احترامي ... للحرامي!!!
اغنية سياسية انتقادية شعبية
داود سلمان الشويلي
نص الاغنية:
احترامي ... للحرامي
صاحب المجد العصامي
صبر ، مع حنكه وحيطه
ابتدا بسرقه بسيطه
وبعدها سرقه بسيطه
وبعدها تعدى محيطه
صار في الصف الامامي
احترامي ... للحرامي
***
صاحب النفس العفيفه
صاحب اليد النظيفه
جاب هالثروة المخيفه
من معاشات الوظيفه
وصار في الصف الامامي
احترامي ... للحرامي
***
يولي تطبيق النظام
اولوية واهتمام
ما يقرب للحرام
الا في جنح الظلام
وصار في الصف الامامي
احترامي ... للحرامي
***
يسرق بهمه دؤوبه
يكدح ويملى جيوبه
ويرجي المثوبه
ما يخاف من العقوبه
وصار في الصف الامامي
احترامي ... للحرامي
***
صار يحكي في الفضا
عن نزاهة ما مضى
وكيف آمن بالقضا
وغير حقه ما ارتضى
وصار في الصف الامامي
احترامي ... للحرامي
***
احترامي للنقوص
عن قوانين ونصوص
احترامي للفساد
واكل اموال العباد
والجشع والازدياد
والتحول في البلاد
من عمومي للخصوص
احترامي... للصوص
***
للفن دور كبير في الحياة العامة ، والفن الغنائي – خاصة - له دوره الواسع في ايصال الافكار لو احسن استخدامه، لانه يصل – بعد ثورة الاتصالات : الفضائيات خاصة – الى اوسع مساحة من المستمعين ، لهذا يعتبر اكثر خطرا من الفنون الاخرى.
و الاغنية التي سنتناولها في هذه السطور ، تحمل بين كلماتها هما سياسيا ، لانها تتحدث عن شريحة قليلة ممن وصل الى سدة الحكم ، في الوطن العربي – في الحكومة ، او في البرلمان – وقد وصلوا الى هذه المناصب – كما هو في الظاهر – بالانتخابات – مهما كانت نسبة التزوير في هذه الانتخابات – الا ان هؤلاء الذين وصلوا الى مراكزهم بالانتخابات الديمقراطية !!! ،قد خانوا الناخب – ابناء الشعب – من خلال الفساد الذي استشرى بينهم ، لان الشعب عندما توجه الى صناديق الانتخابات لم يجد امامه سوى هذه الاسماء التي رشحتها احزاب غير وطنية وغير صادقة ، بل ان اغلبها تتحرك من خارج الحدود ، أي انها تنفذ اجندة سياسية غير وطنية .
و لفظة حرامي ، مأخوذ من الاصل ، حرام ، وهو لفظ عام يطلق على كل من يسلك سلوكا محرما ، كالسرقة ، والاحتيال ، وعدم حفظ الامانة ، والكذب... الخ ، لهذا نرى كاتب الاغنية قد استخدم في نهاية الاغنية لفظة (اللصوص) وهي لفظ خاص بكل سارق .
وعن تلك الشريحة اللاوطنية تحدثت اغنية المطربة امال ماهر (احترامي ... للحرامي) التي كتبت بلهجة تجمع بين الفصحى والعامية المصرية (عامية ابناء صعيد مصر) ، هذه الشريحة التي فسدت – بسبب رؤيتها للمال بعد حرمان ، او لاسباب اخرى - عندما وصلت الى مراكز القرار السياسي او الحكم، أصبحت – بحق - تتصف بكل صفات (الحرامية / اللصوص) لابناء شعبهم الذين اوصلوهم الى تلك المراكز، ولم يحفظوا الامانة التي ااتمنوا عليها.
وكاتب كلمات الاغنية ، يقدم ايات الاحترام لمثل هؤلاء بلغة هازئة كراكيترية، لانهم قد تحولوا بين ليلة وضحاها الى :
- يخادعون الشعب (وما يخدعون الا انفسهم )، بتدينهم الظاهري ، وايمانهم بالقضاء والقدر (وكيف آمن بالقضا )– كلمة حق يراد بها باطلا - ، وما اكثر هؤلاء من اصحاب لحى التيوس.
وقضية القضاء والقدر هي التي ترد في اجابتهم لمن يسألهم : من اين لك هذا ؟ فيجيب : ان الله سبحانه هو مقسم الارزاق، وهذا ما كتب لنا في قدر الله وقضائه!!!.
- يخادعون الشعب (وما يخدعون الا انفسهم )، بأعطاء الاولوية من ضمن اهتمامهم للنظام ، بتطبيق القوانين والانظمة (يولي تطبيق النظام ... اولوية واهتمام ).
- وفي الوقت نفسه ، يخادعون الشعب (وما يخدعون الا انفسهم )، بنقوصهم عن تنفيذهم نصوص القوانين والانظمة على الاخرين (احترامي للنقوص ... عن قوانين ونصوص)، اما على انفسهم ، فهم فوق تلك القوانين والانظمة.
- يخادعون الشعب (وما يخدعون الا انفسهم )، بالادعاء بنظافة اليد (صاحب النفس العفيفة ... صاحب اليد النظيفة).
- يخادعون الشعب(وما يخدعون الا انفسهم ) ، بإدعائهم انهم حماة له، الا انهم يسرقونه في الظلام ، بطرق ملتوية(ما يقرب للحرام... الا في جنح الظلام) (حاميها حراميها).
- يخادعون الشعب(وما يخدعون الا انفسهم )، من خلال جلوسهم في الصفوف الامامية (وصار في الصف الامامي) ، بمعنى انهم تربعوا في مكان ليس مكانهم الحقيقي ، واليد تحمل المسبحة ذات المئة خرزة وخرزة واحدة ، يزينون اصابعهم بخواتم الفضة – خشية أن يصيبهم عذاب من يكنز الذهب والفضة.
والصورة التي تقدمها الاغنية لمثل هؤلاء، هي صورة صادقة لما في الواقع .ان الشخص ذاك ، يبدوا للناس من حوله – خاصة في فترة الانتخابات – على انه قد بنى مجده العصامي بنفسه وبشرف ، وبالحصول على امواله بالحلال ، انه (صاحب المجد العصامي) .
يأتي الى المنصب فقيرا ، حافيا ، لا يملك سوى راتبه القليل كحال الناس الاخرين ، الا انه بعد خروجه من منصبه البرلماني او الوزاري ، يكون قد جمع ثروته الهاله ولسان حاله يقول إنه: (جاب هالثروة المخيفة ... من معاشات الوظيفه).
يا للمفارقة العجيبة ، المبكية المضحكة، وكذلك غير المعقولة.
يبدأ هذا الشخص بالسرقة البسيطة (صبر، مع حنكه وحيطه)– ان كان ذلك اثناء حصوله على منصب ما ، او قبله - ، ثم يوسع محيط سرقاته (ابتدا بسرقه بسيطه ... وبعدها سرقه بسيطه ... وبعدها اتعدى محيطه) ، الا انها سرقات غير واضحة للعيان ، لانها تتم في السر ، وفي الظلام.
ماذا ينتج بعد ان يصل مثل هؤلاء لسدة الحكم؟
النتيجة :
1 – تفشي الجشع و الفساد .
2 – سرقة اموال الشعب.
3 – تحول ما هو عام للشعب الى ما هو حاص يتحكم به مجموعة قليلة جدا من الفاسدين.
تحية لكاتب كلمات الاغنية ، وتحية لصاحب اللحن المقتدر الذي قدمت به كلماتها ، وتحية للصوت الذي انشدها بكل اقتدار ، صوت الفنانة (امال ماهر ).
الجمعة، 25 آذار، 2011