فضائية الأقصى وفشل أمريكي جديد!!
*محمد السروجي
بأغلبية ساحقة – 395 عضواً مقابل رفض ثلاثة أعضاء - أقر مجلس النواب الأمريكي قانونًا جديدًا يسمح للإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات عقابية بحق القنوات التلفزيونية الفضائية في الشرق الأوسط بحجة التحريض على الإرهاب ، وصوَّت أعضاء الكونجرس على مشروع القانون الذي يطالب أوباما بتقديم تقرير مفصَّل حول التحريض على العنف ضد الأمريكيين في تليفزيونات الشرق الأوسط كل ستة أشهر لتحديد طبيعة الإجراءات العقابية .
ويرى القانون الجديد أن قناتي "الأقصى" و"المنار" تحرِّضان على الإرهاب، ويطالب باتخاذ إجراءات "عقابية" بحقهما، ويدعو إلى "معاقبة" مالكي الأقمار الفضائية الذين يسمحون لهذه القنوات ببثِّ أفكار متطرفة وذات طابع إرهابي، حسب المشروع المقدم !
فلماذا كل هذا الفزع من مجرد قنوات محدودة الإمكانات المادية والفنية إذا ما قورنت بهذا الكم الهائل من الفضائيات العربية" يتجاوز عددها 500 فضائية"التي تمتلك إمكانات مادية تفوق إمكانات بعض الدول فضلاً عن الإعلام الأمريكي الهادر بمؤسساته وإمكاناته المادية والبشرية بل والمخابراتية؟ وما هي نتائج ودلالات هذا القرار؟
نتائج ودلالات
** عجز الإعلام الصهيوني الأمريكي والموالي عن مقارعة الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة فلجأ إلى الفكر الأمني البوليسي شأنه شأن الأنظمة العربية المستبدة
** فشل الإدارة الأمريكية في تحسين صورتها أمام العالمين العربي والإسلامي بل والإنساني رغم المؤسسات والبرامج والفضائيات بل والمليارات الداعمة
** الانتقال من التوازن الأمني والعسكري إلى التوازن بل والتفوق الإعلامي المقاوم
** التقاء المصالح بين بعض النخب العربية الحاكمة وإدارة المشروع الصهيوأمريكي
** نجاح الإعلام المقاوم في استعادة الوعي العربي والإسلامي حول قضايانا المركزية ضد المحتل الغاصب والمستعمر الداعم والطامع وتحقيق عدة نجاحات غير مسبوقة نجاحات ومكتسبات
** الإسهام الفاعل في استعادة وعي وهوية الأمة حول القضايا المركزية في تحرير الأوطان المحتلة والإصلاح والتغيير في البلدان ذات الأنظمة المستبدة الفاسدة
** تعزيز قيم العزة والفخار مقابل قيم الذلة والانكسار ، والولاء مقابل التردد والانهيار
** إسقاط الهيبة والهيمنة الإعلامية الصهيوأمريكية كما سقطت الهيبة العسكرية والقانونية
** تسويق المشروع الحضاري الإسلامي المتفق و هوية الأمة كبديل للمشروع الغربي المفروض
** كسب ثقة وتأييد غالبية الشعوب الإسلامية بل والكثير من الشعوب والمنظمات الحقوقية الغربية
** فضح إدارة المشروع الصهيوأمريكي والأنظمة الشمولية المستبدة في دعواهم الكاذبة حول الديمقراطية والحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان"خاصة أثناء الحرب الآثمة على غزة"
** إبراز زعامات وقيادات ميدانية مقاومة اكتسبت المصداقية والقبول الشعبي والنخبي
** التواصل مع الشعوب العربية من خلال المداخلات والاتصالات والاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي أزعجت العدو والأنظمة المستبدة .
وأخيراً فمشروع القرار الأمريكي يؤكد مدى التراجع الذي يعانيه المشروع الصهيوأمريكي أمام المشروع الحضاري الإسلامي"المقاوم والسلمي" على المستوى العسكري والسياسي والإعلامي، المهم سياسة النفس الطويل والاستمرار، وسنن الله غلابة.