تخريف ، خرافة - المرحوم الشيخ الدكتور الوائلي يسفه مؤلفي الكتب الصفراء
داود سلمان الشويلي
تخريف ، خرافة .
بهاتين الكلمتين وصف المرحوم الشيخ الدكتور الوائلي خطيب المنبر الحسيني الاشهر، ما يقوم به بعض الشيعة في شهر عاشوراء ، ذكرى استشهاد الامام الحسين(ع) ،وقد ذكر رحمه الله ان هناك ايدي خبيثة وراء ذلك ، ولم يذكر تلك الايدي، الا انها معروفة للقاصي والداني.
في قرص مدمج (صوت وصورة) سمعه المسلمون من كل المذاهب في الفضائيات، ومن الاقراص المدمجة، ذكر رحمه الله انه في احد الاعوام عندما كان في زيارة الى لندن، ان شيخا معمما قدم له كتابا مخطوطا باليد وطلب منه قراءته قبل ان يطبعه وينشره ، يقول رحمه الله ، بعد ان قرأ المسودة ،صرخت بوجهه : هذا تخريف ... خرافات ... لقد حولتم قضية الحسين الى شيء مضحك.
وحسب ما ذكره المرحوم الوائلي، فإن الذي وصفه بالخرافة هو:ممارسات اللطم والقامة والزنجيل، الممارسات المذكورة في مخطوطة الكتاب، والتي شرعن فيها المؤلف ما هو ممارس في الواقع الشيعي على انها دين.
واذا كان المرحوم الشيخ الوائلي - خطيب المنبر الحسيني - مشهورا بين المسلمين كافة ،الا ان رب قائل يقول انه خطيب حسب وليس بفقيه مرجع ، نقول لهم : ان الخميني – الفقيه المرجع – حرّم – خط احمر تحت كلمة حرم – هذه الممارسات اللاانسانية ، وكذلك غيره من الكثيرمن المراجع الشيعة.
لا اعتراض حول الاعادة السنوية لذكرى استشهاد الحسين(ع) ، لاستلهام الدروس والعبر من هذه الواقعة الاليمة ، ومن مباديء الحسين ،الا ان الذين يقومون بقراءة قصة المآساة لا هم لهم سوى ذكر الواقعة دون ذكر الدروس والعبر التي على الشيعة المستمعين - على اقل تقدير- ان يستلهموها منها ، الا ما ندر، وكذلك اقامة مواكب اللطم وضرب الرؤوس (القامة) ومواكب ضرب الظهور بالسلاسل (الزنجيل)، هذه الممارسات التي صرخ المرحوم الوائلي بوجه مروجيها بانها تخريف وخرافة.
وقد اختلف علماء المذهب في حليتها او عدم حليتها ، فمنهم من قال بحليتها ، ومنهم من قال بعدمها ، ودارت سجالات طويلة بين جماعة الشيرازي في الستينات التي تريد المحافظة على هذه الشعائر ، وبين جماعة حزب الدعوة التي ترى عكس ذلك وتنهي عنه .
اما الخرافة الثانية التي صرخ بوجه مروجيها المرحوم الشيخ الوائلي فهي المبالغة التي تصل حد اسطرة الشخصية، مما دفع به الى القول ان الحسين هو بشر وابن واقعه، تلك هي خرافة قتل الحسين لـ (12000) من جيش ابن سعد في واقعة الطف.
قال رحمه الله في محاضرته المسجلة على القرص المدمج: لو اعطينا جزارا دجاج بهذا العدد ليجزره، فكم من الوقت يحتاج له، اذا قلنا ان كل دجاجة تجزر خلال نصف دقيقة؟
وبعملية حسابية ، يحتاج الجزار الى:
12000 دجاجة تحتاج الى 6000 دقيقة
6000 دقيقة = 100 ساعة = 4 أيام واربع ساعات
علما ان واقعة الطف استمرت سويعات قليلة.
ولم يكن المرحوم الوائلي بدع من بين علماء وخطاب ورجال الشيعة الذين حاربوا مثل هذه البدع المنقولة من ديانات اخرى غير سماوية – كالهندوسية والابراهمية والبوذيه وبعض الممارسات الفارسية القديمة – وانما كان جهير الصوت بنقدها وتخريفها .
فقد سبقه الى ذلك السيد محسن الامين (1862 – 1952 م): فقد هاجم في رسالته: التنزيه لاعمال الشبيه في العادات الدينية المتبعة في اقامة الشعائر الدينية الحسينية لدى المسلمين الاماميين قائلا : ( البدع المستجدة في الاسلام ، ولا سيما لطم الخدود ، وشق الجيوب ، وجرح الرؤوس ، ودق الطبول ، وضرب الصنوج ، ولبس الاكفان، وإعلاء البكاء على الحسين بن علي في الايام العشرة الاولى من شهر محرم من كل عام ، لان في ذلك إيذاء للنفس ، وإيذاء النفس محرم شرعا وعقلا، ناهيك عن انه لا يترتب على ذلك ، اية فائدة دينية او دنيوية اجتماعية ، وهو من عمل الشيطان، وتسويل النفس الامارة بالسوء.)(ا)
اذن، على الحوزات العلمية – خاصة في النجف - ورجال الدين ، وقراء المنبر الحسيني ، واصحاب المواكب ، محاربة مثل هذه الممارسات اللاشرعية ،و اللاانسانية ، واللاحضارية ، والتي لا فائدة مرجوة منها كما يقول السيد الامين.
---------------------
1 – العقل والشريعة – مباحث في الابستمولوجيا العربية الاسلامية – د. مهدي فضل الله – دار الطليعة بيروت – ط 1 - 1995 .