المدير .
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 المدينة : https://birelater1.mam9.com المهنة : اعلام الي وبرمجيات الهواية : الرياضة الادب العربي الشعر والسياحة الدولة : الجزائر السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: الترف وسجن الأطفال الجمعة ديسمبر 30, 2011 11:06 am | |
| حدثتني قريبة لي عن حضورها لأحد المناسبات الاجتماعية، وكانت البساطة سمة ذلك الاجتماع، والأطفال يلعبون في كل مكان ، وملابسهم بسيطة وأقدامهم حافية ، وأبدت تذمراً من ذلك، إلا أنها تفاجأت من إعجاب ابنتها الصغيرة بالمنظر وهي تقول لها: ما أسعدهم يلعبون ويسعدون دون تأنيب أوتحذير من اتساخ ملابسهم لأنها من ماركة باهظة الثمن، وبعدم اللعب بالتراب، وبعدم القفز هنا وهناك لأن الأثاث فاخر. فالأطفال يلعبون ويسعدون في حريّة تامة.
أصبح الترف وحبنا للمظاهر سجنا لأطفالنا يخنق براءتهم ، فملبسهم من الماركة العالمية لا فرق بينها وبين آخر نظيف بسيط .
افتقاد الحريّة:
الأطفال يسعدهم فناء واسع يركضون فيه ويلعبون ويقفزون ويجولون لكن تجدنا نقيّدهم ونحذّرهم ونزجرهم حتى لا يذهب جمال الصالة الفارهة، ونرضي أنفسنا بشراء جهاز (قيم بوي و آي بود) يتمتع به ويلهيه ، فلا بأس أن يضعف بصره ، فغيره لم يضره ذلك والحل في النظارة ، بل نبرر لأنفسنا أن النظارة تحافظ على البصر!
يفضل الطفل بجامة نظيفة مريحة على لبس متكلف لا سيما أنه لا يعنف كثيرا عند اتساخها وتجد الأم تركض خلف الأسواق لتبحث عن الجديد الأوربي ، ظنّاً منها أن هذه الأمومة والحب ، بينما طفلها في أحضان الخادمات يتربى ويرتشف من معينهن، و تلهث أمه وراء المظاهر حتى يمدحها الناس.
التكلف في الحفلات:
وكذلك الشأن في حفلات النجاح والمناسبات ، فكم حفل بسيط أسعد الطفل وأدخل السرور في قلبه ، وكم من حفل متكلف وفاخر لم يجد فيه الطفل فرحاً غامراً ، بل قد يجد كدراً وصعوبة في الطبع ، وقد تجد البعض يندمون لعدم اقتناع الطفل وهذا نتاج الكلفة في الحفلات !
ليس مقياساً للحب :
تعتقد بعض الأسر أن مقدار حبهم لأبنائهم يكون في قيمة حفلهم وملابسهم وتمييزهم عن الآخرين وانبهار الناس بهم ، فلا بأس أن يتجاوز حالتهم المادية مادام يعبر عن الحب، والمستفيد من ذلك المطاعم ومحلات الهدايا فتجد الإعلانات والتصاميم المبتكرة لترويج بضائعهم والخاسر في ذلك هم الأهل بل إن بعضهم يدخر مبلغاً لتلك الحفلة علماً بأنها لحظات قليلة ومعدودة وتزول بعدها، وتتكدّس الهدايا والألعاب في غرفة الطفل بشكل يجعله لا يعجبه أي شيء، وكذلك الأمر في المدارس الخاصة التي تأخذ أقساطاً كبيرة جعلت العلم تجارة لا تقدم للطفل مثلما تأخذ ، وآخر المطاف سيحصل على شهادة ابتدائية لا أكثر .
لا مانع من الفرح:
من الجميل إدخال الفرح والسرور في قلوب الأطفال وهذا يمكن في حفل مصغّر وعفوي مع بعض الحلوى والألعاب ، فالطفل يكون محبوباً بشخصيته لا بحجم الاحتفالات والتفاخر بها.
الإسلام ينهى عن الترف:
يدعو الإسلام إلى التمتع بالطيبات فقال تعالى : (ُقلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)،إذن لا حرج تعاطي المباحات؛ لكن النهي في تجاوز حد الاعتدال الذي لا يقبله العقل ديناً وعُرفاً.
الترف أفسد أطفالنا وأشغل نسائنا بالدنيا وضيّع أموالنا !
فهل تنتظرنا الجوائز بعد ذلك ، أم تنتظرنا الديون ؟!!
وكما سمعت من الدكتور عائض القرني: الترف إذا زاد تعقدت الروح! | |
|