أنقراض الكائنات الحيه علي الارض

أنقراض الكائنات الحيه علي الارض أشار فريق من الباحثين بجامعة كالفورنيا بركلى 1980 الى أن الأنقراض الشهير القاتل للدينوصورات قبل 65 مليون سنة حدث بسرعة نتيجة كارثة بيئية يعتقد بأنها بسبب أصطدام نيزك (كويكب) بالأرض , ولقد جاء هذا الأعتقاد من عدة دلائل أهما وجود بصمة للنيزك القاتل ( قدر قطرة بنحو 10 كم ) على شكل حفرة ارتطام مختفية فى سهل منبسط بشبة جزيرة يوكاتان بالمكسيك , كما وجدت آثارا خلفتها الصدمة فى الغبار المترسب على شكل طبقة سميكة من عنصر فلزى نادر من الإيريديوم وهو عنصر نادر على الأرض ولكنة شائع فى مواد أصلها جاء من خارج الكرة الأرضية من خلال ما تقوم به النيازك من رشق الأرض . كما فتات التصادم التى تحتوى على حجارة متأثرة بغط التصادم مبعثرة عبر الكرة الارضية تشهد على ذلك , كما وجد جزيئات تسمى كريات بوكى buckyballs الكربونية تتميز بأحتوائها على غازات كونية من خارج الكرة الأرضية حبيسة داخلها تضيف برهانا آخر . والسؤال الذى يطرح نفسه إذا كان الأنقراض الأخير كان بسبب ارتطام النيزك بالأرض فسبب كارثة بيئية فيما يشبة الزلزال والذى آدى الى انقراض صور الحياة وقتل كل الحيوانات الكبيرة مثل الديناصورات ¸فما سبب الأنقراضات الأخرى التى أبادت أشكال الحياة على الأرض خمس مرات فى أثناء 500 مليون سنة مضت من عمر الأرض ؟ فقد جرى أول حدث من هذا النوع فى نهاية الدور الأوردوفيسى قبل نحو 443 مليون سنة , أما الحدث الثانى فقد كان فى نهاية الدور الديفونى قبل 374 مليون سنة , والثالث كان نهاية الدور البرمى والمسمى بالنفوق الكبير وقد كان قبل نحو 251 مليون سنة , أما الرابع فقد كان قبل 201 مليون سنة عند أنتهاء الدور الترياسى وأدى ايضا الى نفوق واسع للكائنات الحية على الأرض ؛ أما آخر الأنقراضات وهو الخامس فكانت مع نهاية الدور الكريتاسى قبل نحو 65 مليون سنة وهو المشهور بأنهاء حياة الديناصورات أثبتت البحوث الجيولوجية الى أن الأنقراض الثالث البرمى والرابع الترياسى كانت نتيجة سلاسل من العمليات استغرقت مئات الألوف من السنين والدليل استمد من أرتفاع الكربون الجوى وأنخفاضة المعروف بدورة الكربون الذى تم الحصول علية حديثا والذى يشيرالى أن الغلاف الحيوى قد تعرض لسلسلة طويلة الأمد من الأذى البيئىأكثر من تعرضه الى لضربة كارثية واحدة يشير نظير الكربون 13 (C13) الموجود فى الطبقات الجيولوجية الى آليات عمل طويلة آلامد تدعم انقراضيين من الأنقراضات الخمسة السابقة الذكر فنظير الكربون 13 يكون أكثر غزارة فى الغلاف الجوى عندما تكون النباتات البرية والبحرية مزدهرة . وعندما تنفق الحياة النباتية نفوقا جماعيا ينخفض الكربون 13 فى الغلاف الجوى أنخاضا متناسبا مع ذلك وبمقارنة عينات قديمة من الكربون المعيارى الشائع تكتشف أنخفاضات كبيرة ومتعددة فى نسبة الكربون 13 أرشدت الى حدوث كوراث بيئية فى نهاية الدور البرمى والترياسى كما يشير اليها الرسم التالى . أضغط لتري الصوره قبل نصف عقد تقريبا ظهرت دلائل على حدوث ما سبق من خلال دراسة بعض الجيولوجيين وعلماء الكيمياء الحيوية وبحثهم عن دلائل جيوكيميائية من أستخلاص حفائر كيميائية تعرف بالمؤشرات البيولوجية وهى بعض الكائنات الحية التى تخلفت جزيئاتها العضوية التى لا تتحلل بسهولة ودفنت فى الصخور الرسوبية , حيث تستخدم كدليل على أشكال الحياة فيما سبق مستخدمين فى تلك الدراسات قياس الطيف الكتلى mass spectrometry وهى تقنية لفرز الجزيئات وتمييزها حسب كتلتها . فقد أوضحت مثل تلك الدراسات أن مياة البحار فى العالم حدث لها أكثر من مرة أنخفاض فى نسبة الأوكسجين الذى أدى الى نفوق الكائنات البحرية جميعا وهى حالى تسمى حالة الأرتجاع anoxia ومن بين المؤشرات البيولوجية المكتشفة بقايا عدد كبير من البكتريا الكبريتية الخضراء والأرجوانية فى البيئات البحرية والتى تقوم بعمليات التمثيل الضوئى أعتمادا على غاز كبريتيد الهيدروجين H2S وهو غاز سام لمعظم أشكال الحياة , فأن غزارتها عند حدود الأنقراضات تفتح الطريق أمام تفسير سبب حدوث الأنقراضات الجماعية السابقة البكتريا الكبريتية الخضراء والأرجوانية تستعمر نبعا حارا وتعيش فى مياة خالية من الأوكسجين ولكنها غنية بكبرتيد الأيدروجين وهى ظروف مماثلة لظروف الانقراض الجماعى , حيث نجد ذلك ظاهرا عند أنطلاق غاز كبرتيد الهيدروجين بالقرب من شواطى ناميبيا على شكل دومات خضراء شاحبة على سطح المحيط والتى تنتج من تجمع كبرتيد الهيدروجين فى رواسب قاع المحيط وتملأ رائحة الكبريت الهواء ويكتسى سطح الماء بالأسماك الميتة وتهرب السرطانات التى تعانى من الحرمان من الأوكسجين الى شواطئ أخرى خوفا من السمية (صورة بالقمر الصناعى ) أما عن تفسير نقص الأوكسجين فيرجعة العلماء الى النشاط البركانى الكبير المرافق لمعظم الأنقراضات الجماعية يؤدى الى رفع نسبة ثانى أكسيد الكربون وخفض الأوكسجين فى الجو وهذا بدورة يؤدى الى أرتفاع فى درجة حرارة الغلاف الجوى بدرجة كبيرة ويفسر النوذج الانقراض الجماعى وكيف أمكن للأحترار العالمى الشديد من أن يحدث النفوق الجماعى فى البحر واليابسة . فالأضطرابات التى تبدأ بنشاط بركانى واسع يطلق ثانى أكسيد الكربون والميثان (1) فتسبب تلك الغازات الأحتباس الحرارى (2) ويمتص البحر والمحيط الأدفأ كمية أقل من الأوكسجين من الغلاف الجوى (3) والتى تؤدى الى ظاهرة الأرتجاع والى عدم استقرار خط التغير الكيميائى حيث تلتقى المياة المؤكسدة بالمياة المزودة بكبريتيد الهيدروجين الذى تطلقة البكتريا اللاهوائية القاعية (4) وكلما زاد نسبة كبرتيد الهيدروجين وقل الأوكسجين أرتفع خط التغير الكيميائى الى سطح البحر (5) فتقوم البكتريا الكبريتية الخضراء والارجوانية بالتمثيل الضوئى واستهلاك كبرتيد الهيدروجين وتنتج الكبريت وينتشر ايضا كبريتيد الهيدروجين فى الغلاف الجوى مما يؤدى الى أختناق الكائنات الحية على اليابسة وترتفع تلك الغازات الى طبقة الأستراتوسفير لتتلف طبقة الأوزون فتقتل اشعة الشمس الفوق بنفسجية ما تبقى من صور الحياة النباتية والحيوانية على الأرض . يبلغ غاز ثانى أكسيد الكربون فى الوقت الحاضر 385 جزء فى المليون وهو مرشح لأن يرتفع من 2 – 3 جزء فى المليون كل سنة . وغذا أستمرت هذه الزيادة بنفس المعدل فقد يقترب ثانى أكسيد الكربون من فى نهاية القرن القادم من 900 جزء فى الملبون أى قريب من المستويات التى وصل اليها قبل الأنقراض الباليوسينى قبل نحو 54 مليون سنة فهل نتجه نحو أنقراض أخر ؟