منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تربوية تعليمية اسلامية جامعية بحوث مذكرات اشهار مواقع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المخدرات ...............

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم العربي

الزعيم العربي


ذكر
عدد الرسائل : 143
العمر : 48
المدينة : بئرالعاتر
المهنة : ...
الهواية : الرياضة
الدولة : الجزائر
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 27/10/2011

المخدرات ............... Empty
مُساهمةموضوع: المخدرات ...............   المخدرات ............... Emptyالجمعة نوفمبر 04, 2011 12:02 pm


المخدرات

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد…………….
موضوع بحثنا هو(تعاطي المخدرات وآثاره الاجتماعية ).وهو أحد المشكلات المعاصرة التي تواجه المجتمعات على اختلاف مستوياتها المتقدمة والمتخلفة على حد سواء حيث أخذت هذه الظاهرة تهدد أمن وسلامة واستقرار الدول .حيث تعتبر من المشكلات التي تؤثر على بناء المجتمع وأفراده بما ينتج من ورائها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة .
كما أنها ظاهرة اجتماعية مرضية تدفع إليها عوامل عديدة بعضها يتعلق بالفرد والأسرة والمجتمع حيث يعيق هؤلاء عملية البناء والتطور في كل المجالات .
ولقد قمنا بإجراء هذا البحث وقسمناه إلى فصلين :
الأول: ويشمل مفهوم المخدرات ومفهوم التعاطي وكذلك الإدمان ،كما يحتوي على أنواع المخدرات وأسباب التعاطي لهذه المخدرات .
الثاني : ويشمل على الآثار الاجتماعية الناتجة عن التعاطي التي تتعلق بالفرد وكذلك بالأسرة كما يشمل على حكم الإسلام لهذه الظاهرة وأساليب الشريعة في التخلص من هذه الظاهرة .
وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على أسلوب البحث المكتبي وليس الميداني حيث قمت بالبحث من الكتب التي تتعلق بالموضوع وكذلك النشرات والمجلات سواء التي تتعلق بالمخدرات أو الجريمة أو علم النفس والاجتماع أو التربية المتوفرة لدينا .
ولا يسعنا إلا أن ندعو الله القدير أن يكون عملنا خالصا لوجهه وأن تعم به الفائدة والنفع لكل من يطلع عليه .
والله ولي التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
مفهوم المخدرات :
إن تعريف المخدرات أمر ضروري لفهم طبيعتها لكن لا يوجد اتفاق عام على تعريف المخدرات حيث أن الاتفاقيات الدولية لم تحدد تعريف واضح للمخدرات وإنما جاء حصر المواد المخدرة دون تعريف عام 1971م.
حيث أن المواد المخدرة يفوق عددها 500 مركب تتصف جميعها بتأثيرها على المتعاطي والمدمن وتؤدي إلى الاضمحلال البدني والانهيار العصبي والضعف العقلي .
كما أن هناك من يعرفها (أي مواد يتعاطاها الكائن الحي بحيث تعدل وظيفة أو أكثر من وظائفه الحيوية )ـ الهواري ـ 1407هـ ص23.
ويعرفها فاروق عبد السلام (مادة طبيعية أو مصنعة تؤثر في جسم الإنسان وتؤثر عليه وتغير احساساته وتصرفاته وبعض وظائفه وينتج عن تكرار استعمال هذه المادة نتائج خطيرة على الصحة الجسدية والعقلية وتأثير مؤذي على البيئة والمجموعة) عبد السلام -1977ص 3 .
وبعضهم عرف المخدر من الناحية العلمية (بأنه مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم او غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم) البستاني-1979 -ص 13.
أما لغويا فيمكن تعريف المخدر على ما جاء في المعجم الوسيط :- حيث انه لفظ المخدرات مأخوذ من لفظ (خدر) يعني ستر وخدر جسمه وعظامه وأعضائه ويقصد بذلك أن المخدرات هي التي يتسبب عنها السكون والكسل.(عبد الرحيم -1405)
ام تعريف القانون يشير إلى أن هناك مجموعه من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون(الدمرداش-1983-
ص 9).
وهناك من يعرفها بأنها( عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب الهلوسة والتخيلات وتؤدي بمقتضاها إلى التعود أو الإدمان وتضر بالإنسان صحيا واجتماعيا(التونسي-1407-ص 9).

مفهوم التعاطي:
يمكن تعريف التعاطي من الناحية اللغوية بما جاء في لسان العرب لابن منظور ان التعاطي هو التداول ما لا يحق تناوله(ابن منظور-ج 2-ص3002).
وهناك من تعاطي المخدرات بأنها(رغبه غير طبيعية يظهرها بعض الأشخاص نحو مخدرات أو مواد سامة تعرف إراديا أو عن طريق المصادفة على آثارها المسكنة والمخدرة أو المنبهة
وتسبب حالة من الإدمان تضر بالفرد والمجتمع جسميا ونفسيا واجتماعي)المكي -1981-ص 322.
مفهوم الإدمان:
هو حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر وخصائصه هي
- تشوق وحاجة لتعاطي المخدرات
- نزعة لزيادة الكميات
- تأثيرات مؤذية للفرد والمجتمع
- تبعية لمفعول المخدر (الفالج - 1407 ص16 )
ـ كما يعرف بأنه (الحد الذي تفسد معه الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد المدمن الذي يصل إلى صورة مركبة معقدة تتميز بعض السمات مثل الرغبة نحو التعاطي ، الاتجاه نحو زيادة الكمية (ربيع -1977م-ص126)
وعلى هذا فالمدمن هو كل فرد يتعاطى المخدر فيتحول تعاطيه إلى تبعية نفسية أو جسدية لا يستطيع الفلات منه ويمر بثلاث مراحل:-
1ـ ما قبل الإدمان : حيث يتعاطى المخدر في المناسبات
2ـ الإنذار بالإدمان: حيث يتعاطى المدمن المخدرات بإسراف
3ـ الإدمان حيث يفقد المدمن السيطرة على نفسه
أنواع المخدرات :
نضرا لتعدد وجود أنواع كثيرة ومختلفة من المخدرات بالإضافة كما رأينا إلى تعدد التعاريف الخاصة بها ،كل ذلك إلى تعدد طرق تصنيفها فمنهم من يصنفها إلى :
-مخدرات بيضاء ومخدرات سوداء وهذا التقسيم يعتمد إلى درجة نقائها .
ـ وهناك تقسيم ينظر إلى تأثيرها على النشاط العقلي فتقسم إلى:
المهبطات-المنشطات-المهلوسات
ـ وهناك من يقسم المخدرات حسب مصادرها إلى :
1- مخدرات طبيعية
2- مخدرات صناعية
3- مخدرات اصطناعية
أولا: المخدرات الطبيعية
هي تلك النباتات التي تحتوي أوراقها وزهورها وثمارها على المادة المخدرة الفعالة التي ينتج عنها فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة (موسى -1404ه ص11) مثل:-
1-نبات الحشيش 2-نبات الخشخاش الأفيون 3- نبات الكوكا 4-نبات القات
• الحشيش: هو المادة المخدرة المستخلصة من نبات القنب
• القنب الهندي: هو نبات بري ينمو فطريا
• الأفيون: يستخرج من نبات الخشخاش ويطلق عليه أبو النوم لأنه يؤدي لنوم المتعاطي .




ثانيا : المخدرات الصناعية
هي أشباه القلويات المستخلصة من المواد المخدرة الطبيعية الخام بوسائل صناعية(حمد-ص70) وهذه المخدرات يأخذها المتعاطون بدل عن المخدرات الطبيعية الخام إشباعا لحاجتهم المزاجية وتهربا من العقوبات المفروضة على المخدرات الأصلية ، ومن هذه الأنواع:-
1- المورفين: وهو العنصر الأساسي في الأفيون
2- الهروين
3- الكوريين ويستخرج من الأفيون

ثالثا: المخدرات الاصطناعية
وهي التي تركب من مواد كيميائية أولية كالكربون أو الأكسجين أو الهيدروجين أو النيتروجين والبنزين ، وتحدث عند إساءة استعمالها نفس الآثار التي تحدثها المخدرات الطبيعية وأهمها حالة الإدمان (أحمد- المرجع السابق -ص37) ومن أنواعها :-
1-المنومات 2-المنبهات 3- المهدئات 4- عقاقير الهلوسة 5- الغازات الطيارة
وهذه المخدرات أكبر خطر يهدد البشرية نظرا لإمكانية تصنيعها وتداولها.
أسباب تعاطي المخدرات :
هناك أسباب عديدة لتعاطي المخدرات منها ما يرجع للفرد نفسه ومنها ما يرجع لأسرته ومنها إلى البيئة التي ينشأ فيها .
العوامل الأولية المؤدية للتعاطي :
هناك العديد من الدراسات التي أجريت على شخص متعاطي وآخر غير متعاطي فوجد بأن هناك اختلافا في السلوك والصفات الشخصية حيث لوحظ أن من سمات الشخص المتعاطي أنه يغلب عليه عدم الصدق ،مضايقة الآخرين ،عدم حب الناس له ،كما أن معظم الأطفال الذين يتعاطون المخدرات هم الهاربين من المدارس .وبعض من المتعاطين يفسر ذلك بأنه نوع من الحرية في التفكير والسلوك .
ويرى علماء النفس والتربية أن تعاطي المخدرات قد يكون بديلا لتفادي الحرمان والإحباط أو أنه نشاط تعويضي لإعادة التوازن والعجز من جهة والإنجاز من جهة أخرى
(إمام - 1403هـ -ص11ـ14).
كما أن هناك علاقة بين سوء فكرة المتعاطي عن نفسه وإحساسه بأنه منبوذ وأنه غير مرغوب فيه وهذا يجعله يتسم بالسلبية والفشل ، كما أن من بين الأسباب التي تؤدي لتعاطي المخدرات بالنسبة للأشخاص هي الرغبة في الفرفشة والهروب من الواقع ،نسيان الهموم ،تحقيق اللذة الجنسية من حيث الإثارة (المغربي - 1671 -ص90).
هذا ويفسر هورنادي تعاطي المخدرات وإدمانها بأنه عدوان موجه نحو الذات نتيجة فقدان الحب واضطراب العلاقة مع الوالدين (العفيفي-1684م-ص106).
ومن خلال الاستعراض السابق يمكن أن نستنتج إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات هي:
• عدم النضج الكامل للشخصية وهروبها من عالم الواقع لعالم الخيال .
• اضطراب العلاقة بين الطفل والوالدين .
• الإحباط الشديد الذي يصيب الشخص والذي لا يقدر على مواجهته .
• الرغبة في خفض التوتر والقلق والألم .
• علاج سلبي للأزمات النفسية المصاحبة لمرحلة المراهقة .

الفصل الثاني:
العوامل الاجتماعية المؤدية لتعاطي المخدرات
حاول د.سعد المغربي تفسير تعاطي المخدرات اجتماعيا حيث افترض أن أي سلوك إنساني ما هو إلا نتيجة تتابع الخبرات الاجتماعية التي يكتسب من خلالها الفرد مفهوما عن معنى السلوك والمواقف المرغوبة وغير المرغوبة (المغربي- 1963-ص436).
ويفسر آخرون بأنه أحد أشكال الانحراف الذي يمثل أولا الخروج عن القواد الاجتماعية
ويمثل الثاني بأنه يفعل ما يفعله الآخرون وهذا التقسيم يقوم على أساس كيفية التعاطي ،
وبهذا يعتبر الانحراف (تعاطي المخدرات )خروجا على المعايير الاجتماعية والأهداف المجتمعية في آن واحد ومن هذه العوامل الاجتماعية ما يلي :-
1- الأسرة وعملية التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بتعاطي المخدرات :
للتنشئة الاجتماعية أهميتها المباشرة وغير المباشرة على شخصية الفرد واتجاهاته المختلفة داخل البناء الاجتماعي ،كما يعتبر الوالدان مفتاح الحياة بالنسبة للطفل إذ منهما يستمد العطف والمحبة والدفء العاطفي والأمن والأمان،فالتنشئة الاجتماعية تعني (تلك العملية التي يتم بها ومن خلالها تعليم وتلقين الفرد أثناء مراحل نمو تلك الأنماط من السلوك والتفكير والشعور) (المغربي والليثي-1966-ص220)،فعملية التنشئة الاجتماعية تشمل إكساب الأطفال المراهقين القيم والمعايير الاجتماعية وفلسفة الحياة وكذلك تنمية المهارات المتعلقة بالصحة النفسية والتوافق الشخصي والاجتماعي كما تشمل الوعي والاهتمام بالبيئة وما يربط بها من مشكلات (زهران -1974-ص11).
ويرى بعض العلماء أن السلوك الإجرامي وتعاطي المخدرات هو نتيجة للتنشئة الاجتماعية الخاصة بالفرد حيث أنه سلوك مكتسب شأنه شأن أي سلوك اجتماعي آخر ، وأن التنشئة الاجتماعية غير الجيدة تعزز أنماطا وسلوكيا انحرافيا وتعاطي المخدرات أحد أنواع هذا السلوك المنحرف (فارس- 1981-ص175). كما أوضحت دراسات على أن الحرمان الاقتصادي للأسرة والبطالة وانخفاض المستوى التعليمي والمسكن السيئ المزدحم ،وكذلك وجود المشكلات داخل البيت كل ذلك يؤدي لتكوين اتجاهات غير جيدة لدى أفراد الأسرة . كما أن الأسلوب القاسي الذي يستخدمه الوالدين على الطفل يؤدي إلى التأثير على شخصية الطفل ومدى ارتكابه للسلوك المنحرف وكما أن التهاون والسلبية في الضبط قد يؤدي إلى الاستهتار والسلبية وعدم تمثل السلوك القويم ، هذا ويؤدي إهمال الوالدين في تربية أبنائهم لعدم وجود جو عاطفي مشبع بالفهم والحب مما يؤدي لعدم تقبل الأبناء للتوجيهات والمعايير التي يحاول الآباء إلزام أبنائهم بها وهي في الأصل معايير المجتمع
وأخلاقياته . ومن هنا تتضح أهمية تكوين العلاقات الطيبة بين الوالدين وابنائهم والتي تعتبر أهم مؤثر إلى نموهم وتنشئتهم على أحسن وجه.فلا تكون علاقة مبنية على إفراط وتفريط وإنما علاقة متوازنة بها الحب والتسامح وبها الحزم والتأديب.
ويمكن أن نستعرض أهم العوامل الأسرية التي تؤدي تؤدي إلى تعاطي المخدرات :
1. انشغال الوالدين المستمر بالكسب أو لتحقيق نجاح شخصي.
2. ضعف الوازع الخلقي لدى الوالدين .
3. كثرة المشكلات العائلية مما يجعل الجو الأسري مملوءا بالاضطرابات.
2-الجماعات التي ينتمي إليها الشخص:
إن للجماعات التي ينتمي إليها الشخص دور كبير في تشكيل سلوكه وقيمه واتجاهاته كما يكون لها دور في تعاطيه للمخدرات من عدمها سواء أخذ ذلك بصورة تناول جماعي لمخدر أو الذهاب لنزهة خارجية ، كما أن المناسبات الاجتماعية ونظرة المراهق والطفل لزميله الذي يتعاطى المخدر وشعوره بأنه مهم والرغبة في تقليده لكل ذلك يؤدي أيضا إلى تعاطي المخدرات كما أن للمدرسة دورا هاما في حياة الفرد باعتبار أن الفرد وسط جماعة تخلق منه شخصا نافعا لنفسه وأسرته ووطنه ولكن إذا لم تقم المدرسة بدورها فإنه يمكن أن يحدث العكس حيث يأتي الفرد بسلوك إجرامي في صورة تعاطي المخدرات أو في صورة أخرى للجريمة كما أن للإدارة المدرسية دورا إذا لم تكن حازمة مما يدفع الطلاب للتعاطي وتقليد بعضهم البعض.
وهنا نظرية عن العصابة فالعصابة تعد عنصرا هاما في تسهيل ارتكاب السلوك المخالف ويعتمد ذلك على التنظيم الداخلي والخارجي للعصابة بحيث يجعلها أداة ذات مستوى عال في تنفيذ كل أنواع السلوك المنحرف وتكون في وسط الشباب أكثر وتنشأ منذ الصغر فالرفاق عبارة عن جماعة تقوم هذه الجماعة بإشباع رغباتها إما عن طريق الصراع مع الجماعات الأخرى أو غير ذلك من الوسائل مما يؤدي بها إلى سلوك خاطئ (زيد-1978-ص360).
كما برزت دراسة على أن متعاطي الحشيش لهم جلسة خاصة وجماعة ينتمي لها الشخص ويندمج فيها بهدف جلب السرور فيما بينهم وهذا عامل قوي لتعاطي المخدرات (دبور-1963-ص58) وكذلك السلوك الإجرامي ينتقل بالتعلم الناتج عن الاختلاط من النماذج الشاذة ورفاق السوء فالفرد يتعلم السلوك المنحرف من اختلاطه بغيره عن طريق مجالستهم وبتناول الحديث معهم فالشخص الذي لم يتعلم السلوك الإجرامي لا يستطيع أن يأتيه (عبد الستار-1977-ص55)، كما أن الانتقال من مرحلة النضج لمرحلة المراهقة يكون لدى الشخص الاهتمام بشخصيته ويحاول أن يكون مقبولا لدى أقرانه فيقلد الجماعة في عملها .
3-تأثير التلفاز والفيديو على تعاطي المخدرات :
توجد آراء سواء من الناحية الشعبية وسط المجتمع أو من قبل المهتمين على وجود تأثير التلفاز والفيديو والسينما على الفرد وبما تقدمه من أفلام يكون لها تأثير على تعاطي المخدرات ،وقد برزت عدة دراسات أنه يوجد لدى الفرد عدة مصافي لتنقية أي صور ومشاهد وانفعالات التي لا يستسيغها إلى نفسيته ويتوقف دور هذه المصافي على المبادئ التربوية التي تلقاها ومن تكوينه النفسي وبالتالي يختلف تأثير الأفلام بناء على ما يجمله من طابع مميز وهل هذه المصافي تقوم بدورها أم لا (العوجي-1980-ص405).
وعموما يمكن القول أن الفيديو ،التلفاز،السينما من الوسائل التي تساعد على تكوين أنماط من السلوك لدى الأفراد الذين الذين لديهم قابلية للتقليد أو المحاكاة وأحد أساليب تعاطي المخدرات من خلال ما تقدمه هذه الأفلام من طرق يتبعها المتعاطون وطرق التهذيب وغيرها،فالتلفاز موجود في كل بيت في وقت تنعدم فيه العلاقات العائلية وبالتالي لا يشعر الطفل أو الشباب بالطمأنينة فيقلد هذه الأفلام.
4-المعايير الاجتماعية وعلاقتها بتعاطي المخدرات :
الخروج عن القيم والمعايير السائدة في المجتمع يعرف بالسلوك المنحرف فإذا خرج الفرد عن هذه القيم يمكن أن يحدث نوع من الصراع مع قيم المجتمع الذي يؤثر مباشرة بسلوك الفرد لأنه يفقد التوازن الاجتماعي فيتجه نحو الانحراف ،كذلك حدوث تغير مفاجئ في السلوك والقيم أو وجود فرق بين مجتمع صناعي وآخر زراعي نام أو عند تغير المجتمع بحيث يأخذ شكلا جديدا أو تغير أسلوب المعيشة ،كل هذه الأسباب قد تكون راجعة إلى الهجرة والانتقال للعمل أو الدراسة مما يحدث لدى بعض الأشخاص نوع من فقدان التوازن فيندفع لإشباع غرائزه وفي معظم الأحيان يكون غير مدرك للنتيجة لأن هذه العادات والقيم غير موجودة في مجتمعه المحافظ ،حيث أن الأسرة التي تنتقل أو تهاجر لمكان مزدحم يتعرض أبناءها للجنوح إلى أكثر مما تواجهه أسرة استقرت في هذه المناطق منذ أمد بعيد حيث أن الوالدين في الأسرة المتنقلة غالبا ما تنقصهم المعرفة والمهارة التي تستلزمها ظروف البيئة الجديدة مما يجعلهم عاجزين عن التكيف وتكييف أبنائهم مع الظروف الجديدة .
5-ضعف الوازع الديني وارتباطه بتعاطي المخدرات :
إن الإنسان المسلم الذي يميز بين الحلال والحرام ويعرف أن الله أحل الحلال لفائدة المجتمع والفرد وحرم الحرام أيضا لفائدة الفرد والمجتمع وكلما كان الوازع الديني عنده قويا ازداد حرصه على أداء الفرائض وابتعد عن أي محرم ولكن إذا كان الوازع الديني ضعيفا عنده فإنه يجعله فريسة للأزمات النفسية التي تودي إلى للانحرافات المختلفة ومنها تعاطي المخدرات .
الآثار الاجتماعية الناجمة عن تعاطي المخدرات:
أولا:على الفرد
تشير معظم الدراسات التي أجريت على كافة أنواع المخدرات وفي مختلف المجتمعات أن لتعاطي المخدرات آثار سلبية على الفرد في علاقته مع غيره من الأفراد وعلى إنتاجيته سواءكان عاملا أو طالبا وذلك نتيجة ما يطرأ عليه من تغييرات كنتيجة مباشرة للتعاطي
ونحن نرى في حياتنا اليومية أن الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات يظهر من ملامح وجوههم وأن عملهم ليس على أتم وجه وإنما ينخفض بشكل ملحوظ في اليوم التالي للتعاطي وكذلك فإن الشخص المتعاطي إذا توقف عن التعاطي أو وجد صعوبة في الحصول على المواد المخدرة فإنه يشعر بالقلق والاضطراب وبالتالي يكون قليل الإنتاجية سواء من الكمية أو الكيفية وكذلك على علاقاته مع زملائه ،ويشير د.سعد المغربي عن الآثار الشخصية للتعاطي في جملة من النقاط هي :
*اضطراب الإدراك والتفكير.
*اضطراب في الوجدان.
*الخمول والبلادة والإهمال وتدهور مستوى الطموح.
*الانطواء الاجتماعي.
*تدهور في الكفاية الإنتاجية.
(المغربي -1963-ص125)
ومن الآثار التي تنتج من ذلك أيضا أخلاقهم الرديئة وعلاقاتهم الاجتماعية والحماس ومشاعرهم العدائية تجاه الآخرين .ومن هنا يمكن أن يتضح ما تتصف به شخصية المتعاطي وتبدو مظاهرها كما يلي :
1- 1 -الشخصية الإنطوائية حيث يكون خجولا شديد الحساسية ويتهرب من الناس ولا يستطيع مواجهتهم .
2-الشخصية السيكوباتية وهي التي تأتي انفعالا لا اجتماعيا مثل السرقة-القتل -الاغتصاب
3- الشخصية القلقة وهي التي تتسم بعدم الصبر ،التعجل بالأمور وكل هذه الصفات تؤدي للوقوع في تعاطي المخدرات .
وأخيرا يمكن أن نشير إلى أن بعض المخدرات قد يؤدي تناولها للوفاة أو المرض المزمن.
ثانيا: أثرها على حياة الأسرة.
1- التفكك الأسري :يؤدي تعاطي المخدرات إلى سيادة التفكك الأسري لما يسببه من مشكلات ينتج عنها الطلاق أو الهجر بالإضافة إلى عدم إحترام الزوجات وضربهن أمام الأطفال وهذا ينعكس على بيوت المتعاطين في ظهور التفكك والإنفصال والتنازع بين الزوجين .
وتفكك الأسرة يؤثر على الأطفال حيث يؤدي إلى ظهور سلوك غير مرغوب فيه نتيجة للنقص الذي يعاني منه هؤلاء الأبناء في إشباع حاجاتهم النفسية والإجتماعية مما يدفعهم للإنحراف ومنه تعاطي المخدرات ،وكذلك من آثار تعاطي المخدرات غياب علاقات المودة والمحبة والألفة لدى أبنء هذه الأسر مما يؤدي لإكتساب أبنائها العدوان واللامبالاة وعدم إحترام مشاعر الآخرين وتعاطي المخدرات .
2-عدم الأمان في الأسرة:حيث يكون بيت الأسرة عرضة للتفتيش في أي وقت من قبل المسؤولين وبالتالي يؤدي لعدم الشعور بالأمن وكذلك الضرب والنزاع الذي يحصل يؤدي لعدم الأمن .
3-إعطاء المثل السيء لأفراد الأسرة :
يقوم المتعاطي بشراء المواد المخدرة من قوته وقوت أبنائه وهذا يسبب مشاكل كثيرة منها الجوع والحرمان الذي يلحق بأفراد الأسرة وعدم توفر التعليم والعلاج لهم والمسكن الملائم وهذا يؤدي بالأولاد للسرقة والتسول وكذلك يؤدي بزوجته للإنحراف لتحصل على قوتها ،وكذلك غياب المثل الحسن للأبناء مما يؤثر على تنشئتهم .
4-نقل عادة التعاطي لأفراد الأسرة :
إن تعاطي الأب للمخدرات يدفع الأبناء لتقليده وبالتالي لتعاطي المخدرات كما يوجد بعض الأبناء يقومون بإرسال أبنائهم لجلب المخدرات من أماكن بيعها .
5-التأخر الدراسي :
الأولاد الذين يتعاطون المخدرات يهملون واجباتهم ويتغيبون عن حصصهم كما يؤدي بهم لإرتكاب أفعال لا إجتماعية سواء مع زملائهم أو مدرسيهم وهذا يوقعهم في دائرة التأخر الدراسي.
6-تكوين أطفال منحرفين :
إن الأسرة التي يوجد بها تعاطي مخدرات تؤدي لتكوين أطفال منحرفين نضرا لتقليدهم لآبائهم (مكي – مرجع سابق-ص197)
7-ولادة أطفال مشوهين :
إن تعاطي المخدرات يؤدي لولادة أطفال مشوهين خاصة إذا كان ذلك خلال فترة الحمل .
8-فقدان الأبناء للحب والحنان داخل الأسرة :
ذكرنا سابقا أن تعاطي المخدرات يؤدي لوجود علاقة بين الزوجين قائمة على النزاع والتشاجر مما يفقد الطفل الشعور بالأمن لأن أبوه أو أمه يمكن أن يضربه أو يقسو عليه مما يؤدي إلى الشعور بالحيرة والخوف والقلق حيث يصبح في وضع متأرجح هل ينظم لأبيه أو لأمه .
9- تأثر النواحي الصحية:
يؤثر التعاطي على الجهاز الهضمي من حيث العزوف عن الطعام ، الإحساس بالشبع ،كسل في حركة الأمعاء إمساك شديد مما يحدث الهزال والضعف العام وفقر الدم ،كما يؤثر على الجهاز العصبي حيث يؤدي للتوتر والإتجاه للعنف ،زيادة السهر والأرق.
10-التغيب عن العمل:
متعاطي المخدرات يكون في أغلب الوقت كسلان ،خمول ،كثير التغيب عن العمل مما يؤثر على أداء العمل ويسبب المشاكل للمؤسسات ويعطل الإنتاج،كما يؤثر على مجتمعه لأنه جزء منه يؤثر ويتأثر به فتصيب المجتمع الأمراض مثل السلبية والتواكل والإنتهازية وتعطيل الأعمال العامة والخاصة.
11- إنتشار الجرائم والعنف :
متعاطي المخدرات كثير الجرائم والعنف مما يكون له تأثير سلبي على البناء الإجتماعي للمجتمع والأسرة ومن الجرائم التي يرتكبونها القتل والإغتصاب واللواط ،وكذلك إرتفاع الحوادث المرورية لدى سائقي المركبات الذين يتعاطون المخدرات وارتفاع نسبة الإنتحار الى المتعاطين بسبب ضعف الشخصية والأمراض النفسية .
حكم تعاطي المخدرات في الإسلام:
حرم الاسلام تناول جميع المسكرات ،سواء كانت خمرا أو مخدرات وسواء كانت الكمية قليلة أو كثيرة ، وذلك لما تسببه من أضرار في الفرد والمجتمع الإسلامي بصفة عامة .
أدلة التحريم:
1- القرآن- يقول الله تعالى "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث "سورة الأعراف، آية 157.
2- السنة :-حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولا ضرار)رواه أحمد وابن ماجد، ويقول أيضا (من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا ومن الزبيب خمرا ومن التمر خمرا ومن العسل خمرا وأنا أنهى عن كل مسكر )الشوكاني –جـ18-1967-ص195.
3- الإجماع: القاعدة أنه إذا ورد النهي عن شيئين ثم نص الحكم على أحدهما من حرمة أو غيرها ،أعطي الآخر ذلك الحكم بدليل إقترانهما في الذكر والنهي في الحديث المذكور .
4- القياس :تحرم المخدرات بالقياس على الخمر بجامع الإسكار فكلاهما يؤدي للإسكار .
أساليب الشريعة الإسلامية في التخلص من هذه العادة:
لقد إتجه المنهج الإسلامي لمعالجة هذه المشكلة يطريقة تربوية وواقعية ،حيث كان تعاطي المخدرات عادة شائعة لدى من الأمم قبل الإسلام ،كما كانت عادة شرب الخمر فاشية بين العرب في الجاهلية ،والعادة إذا استحكمت جذورها فلا بد من عوامل جديدة وأساليب تتناسب وطبيعة المجتمع لمواجهتها والقضاء عليها ، لذا استخدم القرآن اسلوب التدرج في علاج هذه المشكلة وأهم هذه المراحل :
1-الإقناع وتقوية الإيمان في النفوس.
2-توضيح الحقائق وربطها بالواقع.
3-المنع والتحريم المبني على ادراك حقائق الأمور.
والخلاصة أن الله سبحانه وتعالى يسعى من وراء تحريم المخدرات إلى وقاية الإنسان ورعايته وحفظ نفسه وماله وعرضه ،ولا يمكن أن يعيش الإنسان في حياة كريمة إلا إذا توافرت لديه هذه الضروريات وتوفرت العقوبة لحمايتها وللمحافظة عليها شرع الله تعالى أصول العبادات وشرع القصاص وشرع الزكاة وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرم الخمر إتقاء لمضارها ، فجميع أوامر الله ونواهيه شرعت لمصلحة الفرد والجماعة والمجتمع وتحقيق الأمن والإستقرار لأبنائه.
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على النبي الهادي المرسل من رب السموات .
ها نحن قد انتهينا من عرض بحثنا (تعاطي المخدرات وآثاره الاجتماعية ).
تناولنا مفهوم المخدرات وقد وجدنا بأن مفهومها مختلف حسب التخصيص المعرف لها ،حيث أن أحدهما يعرفها من الناحية القانونية والآخر من الناحية العلمية وهكذا. ثم عرفنا مفهوم التعاطي في اللغة بأنه تناول ما لا يحق تناوله وكذلك تعريفه من الناحية الاصطلاحية عند العلماء بأنه الرغبة غير الطبيعية نحو المخدرات . أما مفهوم الإدمان فيعني تكرار استعمال المخدر بحيث لا يستطيع تركه .
ثم تطرقنا إلى أنواع المخدرات حيث يختلف تقسيمها فمنهم من يقسمها حسب درجة نقائها ومنهم من يقسمها حسب تأثيرها على العقل ومنهم حسب مصادرها :طبيعية وصناعية واصطناعية وكل نوع من هذه الأنواع يندرج تحته عدة أنواع .
ثم تطرقنا إلى أسباب تعاطي المخدرات فتوصلنا إلى أن منها ما يتعلق بالفرد ومنها بالأسرة ومنها بالبيئة التي يعيش فيها المتعاطي والأصحاب والأقران الذي يمشي معهم وكل واحد من هذه الأسباب ناتج عن متغيرات وأحداث لها تأثير على الفرد مما دفعه إلى تعاطي المخدرات .
أما الفصل الثاني فقد بحثنا فيه عن الآثار الاجتماعية الناجمة عن التعاطي سواء على الفرد أو على الأسرة ، أما على الفرد فقد تؤثر على علاقته مع غيره وعلى عمله ، كما يؤدي إلى إهماله لواجباته إذا كان طالبا ، فضلا عن التغيب والتأخر الدراسي واضطراب وقلق نفسي ، وبلادة وخمول وانخفاض الإنتاج ، أما تأثيرها على الأسرة فإنها تؤدي إلى تفككها وعدم استقرارها والسمعة غير الطيبة ، أيضا يؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين ومن ثم منحرفين ،فضلا عن انتشار الجرائم والعنف والانتحار.
بعد ذلك تطرقنا إلى حكم الإسلام في التعاطي مستدلا من القرآن والسنة والإجماع والقياس وكذلك تناولنا أساليب الشريعة في التخلص من هذه العادة مثل الإقناع والتدرج والمنع .
أخيرا وليس أخرا أدعو الله العلي القدير أن يتقبل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينال القبول وأن تعم به الفائدة والنفع للجميع .

(والله ولي التوفيق )


المراجع:
1) القرآن الكريم .
2) ابن منظور .لسان العرب ـ دار المعارف ـالجزء الثاني ـ غير محدد التاريخ.
3)إبراهيم إمام مسؤولية أجهزة الإعلام ومدى تأثيرها في تكوين الرأي العام في مكافحة
المخدرات والمسكرات ـالسعودية ـ 1403.
4)التوهامي مكي ـظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب ـالمغرب ت1981
5)أنطوان البستاني ـالمخدرات اعرف عنها وتجنبها ـ بيروت ـالمكتبة الشرقية ـ1979.
6)حامد عبد السلام زهران ت التوجيه والإرشاد النفسي ـ القاهرة ت عالم الكتب ـ1980 .
7) سعد المغربي وأحمد الليثي ـ المجرمون ـالقاهرة ـمكتبة القاهرة الحديثة ـ1967.
Coolسعد المغربي انحراف الصغار ـالقاهرة ـ دار المعارف 1960.
9)سليمان بن قاسم الفالج ـ تعاطي المخدرات ـ السعوديةـ جامعة الإمام محمد بن سعود ـ 1407.
10)عادل الدمرداش ـ الإدمان مظاهره وعلاجه ـ الكويت ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ـ 1983.
11)عبد الرحمن موسى ـالمواد المخدرة وطرق مكافحتها ـ الرياض ـ وزارة الداخليةـ1404.
12)فاروق عبد السلام-سيكولوجية الإدمان – القاهرة – عام الكتب-1977م.
13)فوزية عبد الستار –مبادئ علم الإجرام وعلم العقاب – القاهرة –دار النهضة العربية-1977م.
14)محمد إبراهيم زيد- علم الإجرام والسلوك الاجتماعي-القاهرة –دار نشر الثقافة 1978.
15)محمد محمد الهواري ـ المخدرات من القلق إلى الاستبعاد ـ قطرـ مكتبة الشرق ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المخدرات ...............
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المخدرات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية  :: التعليم المتوسط :: دروس بحوث مدرسية-
انتقل الى: