(( اختلاف أمتي رحمة))
مرة ثالثة
داود سلمان الشويلي
سؤال مهم يرز منتصبا امامي قبل اكثر من عشرين سنة وانا اطالع في احد مقروءاتي حديث نبوي يطلق فيه النبي (ص) اسم ( الخلفاء الراشدين) على من يأتي بعده ، وكأنه يعلم الغيب ، ودارت بيني وبين احد الزملاء حوارا طويلا استعنا فيه بآيات من القرآن ، فوجدنا الله سبحانه يحصر معرفة الغيب به ، بقول سبحانه:
((قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)). [النمل: 65 ]
((وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)). [الانعام:59 ]
((ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)). [يونس:20 ]
((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم)). [آل عمران :179 ]
وهناك ابات تنفي معرفة الغيب عن النبي:
((قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الاعمى والبصير أفلا تتفكرون)). [الانعام:50]
((قل لا أملك لنفسي نفعا ولاضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). [الاعراف:188 ]
((ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين)). [هود:31 ]
وايات اخرى ، تبين ان الله سبحانه يوحي الى الرسل والانبياء ببعض الغيب:
(( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون)). [آل عمران :44 ]
((تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين)). [هود:49 ]
((ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون )).[يوسف:102 ]
والايات تلك تتحدث عن غيب الماضي ، وليس عن غيب المستقبل .
إذن، لم يرد في القرآن ما يؤكد على علم النبي (ص) – بواسطة الوحي – بغيب ما له علاقة بأمور الدنيا خاصة ، ومنها السياسية (الخلافة) ، أي غيب المستقبل.
وهكذا ارتكنا انا وزميلي الى ان هذا الحديث - وغيره- الذي يؤكد معرفة النبي (ص) للغيب احاديث غير صحيحة.
وبعد ان اطلعت على الكثير من المراجع والمصادر القديمة والحديثة - بعد سنوات من ذلك الحوار – هالني ما رأيت في عالم الاحاديث النبوية من امور تضحك الحزين وتبكي المسرور ، منها ، وحسب المراجع والمصادر المتوفرة في المكتبات وعلى شبكة النت :
- ان النبي (ص) منع كتابة حديثه ، سوى مرة واحدة وهي حادثة ابو كبشة.
- حرق الخليفة الراشد ابو بكر الصديق ما لديه من احاديث مكتوبة للاسباب التي اخبر بها ابنته السيدة عائشة وقتها.
- ضرب الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ابو هريرة بدرته لما كان يرويه عن النبي (ص).
- اول محاولة لتدوين الحديث النبوي كانت في زمن الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز ، الا انها لم تنجح .
- تحدثت المراجع والمصادر عن فترة وضع وتدليس الاحاديث في الفترة الاموية ،بعد مقتل الخليفة الراشد الرابع ، علي بن ابي طالب.
- ان اول محاولة لتدوين الحديث شبه كاملة هي محاولة البخاري (المولود عام 194 هـ - والمتوفي عام 256هـ) في عام 240 هـ (ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة بالبصرة) أي بعد وفاة النبي (ص) وموت الصحابة والتابعين والكثير من تابعي التابعين، (وافته المنية قبل ان يتمه ). (1)
وقد وجهت له كثير من النقود من علماء كثار،و من جملة من انتقده :الدار قطني ، وابو مسعود الدمشقي ، والغساني ، والذهبي ، وغيرهم من القدماء ، فضلا عن المعاصرين.(2)
وكذلك اعتمد في اسناده على رجال اختلف في توثيقهم ، مثل : ابو هريرة ، وعكرمة مولى عبد الله بن عباس الذي اورد له اكثر من مئتي حديث عن ابن عباس والسيدة عائشة وغيرهما راجع (التعديل والتجريح - ج 3 - ص 1149 وما).
وكذلك ، اسماعيل بن ابي اويس الذي روى البخاري له ما يقارب 16 حديثا ، أذ ضعفه النسائي في (كتاب الضعفاء والمتروكين - ص 152)، والعقيلي في (ضعفاء العقيلي - ج 1 - ص 87)، ويقول عنه الرازي في ( الجرح والتعديل - الرازي - ج 2 - ص 180 ) : ضعيف العقل ومحله الصدق وكان مغفلا ، وغيرهم .
ثلاثة من رواة البخاري هذا حالهم ، وقد نقلوا عشرات الاحاديث ، فكيف يريدنا البعض ان نصدق بروايات هذا الصحيح ، وغيره.
وغير ذلك من نقود خاصة بالمتن ، اذ نجد التناقض الفاضح مع القرآن الكريم ، وكذلك داخل المتن الواحد بين قسم واخر من الحديث ذاته ، وبين حديث واخر. (3)
- ومن الطريف ان الامام ابا حنيفة الذي توفي قبل ولادة البخاري باكثر من اربعين سنة: (( لم يثبت عنده من أحاديث الرسول إلا سبعة عشر حديثا)) .(4)
ولهذا اعتمد على الرأي وليس على الحديث في فقهه، الا ان جماعته الذين عاشوا بعد البخاري اعتمدوه.
وكذلك بالنسبة للامامين مالك والشافعي ، فهما لم يطلعا على الصحيحين ، ويعتمدا عليهما.
- اما بالنسبة للمذهب الزيدي ، فقد جمعت الاحاديث – ان صحت - التي رواها زيد بن علي بن الحسبن عن طريق شخص واحد هو أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي بالولاء الكوفي . توفي في عشر الخمسين والمائة . (5)
والذي جمع ما سمي بمسند زيد هو عبد العزيز بن إسحاق البقال ، كان في حدود الستين وثلاثمائة ، عاش تسعين عاما ، توفي لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة 363 .(6)
ان احاديث زيد دوّنت بعد وفاته بأكثر من مئة وخمسين سنة .
وكذلك القول بالنسبة للاحاديث المعتمدة عند الشيعة الامامية : وعلى سبيل المثال(الكافي للكليني المتوفي 329 هـ) (7) ، والكتب الحديثية الثلاثة المعتمدة التي اتت بعده ، لهذا نرى ان بعض محققي وعلماء الشيعة الامامية اخرجت الكثير من احاديثه على انها غير صحيحة.
يتضح من اعلاه ، ان الاحاديث النبوية قد دونت (قيدت في قراطيس) بعد وفاة النبي (ص) والصحابة والتابعين وبعض تابعي التابعين بأكثر من مئتي سنة ، وهذه الفترة الطويلة– غير العوامل الاخرى - تضع علامة استفهام امام صحة كل نص حديثي، خاصة اذا علمنا ان اساليب نقل وحمل الحديث ( العنعنة ، والسماع المتتالي من السلف باسلوب" حدثنا" " اخبرنا") هي اساليب شفاهية يعتورها النقص،وتتأثر يالعوامل الخارجية كثيرا، لانها تعتمد الذاكرة البشرية التي تتصف بالنسيان (
، لهذا جاء علماء اخرين قعّدوا الحديث ، ووضعوا علوم لفحص الاحاديث ورجاله ، فكان هناك علم الرجال ،والتعديل والتجريح (9) ، وعلم الدراية ، وعلم علل الحديث ،وعلم غريب الحديث ،وغيرها، لان الكثير من علامات الاستفهام قد برزت امام عالم الاحاديث النبوية ، ان كان ذلك في المتن او السند ، فوضعت المصنفات في تلك العلوم. (10)
ومن خلال تلك المصنفات عرفنا مدى اختلاف العلماء في متن الحديث او في رجال سنده .
فكان الاختلاف حاصلا في علم الرجال ، فمن العلماء من يجرح رجل ما ، ومنهم من يعدله.
وقبلوا النقل بالمعنى دون الالفاظ ، بسبب شفاهية تعتمد الذاكرة البشرية.
ثم وضعت مصنفات الموضوعات من الاحاديث .
***
حديث (لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها) معنعن عن ابي هريرة ، وفي ذلك اشكالين ، الاول : انه من احاديث الاحاد كما يؤكد علماء الحديث، والثاني : مصداقيته في نقل الاحاديث.
في الاشكال الاول ، هناك تساؤلات تبرز عند الحديث عن احاديث الاحاد - غير التي قيل عنها – من مثل :
- هل تحدث النبي (ص) لشخص واحد - ابو هريرة مثلا - لينقله لنا دون غيره؟ واذا كان كذلك ، فهو حديث لا يعنينا ، لانه ربما كان حديثا خاصا بذلك الشخص ، او انه حديث سمعه جمهور غفير من الصحابة ، الا انهم لم ينقلوه لاسباب كثيرة ؟ وفي ذلك طامة كبرى تدخل صاحبها في زمرة كاتمي العلم.
- قول عياض: (( بان طائفة من الخوارج قالوا الحديث خبر واحد والآحاد لا تخصص القرآن ولا تنسخه وهي مسألة خلاف بين الأصوليين)) .(11)
- ما نقله محمود ابو رية عن السيد رشيد رضا رحمه الله: )) إن بعض أحاديث الآحاد تكون حجة على من تثبت عنده واطمأن قلبه بها ، ولا تكون حجة على غيره يلزم العمل بها )).(12)
يجعلنا في شك من كل حديث من هذا النوع ، وهي كذلك (محل اجتهاد) كما يقول ابو رية.
- في ( باب بيان ما يرد به خبر الواحد ) . قال ابو رية في ثانيا : (( أن يخالف نص كتاب أو سنة متواترة ، فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ )). ولما كان مضمون الحديث هذا، لم يرد به قرآن ، فهو مردود. (13)
من النقاط اعلاه ، وغيرها ، لا يمكن القبول باحاديث الاحاد ، على الرغم من ان ابن عبد البر جاء بروايتين للحديث عن جابر والخدري ، اقول اذا كان ابن عبد البر متأخرا عن البخاري ومسلم (توفي الحافظ بن عبد البر سنة 463 ه )، فكيف وصلته هاتين الروايتين ولم تصلا مسلما والبخاري خاصة ، وصحيحاهما هما المعتبران عند ابناء السنة؟
اما الاشكال عن مصداقية ابي هريرة (المضروب بدرة عمر بن الخطاب)، فنحيل القاريء الى كتابنا ( وقفات مع صحيح البخاري ) فضلا عن المصادر والمراجع التي اعتمد عليها هذا الكتاب عن مصداقية هذا الراوي ، وجرابه . (14)
والادهى من ذلك ما قدمه ابن عبد البر من ذكر لمحرمات النساء عند العلماء والفقهاء واختلافهم في ذلك .
فهناك من الفقهاء من حلل الجمع بين الاختين ، على عكس ما نقل عن النبي (ص) من النهي. وهناك من يجوز زواج زوجة الرجل وابنته من غير هذه المرأة ، وغيره من ينهي عن ذلك اعتمادا على حديث نبوي يوردوه .
وهناك من يجوز الجمع بين ابنتي عم أو عمة او بين ابنتي خال أو خالة ، وهناك من ينهي عن هذا الجمع ، والكل يعتمد الاحاديث النبوية. (15)
انها فوضى فقهية ، وكلها لا تعتمد القرآن الكريم وتحليله لغير ما نص عليه من محرمات النساء .
يقول المفكر الاسلامي جمال البنا في كتابه : هل يمكن تطبيق الشريعة ؟ص65 : ((ثالثا:كشفت دعوة الاحياء عن مأخذ خطير في منظومة المعرفة الاسلامية دقّ على القائمين عليها – ذلك هو وجود كيد قديم للاسلام ظهر من ايام الرسول وعبرت عنه الاية : ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)) [فصلت: 26 ] ولما كان القرآن محفوظا في الصدور مثبتا في الرقاع فإن اللغوا فيه انما يكون ممكنا بوضع احاديث تشكك فيه وتشوه صفحته وتتضمن احكاما منتقضة له ، وقد قام المشركون والمنافقون بهذا ، ولكن لم تعرف هذه الاحاديث او لم يؤخذ بها الا مع بداية المرحلة الامبراطورية ومع وضع المفسرين تفسيراتهم اذ دق عليهم تبيّن وضعها لان الذين وضعوها جعلوا لها سندا ينتهي الى عمر بن الخطاب او عائشة او ابن مسعود او غيره من الصحابة .. وكان المحدثون قد اصبحوا اسرى الاسناد واصابهم ذلك بنوع من الغفلة فضلا عن ان هذا التشويه او المسخ كان يتلاءم مع طبيعة المرحلة الامبراطورية ويحل لها مشكلتها . ولا يخالج دعوة الاحياء شك ان كل الاحاديث عن الناسخ والمنسوخ واسباب النزول وكل ما حفلت به كتب السيوطي والزركشي عن آيات وسور منسية او اخطاء في الايات ، يضاف اليها الاحاديث التي تقيد الحرية وتقرر دونية المرأة ..وتأمر بطاعة الحاكم .. كل هذا من وضع الذين ارادوا ان يلغوا في القرآن ، ودعوة الاحياء ، دون اي تردد تستبعدها جميعا . اننا لا نرى عمليا اثرا لهذه الاحاديث في عهد الرسول . لانها تسللت واندست وبدأ الاخذ بها في المرحلة الامبراطورية للدولة الاسلامية . اما في عهد الرسول فما كانت تسمح الاوضاع الانسانية / النبوية بها.)).
***
من كل ما ذكر اعلاه ، يمكن القول ان الحديث الذي حرم زواج المرأة على عمتها او خالتها وبالعكس ، حديث موضوع جملة وتفصيلا.
وكذلك بالنسبة لما حرمه الفقهاء من نساء اخريات اعتمادا على احاديث نبوية هي موضوعة ،لانهم اختلفوا في التحليل والتحريم بعيدا عن القرآن الكريم، والقرآن عربي لا بحتاج في فهم لغته الى من يقول لنا ان قوله تعالى : ((وأحل لكم ما وراء ذلكم)) أي من غير ما حرمه سبحانه من النساء في الاية التي قبلها ، بمعنى ان هناك نساء محرمات والنبي (ص) هو الذي يبينها ، وكأنه سبحانه قد غفل – حاشاه – عن ذلك.
آب / 2011
---------------------
الهوامش:
1 - جاء في أضواء على السنة المحمدية - محمود أبو رية - ص 300:
(( روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أنه قال يوما عن البخاري إنه قال : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ! فقيل له : يا أبا عبد الله ، بكماله ؟ فسكت. وقال أحيدر بن أبي جعفر والي بخارى : قال لي محمد بن إسماعيل يوما : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ! فقلت له : يا أبا عبد الله بتمامه ؟ فسكت. وقال محمد بن الأزهر السجستاني : كنت في مجلس سليمان بن حرب والبخاري معنا يسمع ولا يكتب ، فقيل لبعضهم : ما له لا يكتب ؟ فقال يرجع إلى بخارى ويكتب من حفظه. وقال ابن حجر العسقلاني : من نوادر ما وقع في البخاري ، أنه يخرج الحديث تاما بإسناد واحد بلفظين)).
2 - صحيح البخاري – دار احياء التراث الاسلامي – ط1 – 2001 – بيروت - لبنان : ص160.
3 - راجع: - نظرة عابرة إلى الصحاح الستة - عبد الصمد شاكر - ص 54 وما بعدها.
و: أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي - ص 125.
4 - الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية - ص 79.
5 - مسند زيد بن علي - زيد بن علي - ص 11 .
6 – المصدر السابق - ص 13
7 - راجع كتابنا :وقفات مع الكليني في الكافي - في الجزء الاول - 2010
8 – يقول ابو رية (أضواء على السنة المحمدية - ص 286) ((وقد روى النسائي ما يشهد بأن الشك فيها كان من أبي هريرة ولفظه : صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي ، قال أبو هريرة ولكني نسيت أنا)) .
9 – يقول ابو رية (أضواء على السنة المحمدية - ص 285) (( ولما أخذ علماء الجرح والتعديل في البحث عن أحوال الرواة لكي يعرفوا من تقبل روايته منهم ومن ترد ، لم يستطيعوا على كثرة ما بذلوا في هذا البحث من تعب أن يصلوا إلى ما كان ينبغي أن يبلغوه ، ولا تم لهم ما أرادوا أن يحققوه ، لأن بحثهم قد جرى على قدر وسعهم وإمكانهم الإنساني ، ولم يتجاوزوا الظاهر من أحوال الرواة ، ولا تثريب عليهم في ذلك ، لأن الوقوف على أسرار الرجال وبواطنهم محال بل مستحيل)).
10 - يقول ابو رية (أضواء على السنة المحمدية - ص 285) : ((وإن أول ما يبدو لنا في ذلك : أن النبي صلى الله عليه وآله لم يكتب حديثه في حياته كما كتب القرآن حتى يأتي من بعده متواترا كما أتى القرآن - ولم يكتف بذلك بل نهى عن كتابته ، واتبع أصحابه ومن تبعهم أمره فلم يكتبوه ، وكانوا يكتفون بنقله بالرواية ، ولكن لا على أصل لفظه الذي نطق النبي به ، وإنما كانوا يروونه بالمعنى . وظل الأمر على ذلك إلى أن شرعوا في تدوينه - وكان ذلك حوالي منتصف القرن الثاني الهجري ، وقد كان لتأخير التدوين على الدين واللغة ضرر أي ضرر - بله ما أدخله الوضاع والكاذبون من أعداء الدين ، وأصحاب الأهواء ، حتى الصالحون من المسلمين)) .
11 -الاستذكار - ابن عبد البر - ج 5 - ص 450 – 456.
12 - أضواء على السنة المحمدية - محمود أبو رية - ص 379 – 386.
13 - المصدر السابق - ص 396 – 402.
14 – راجع كذلك : صحيح البخاري . و:شيخ المضيرة أبو هريرة - محمود أبو رية.
15 - يمكن مراجعة ذلك في الكثير من المصادر والمراجع غير التي ذكرناها، نذكر منها : الاستذكار - ابن عبد البر - ج 5 - ص 450 – 456. و : الجامع لأحكام القرآن - اسم المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله – تح: أحمد عبد العليم البردوني.