نسبـــــــــــــــــــــــــــــــه:
هو الإمام الحافظ الفقيه المحدث يحيى بن شرف الدين بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي الشافعي ، أبو زكريا، محيي الدين .و محيي الدين هو لقب الإمام النووي ، و كان يكره أن يلقب به تواضعا لله تعالى ، و لأن الدين حي ثابت دائم غير محتاج إلى من يحييه حتى يكون حجة قائمة على من أهمله أو نبذه ، قال اللخمي : و صح عنه أنه قال : لا أجعل في حل من لقبني محيي الدين .
مولده و نشأتــــــــــــــه :
ولد في نوى في العشر الأوسط من شهر الله المحرم سنة 631 هـ ،و ترعرع فيها ،و أخذ يتردد على أهل الفضل يستشيرهم في أموره تاركا اللهو و اللعب ، و حفظ القرآن و قد ناهز الاحتلام. و في السنة التاسعة عشرة من عمره قدم به والده إلى دمشق لطلب العلم ، فأقام في المدرسة الرواحية قرب الجامع الأموي بدمشق و ذلك سنة 649هـ ، فحفظ -التنبيه- في أربعة أشهر و نصف ، و قرأ -المهذب- للشيرازي في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي المقدسي ،و هو أول شيوخه في الفقه.
وكان يقؤأ كل يوم اثني عشر درسا على مشايخه شرحا و تصفيحا . و قد خطر له الإشتغال بالطب ، وهم به ، غير أن الله تعالى صرفه عنه.تولى التدريس بدار الحديث بالأشرفية بدمشق عام 665هـ، و أقام فيها ، غير أنه امتنع عن أخذ أي شيىء من معلومها الوافر حتى توفي رحمه الله,
و في سنة 651هـ حجمع أبيه و قد مرض في طريقه و أصابته حمى من حين توجه من بلده نوى و لم تفارقه حتى يوم عرفة و هو صابر محتسب ، ثم قفل عائدا إلى دمشق .
أخلاقه و صفاتـــــــــــــــــه:
كان رحمه الله عالما زاهدا تقيا ورعا ، لا يصرف ساعة في غير طاعة الله ،كثير السهر في العبادة و التصنيف ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، يواجه الملوكفمن دونهم ، و منها على سبيل المثال الحادثة التي حصلت له مع الظاهر بيبرس ،وهي :
عندما دعاه الملك الظاهر ليوقع له فتوى فيا ظلم فادح ، فحضر ، فإذا به شيخ هزيل الجسم ، مرقع الثياب ،يضع عمة صغيرة ،فاستصغره و استخف به،وقال :ياشيخ .اكتب خطك على هذه الفتوى .فنظر فيها رحمه الله، وقال :لا أكتب ولا أوقع .فقال الملك بغضب :ولم؟ قال الشيخ :لأن فيها الظلم الفادح .فاشتد غضب الملك ، وقال :اخاعوه من جميع وظائفه.فقالو :ليس له من شيىء .ثم هم أن يفتك به ، ولكن الله منعه و كف يده ، و قيل للملك : عجبا أمرك .كيف لم تقتله و قد وقف منك هذا الموقف؟ فقال:قد و الله هبته .
هكذا كانت أخلاق و صفات الإمام النووي رحمه الله ، لقد ألقى الله تعالى محبته في قلوب الناس جميعا ،و هذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين .
تصانيفـــــــــــــــــــه:
للإمام النووي رحمه الله تصانيف كثيرة ، نذر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر : - شرح صحيح مسلم- و -الإرشاد- و - التقريب و التيسير في معرفة سنن البشير النذير - و - تهذيب الأسماء و اللغات - و - التبيان في آداب حملة القرآن - و - منهاج الطالبين- و - بستان العارفين- و - خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام- و - روضة الطالبين و عمدة المفتين- و هو من أكبر المراجع في فرو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله ، و - شرح المهذب- و - رياض الصالحين - و - حيلة الأبرار و شعار الأخبار في تلخيص الدعوات و الأذكار -
وفاتـــــــــــــــــــــــه:
توفي ليلة الأربعاء في 24 رجب سنة 676 هـ ، في بلده نوى ،ودفن بها ، وكان لنبأ وفاته وقع أليم
على دمشق و أهلها، و قد رثاه جماعة بأكثر من ستمائة بيت. رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته، و أثابه على ما قدم للإسلام و أهلها ، إنه سميع مجيب .
كتبت هذه الترجمة عن كتاب : شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية تأليف الإمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشق الشافعي .
شرح الإمام اين دقيق العيد المتوفى702هـ .