منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تربوية تعليمية اسلامية جامعية بحوث مذكرات اشهار مواقع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 يوميات فتاة مسلمة06

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zina mimi

zina mimi


انثى
عدد الرسائل : 189
العمر : 33
المدينة : حاسي بحبح
المهنة : طالبة
الهواية : داعية لله
الدولة : الجزائر
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/05/2012

يوميات فتاة مسلمة06 Empty
مُساهمةموضوع: يوميات فتاة مسلمة06   يوميات فتاة مسلمة06 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 9:44 am


هاته المرة لم أكن في المكتبة العمومية...
إنها فترة التمرين، أقضي معظم يومي في المستشفى، أقوم بأعمال الممرضات في أغلب الأحيان...
ماذا أفعل؟ لست بعد في مقام الأطباء...
يا رب وفقني و صبرني على السنوات المتبقية!!
لم أعد أطيق الانتظار خاصة حين أرى معاملة الأطباء اللاإنسانية للمرضى هنا!!
شيء لا يصدق...
الأطباء، و الممرضون الذين من المفروض أن يكونوا ملائكة الرحمة، يعاملون المرضى بقسوة و لا مبالاة... قد يقضي المريض يومه بين توجع و أنين دون أن يهتم به أحدهم أو يعيره أدنى اهتمام...
يا الله، هل سأصبح مثلهم في يوم من الأيام؟؟
يقولون أن الاستماع المستمر إلى الصراخ و الأنين يجعلك لا تسمعه و لا تحس به، كأنه جزء من السمفونية اليومية التي تعزفها الحياة حولك!!
هل التعود على آلام الآخرين يدفع بالقلوب إلى القسوة و التحجر؟؟
حين دخلت للمرة الأولى إلى قسم الأطفال المعاقين، لم أتحمل المشهد...
دمعت عيناي، و تراجعت، لم أستطع أن أحتضن الطفلة التي كانت عند قدمي تمد إلى يديها لأرفعها، لأنها وقعت عن فراشها و هي مشلولة القدمين لا تقوى على الوقوف...
ثم رأيت الممرضة التي رافقتني، تحملها بحركة سريعة، كأنها ترفع صندوقاً خشبياً... و تعيدها إلى مكانها في عنف واضح، و تولي عنها دون أن تحاول الكشف عن الأضرار التي لحقتها عند السقوط...
و تعالى بكاء طفل آخر في أقصى القاعة...
أحسست بقشعريرة...
هل خلقت فعلاً لأكون طبيبة؟؟ أنا لا أتحمل تألم الآخرين أمامي... فكيف سأقوى على تضميد الجراح العميقة و خياطتها؟؟ كيف سأجري العمليات المعقدة و أفتح البطون و أعبث بمحتويات الأجساد؟؟
رمقتني الممرضة و أردفت مبتسمة :
ستتعودين... كلنا كنا مثلك في البداية، لكن بطبيعة العمل ستصبح أشياء عادية بالنسبة إليك.
نعم؟؟؟؟ أصبح مثلكم، قاسية القلب، عديمة الرحمة؟؟
شكرا يا حبيبتي!!
أفضل أن أبقى على حساسيتي، على أن أفقد أسمى ما في الإنسان : مشاعره الإنسانية!!
خرجت من القاعة بسرعة، حتى لا أفقد أعصابي...
و... فجأة اصطدمت بشخص ما، إذ لم أكن مفتوحة العينين تماماً... و قد استغرقني التفكير في مستقبلي المهني
التفت مرتبكة لأعتذر من الشخص الذي تسببت في إيقاع دفاتره و بعثرة أوراقه على الأرض... و... انعقد لساني من المفاجأة...
غير معقول!! من؟؟
إنه هو!
هو بشحمه و لحمه و لا أحد غيره!
...
سارع بالانحناء ليجمع أوراقه، قبل أن أهم أنا بجمعها...
انتظرت حتى فرغ من إعادتها إلى مكانها، لأقول بصوت خفيض و متلعثم :
ـ آسفة... لم أنظر أمامي...
لكنه قاطعني بابتسامة مؤدبة :
ـ لا عليك أختي...
ثم قال متفكراً بعد أن استقام في وقفته
ـ ألست الأخت التي شاركتنا في لقاء الأديان مند أسبوعين؟
إنه يذكرني!! غير معقول!!
اهتز قلبي من الطرب...
سأرقص في مكاني!!
غضضت بصري بسرعة و قلت في حياء :
ـ نعم، لقد كان لقاء رائعاً، و التنظيم غاية في الإحكام، كما كانت الكلمة الأخيرة مؤثرة بالفعل...
اتسعت ابتسامته و هو يقول :
ـ أردت أن أشكرك لأنك بمبادرتك أتحت للجميع فرصة التعبير عن آرائهم، و أنا أولهم، فقد كنت أخطط لمثل ذاك اللقاء منذ فترة لكنني لم أجد الفرصة المناسبة...
صمت للحظات، ريثما همهمت بكلمات غير مفهومة لأنفي عن نفسي أي فضل، ثم أردف قائلاً :
ـ كما أشكرك جزيل الشكر على الأشرطة التي انتشرت في الكلية، حتى وصلني أحدها، فقد وجدت فيها الكثير من الحجج التي أعجز عن العثور عليها في أي مرجع آخر، لأن الرجل يتكلم من وجهة نظر المسيحي ثم يرد من وجهة نظر المسلم، إنه لشيء رائع حقاً...
أحسست أن وقفتنا طالت أكثر مما يجب، و الممرضة توشك على الخروج في إثري.
لاحظ أنني تطلعت ناحية الباب فقال :
ـ أنا آسف، لأنني آخذ من وقتك، لكن لم تتح لي الفرصة سابقا لأشكرك... و إنها لفرصة طيبة أن أراك هنا...
يا إلهي...
أحس أن لوني تحول إلى الأحمر القاني...
وجهي سينفجر... النجدة!!
ـ هذا من لطفك يا أخي...
ـ على العموم، أنا أقوم بتربص لمدة شهرين هنا... إن احتجت إلى أية مساعدة، تجدينني في المكتب المقابل... أعلم أن تجربة التمارين الأولى قد تكون مرهقة... كما أنني أمتلك بعض المراجع التي قد تفيدك...
ثم استطرد ضاحكا :
ـ على الأقل أكون قد رددت جميلك...
ابتسمت بدوري، ثم حييته باقتضاب و انطلقت إلى غرفة التحاليل...
أطلب منه المساعدة؟؟ مستحيل!!
ليس لأنني أترفع عن طلب المساعدة من أحد...
لكنه شخص غريب...
لا يكفي أننا التقينا مرتين أو ثلاثة قبل الآن لأسمح لنفسي بمبادلته الأحاديث!
لكنها فرصتك يا مرام...
من الواضح أنه معجب بك، و قد شكرك بنفسه، و هو يعترف لك بالفضل في قيام الملتقى...
نعم، إنه يشركني على مساهمتي و حسب...
لذا لا يجب أن أبحر كثيراً في أوهامي... أو أن أسمح لأحاديثي معه أن تتجاوز حدود اللياقة و الاحترام
حادثة اليوم ليست مسوغاً لإقامة علاقة صداقة أو أياً كانت!!
أنت هكذا تغلقين الأبواب جميعهاً...
اتركي له الفرصة، لا تعطي المسألة أهمية أكثر مما تستحق، و دعي الأحداث تسير بطبيعتها... على أية حال، أمامك أسبوع كامل تقضينها معه في نفس المستشفى و قد تسنح بعض الفرص لتتحدث فلا تنفري منه!
آخ رأسي!!
تعبت من التفكير...
ـ مرام، هلا أتيت إلى هنا...
سارعت إلى الطبيبة التي كانت تدخل امرأة قد بدا عليها الإنهاك إلى غرفة الإنتظار
ـ قومي بفحصها، ثم خذيها إلى غرفة الأشعة، لتصوير الجمجمة...
اقتربت مسرعة من السيدة و تناولت ذراعها لتتوكأ علي، إذ كانت تتحرك بصعوبة
بادرتها و أنا أجس نبضها :
ـ ما الذي حصل معك؟
ـ وقعت من أعلى السلم، فأصبت في رأسي...
دقات قلبها ضعيفة... الحال لا تبشر بخير...
تحسست موقع الإصابة التي توقفت عن النزيف.
ثم سارعت أقيس ضغط دمها... الحالة خطرة بالفعل!!
أجلستها على السرير في قاعة الفحوصات ثم انطلقت إلى الطبيبة مسرعة :
ـ دكتورة... حالتها خطرة، لا يجب أن تتحرك، بل يجب أن تخضع إلى عملية في الحال... دقات قلبها ضعيفة جداً و مستوى ضغط الدم ينذر بهبوط حاد... أشك في نزيف داخلي...
قاطعتني الطبيبة في صرامة :
ـ قلت لك خذيها لتقوم بصور الأشعة... و لا تحاولي أن تلعبي دور الطبيبة، فما تعلمته في الكلية يبقى مجرد نظريات مقارنة بالتجربة و المعاينة... لذا أطيعي أوامري!
ـ و لكن...
ـ مرام!
عدت إلى قاعة الفحوصات على مضض. كانت السيدة تشعر بدوار، ساعدتها على الوقوف و أنا أقول محاولة رسم ابتسامة مشجعة على وجهي :
ـ سيكون كل شيء على ما يرام، سنذهب معاً إلى قاعة التصوير بالأشعة، استندي علي... تفضلي من هنا...
وقفت السيدة مترنحة و بدت ذراعها مرتخية و هي تقول :
ـ هل مازال وليد في الخارج؟ طلبت منه أن يحضر لي قطعة من الحلوى لأنني أحس بالضعف...
ـ من هو وليد؟
ـ إنه ابني، و قد أحضرني إلى هنا بالسيا...
لم تتم الجملة، بل انقطع صوتها فجأة و ارتخت ذراعها تماما، لتسقط على الأرض بلا حراك
لم أتمالك نفسي أن صرخت : النجدة...
لم أعرف ما الذي يجب أن أفعله أمام هول المفاجأة...
لبثت المرأة مسجاة أمامي، للحظات قبل أن يهرع "فتى المواقف الصعبة" لنجدتي بعد أن سمع الصرخة المدوية التي أطلقتها...
سارع بحمل السيدة على ذراعيه دون أن ينبس بحرف، تبعته إلى قاعة الفحوصات، حيث قام بمعاينتها بسرعة و خفة قبل أن يهتف في جزع :
ـ نحتاج إلى إنعاش سريع... إنها تموت!!
شهقت في هلع...
كان عدد من الممرضين قد تجمع في القاعة على إثر البلبلة التي حصلت في القسم، و وجدت الطبيبة التي أصرت على قيامها بالصور تقف أمام الباب و قد حاكى و جهها وجوه الموتى من اشتداد الاصفرار...
سارع البعض إلى تجهيز غرفة الإنعاش و صعقات الكهرباء، في حين تابع المنقذ محاولاته اليائسة بالضغط المستمر على صدرها...
ثم ما لبث بعد عدة محاولات أن رفع رأسه في أسى، ليواجه العيون المتسائلة في وجوم :
ـ فات الأوان... لقد فارقت الحياة...
تملكتني نوبة من البكاء الحاد، لم أستطع السيطرة عليها
أول مرة أرى شخصاً يموت أمام عيني...
خاصة أنه كان بإمكاني إنقاذها…
كنت أحس بأسى شديد، و قلبي يتقطع من الحزن…
يا إلهي… اغفر لي يا رب…
جاء رئيس القسم بسرعة و على وجهه تكشيرة مخيفة، و نادى الطبيبة المشرفة، ثم بعد لحظات عاد ليناديني إلى مكتبه!
تبعته في رعب شديد و أنا بالكاد أرى الطريق أمامي بعد أن صارت الرؤية ضبابية بسبب الدموع
مررت على الممرضين الواقفين أمام القاعة و سمعت بعضهم يهمس :
ـ مسكينة، لم يمض على وجودها في المستشفى أيام قليلة و ها قد تسببت في وفاة إحدى المرضى!
لم أستطع أن أرد، بل ارتفع نحيبي ثانية بعد أن أفلحت في السيطرة عليه بصعوبة شديدة
أنا لم أقتلها… لم أقتلها!!
ليس ذنبي، صدقوني!!
جلس رئيس القسم خلف مكتبه و أخذ يلهو بالقلم بين أصابعه في عصبية واضحة، ثم أشار إلى الطبيبة التي كانت تقف إلى جانبي قبالة المكتب…
ـ أخبريني إذن، ما الذي حصل بالضبط؟؟
ابتلعت الطبيبة ريقها بصعوبة و قالت :
ـ جاءت المصابة في حالة يرثى لها، و قد كان من الواضح أن إصابتها في مستوى الرأس بليغة، لذلك طلبت من الطالبة تحت التمرين… مرام، أن تقوم بمعاينتها و جس نبضها… فأكدت لي أن ضغطها طبيعي و نبضها لا يصل إلى مستوى حرج…
اتسعت عيناي من الذهول…
ما الذي تقوله هذه المرأة؟؟
إنه الكذب عينه!!
هممت بأن أفتح فمي لأحتج، لأدافع عن نفسي…
صحيح أنني مبتدئة، لكنني أطبق ما أتعلمه و أبذل قصارى جهدي…
إنها أمانة يا ناس، أمانة يا عالم!! أرواح الناس أمانة بين أيدينا و ليست لعبة!!!
لكن الطبيبة قاطعتني ثانية لتقول :
ـ لا يمكن أن نحاسب طالبة في الصف الثاني على خطأ مماثل… لكن من الضروري أن نضع الطلبة من الآن فصاعداً تحت المراقبة الصارمة، لتجنب أخطاء فظيعة قد تودي بحياة البشر، فأرواح الناس ليست لعبة!!
تملكني إحساس فظيع بالضياع…
أحسست بأنني وحيدة، و مستضعفة، و مظلومة…
يا الله رحمتك!
استندت على الحائط حتى لا أسقط…
لم أسمع بقية ما قيل، بل استيقظت على صوت رئيس القسم الأجش يأمرني بالانصراف
<<<<<< تابعونا >>>>>>
يوميات فتاة مسلمة06 521529_10150854833646616_18817523_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://zina1934@hotmail.com
 
يوميات فتاة مسلمة06
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوميات فتاة مسلمة 23
» يوميات فتاة مسلمة 08
» يوميات فتاة مسلمة 25
» يوميات فتاة مسلمة 09
» يوميات فتاة مسلمة 26

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بئرالعـــــــــاتر التربوية  :: 
 :: أقلام الأعضاء
-
انتقل الى: