المدير .
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 المدينة : https://birelater1.mam9.com المهنة : اعلام الي وبرمجيات الهواية : الرياضة الادب العربي الشعر والسياحة الدولة : الجزائر السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: أثبت بالبرهان صدق القول :" إن اللغة جسم الفكر السبت ديسمبر 31, 2011 1:33 am | |
| أثبتبالبرهان صدقالقول :" إن اللغة جسمالفكر." 1المقدمة: إذا كانت اللغة هي الميزة الجليةالتييمتاز بهاالإنسان عن سائر الكائنات الأخرى فمعنىذلك أنه هو الكائن الوحيد القادر على التواصل و التبليغ بين أفراد جنسه،حيث يستطيع أن يفهم ويفهم الآخرين، و يعبر عن أفكاره و انشغالاته، و لما كانت نفسه مزدحمة بما لا حصر لهمن المشاعر، و الواقع مثقل بالأشياء وجب تمييز هاته عن تلك و أضحت اللغة و الحالةهذه الوسيلة المثلى لتحقيق هذه الغاية. غير أن بعض الاتجاهات الفلسفية وجدت أنهذه الآلية(اللغة)قاصرةعلى استيعاب هذا الزخم الهائل من الأفكار و الأشياء. و فيالمقابل رأت تيارات أخرى إمكانية حصول ذلك اعتقادا منها أن اللغة و الفكر شيء واحدحتى قيل:" إن اللغة هي جسم الفكر"مما يعني أن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقةتكامل وتجانس.
- طرح المشكلة: فما هي حقيقة هذا الموقف؟ و ماهي الأدلة التي يمكنهاأن تبرهن علىصحته؟ وإلىأي مدى يصمد هذا الطرح أمام النزعات المواليةالأخرى؟2/ عرض منطق الأطروحة:إن المتتبع و الدارس لموضوع اللغة، يجد نفسه أمام موقف يرى بأنعلاقة اللغة بالفكر هي علاقة تكاملية لا انفصام فيها. حيث أنه لا يمكن أن يوجدأحدهم بغياب الأخر، و قد دافع عن هذا الرأي نخبة من الفلاسفة و علماء اللغة من بينهمزكي نجيب محمود، وميرلوبونتي، و هيغل، و غيرهمكثير.أ- عرض مسلماتهم:و يستأنس هذا الموقفعلى مجموعة منالحجج الدامغة التي أقرها كل من العلم و الواقع و من بينها : أنه لاتوجد كلمات مندون معان، فكل كلمة أو لفظة إلا و يقابلها في الذهن معنى محدد، ضف إلىذلك أنهبواسطة الكلمات تتمايز الأشياء و المعاني في الذهن بعضها عن بعض، فنستطيعأن نفرقبينهما و نخرجها من الغموض و عندئذ يصبح المعنى محصنا حتى لا يأخذ شكلمعنى آخر و قدقيل في هذا الصدد:" إن الألفاظ حصون المعاني". كذلك نلاحظ بأن اللغةتثري الفكرفبقدر ما نملك من أفكار بقدر ما نملك من ألفاظ قال هيغل:" نحن نفكرداخل الكلمات" و قال غوسدروف :" إن التفكير ضاج بالكلمات". ومن الأدلة التي يقدمهاالعلم فقدأثبت علم نفس الطفل أن الأطفال يتعلمون التفكير في الوقت الذي يتعلمونفيه اللغة. فالطفل عند حداثة ولادته يرى العالم كله، و لكنه لا يرى شيأ و عنداكتسابه للكلمات يبدأ هذا العالم في التمايز و أخذ معناه. و حتى فيالتفكير الصامت عندما ينطوي المرء على نفسه متأملا إياها فإنه يتكلم، غير أن هذاالكلام هو كلام هادئ عبارة عن حوار داخلي " فنحن عندما نفكر فنحن نتكلم بصوتخافت و عندما نتحدث فإننا نفكر بصوت عال " على حد تعبير أحمدمعتوق.
ب-الدفاع عنالأطروحة بحجج شخصيةجديدة:1/ من حيثالشكل: يظهر من خلال ما تقدم أن هذاالموقف مؤسس على حجج غير قابلة للرد و الدحض بل بالعكس من ذلك هي التي يمكنها أن ترد وأن تدحض، فالادعاء باستقلالية الفكر عنا للغة ادعاء لا مبرر له فكيف يمكنني أنأفكر دون أن أتكلم؟2/ من حيث المضمون: لذلك إذا اعتبرنا أن الفكر هو مجموعة منالمعاني المتمايزة فإن سر هذا التمايز هوالذي تحدثه اللغة و بالتالي لا وجود لفكرداخلي معزول، إنه لا يوجد خارج عالم الكلمات ، هذا من جهة و من جهة ثانية فقد دلت الدراسات علىأن اللغة ليست مجرد كلمات نرددها و إلا كانت الكلمات التي ينطق بها الببغاء لغةأيضا.و من جهة ثالثة، إذا ما نحن رجعنا إلى الرمز و تمعنا فيه نجد أنقيمته متضمنة فيما يحمله من الوعي الذي يعطيه معناه. فاللغة إذن هي جسم الرمز و المعنىهو روحه و لا يمكن الفصل بين جسم و روحه.
ج- نقد منطق الخصوم:1/ عرض منطقهم: لكن هذا الطرح لم يلق ترحيبا من طرففلاسفة آخرين في مقدمتهم الفيلسوف الحدسي الفرنسي" برغسون" إذ اعتقد هذاالأخير أن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة انفصال و تمايز و أن الفكر أسبق منالناحية الزمنية عن اللغة، فأنا أفكر ثم أتكلم. و دليله و من سار على دربه هو أنه لايوجد تناسب بين ما نملكه من أفكار و ما لدينا من ألفاظ و الذي يوحي بذلك هو توقفالمتكلم أو الكاتب طويلا باحثا عن اللفظ المناسب الذي يؤدي المعنى، بالإضافة إلى أنالألفاظ ثابتة و محدودة و منفصلة بعضها عن بعض في حين أن الأفكار متصلة و دائمة فهيديمومة مستمرة لا تعرف الانقطاع فيمكنني أن أتوقف عن الكلام في حين لا أستطيع التوقفعن التفكير. قال برغسون :" نحن نفشل عن التعبير بصفة كاملة عما تشعر به روحنالذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة" و قيل في هذاالصدد أيضا :" إذا كانت كلماتي من ثلجفكيف يطفئ ما بداخلي من نار". و يرون أيضا أن المعنى أوسع بكثير من اللفظ الذي يحملهلذلك الألفاظ عندهم قبورالمعاني.
2/ نقد موقفهم: أ-من حيث الشكل : إن التبريرات التي قدمهابرغسون و من نحا نحوه غير مؤكدة علميا و تبدوظاهرية فقط و تستند إلى منطق بعيد عنالواقع و يمكن الرد علها بما يلي:
ب- من حيث المضمون:لا يوجد فاصل زمني بين عملية التفكير وعملية التعبير، فالتفكيرالخالص بدون لغة كالشعور الفارغ لا وجو له، فكل فكرة تتكونفي قالب من الرموز التي تحتويها و تعطي لها وجودها و بالتالي فإن الفكر لا ينفصل عناللغة إذ ليست هذه الأخيرة كما إعتق برغسون ثوب الفكرة بل جسمها الحقيقي. وحتى عندما يتردد المرء باحثا عن الكلمات المناسبة فهو في الواقع يبحث عن أفكاره وحتى لو سلمنا بوجود أفكار خارج الكلمات فإنها ستكون أفكارا غامضة لا ندركها، لنما ندركه جيدا نعبر عنه تعبيرا جيدا. فالكلام ليس صورة ثانية أو نسخة أخرى من شيءوراءه اسمه فكر، بل الفكرهو الكلام نفسه و طريقة تركيبه لذا قال هيغل:" إن التفكيربدون كلمات لمحاولة عديمة المعنى فالكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى والأصح".
3/ الفصل النهائيللمشكلة:يتبين إذن مما سبق ذكره أن العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة وطيدةلا يمكن فصل أحدها عن الأخر و يحق لنا القول أنه فعلا تعد اللغة جسم الفكر التيبدونها لا يمكنه الظهور ولقد صدق سقراط عندما بين ذلك قائلا لمحاوره:" تكلم معيحتى أراك
| |
|