي .. ( قلت لاشأن لك بها ، .. اتركني معها .. )
:- موافق ..
قلتها هامساً :- موافق .
ها هو حبي واقف خلفي ، مجسد بهذا الكيان الجميل .. فيما كانت حديقة دارنا امام ناظري .. وها انا اختلس النظر اليها من خلال انطباع صورتها على زجاج النافذة امامي .. هل ادير الكرسي ( استلمت قياده رغماً عنك ) .. هل ..
كانت هي المبادرة .. بيدين احسست بهما ترتعشان فرحاً ، راحت تدير اتجاه الكرسي .. فالتهبت النار .. الحب .. الحنين .. الشوق .. في حضني ( حضني انا وليس حضنك انت ) .. كان شعرها الاسود الفاحم الناعم قد ملأه ( سأقتلك ان دفعت برأسها خارج حضني ) .. تكوم مرة واحدة ، وراح ينشج ..
كان صوت بكائها قد ملأ الغرفة ، فيما تساقطت قطرات الدمع على الشرشف الذي يغطي ساقي .. كانت حرارة دمعها قد تسللت الى عظام ساقي .. احسست بهما ( عظام ساقي ) ترتديانه .. تتحدان .. تنتعشان .. وبأن الاف القطع الزجاجية الصغيرة في لحم الساقين ، تتجمع على شكل كرة صغيرة تنقذف خارج كياني .. عندها وضعت شفتي على شعرها الفاحم الذي ما زال مفترشاً حضني .. وقبلته .


10 /4/1990
-------------
- نشرت في مجلة الموقف الثقافي - ع 43/ ك2- شباط/ 2003 .
-نشرت بتاريخ 29-12-2007في موقع وكالة اخبار العراق - الصفحة الادبية 0
- نشرت على موقع اصدقاء القصة السورية في ك2/ 2008 .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
.
.
المدير


ذكر
عدد الرسائل : 720
العمر : 47
المدينة : https://birelater1.mam9.com
المهنة : اعلام الي وبرمجيات
الهواية : الرياضة الادب العربي الشعر والسياحة
الدولة : الجزائر
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 18/02/2009

قصة:الكرسي المتحرك Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة:الكرسي المتحرك   قصة:الكرسي المتحرك Emptyالإثنين أكتوبر 03, 2011 10:44 am

قصة:الكرسي المتحرك 113405
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://birelater1.mam9.com
 
قصة:الكرسي المتحرك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» و أنت جالس على الكرسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية  :: 
 ::  قسم خاص بالكاتب الكبير داود سلمان الشويلي
-
انتقل الى: