المدير .
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 المدينة : https://birelater1.mam9.com المهنة : اعلام الي وبرمجيات الهواية : الرياضة الادب العربي الشعر والسياحة الدولة : الجزائر السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: مقالات فلسفية... الثلاثاء يناير 19, 2010 1:34 am | |
| هل المجرم المسؤول الوحيد عن جرائمه؟ المقدمة : ان الحديث عن المسؤولية يقودنا الى الحديث عن فكرة الجزاء فاذا كانت المسؤولية هي تحمل الفرد لنتائج افعاله فالجزاء هو النتيجه المتريبة عن تحمل المسؤولية اذ لايمكن ان تستقيم الحياة الاجتماعية الا بتحديد المسؤوليات ولا فائدة من تحديد المسؤوليات دون تطبيق الجزاء لكن المشكلة التي تواجه عملية تطبيق الجزاء هي مشروعيته بمعنى هل كل انسان يقوم بفعل يكون وحده هو المسؤول او بمعنى آخر اذا صدر عن الإنسان فعل شر فهل نعتبره مجرما ونحمله وحده نتائج الفعل أم إن هناك إطرافا أخرى يجب إن تتحمل معه نتائج فعله؟ التحليل: المجرم مسؤول وحده عن جرائمه: ان الجزاء في نظر فلاسفة الاخلاق هو الثواب والعقاب والجزاء في الاصل هو الفعل المؤيد بقانون كالعقاب الذي يفرض على من ارتكب الجريمة فاذا تعمد شخص الحاق ضرر بأخر فليس من المعقول الا نعاقبه بل نجد المبرر الكافي الذي يدعونا لعقابه فالعقاب هنا مشروع وعادل كون الإنسان حر وعاقل وهذا نجده عند أصحاب النزعة العقلية ومنهم أفلاطون قيما قال ان الله بريء والبشر هم المسؤولون عن اختيارهم الحر .وقال كانط ان الشرير يحتار فعله بإرادته بعيد عن تأثير الأسباب والبواعث فهو بحريته مسؤول ونجد هذا الموقف عند المعتزلة الذين يقولون ان الانسان يخلق افعاله بحرية لأنه بعقله يميز بين الخير والشر فهو مكلف مشؤل والغرض من العقاب في نظر هذا الإتجاه هو مجازاة المجرم بحسب جريمته. مناقشة: ولكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فانه لايمكن إهمال طبعه وظروفه فالإنسان خاضع لحتميات تجعل اختياره محدودا. المجرم لايعتبر وحده المسؤل عن الجريمة: إن الدراسة الحديثة في علم النفس وعلم الاجتماع أثرت كثيرا على المشرعين وغيرت نظرتهم إلى العقوبة والغاية منها وإلى المحرم وأساليب التعامل معه مما أدى بالمحتمع إلى الانتقال من التفكير فيعقاب المجرم إلى التفكير في علاجه وإعادة إدماجه وتكييفه مع الجماعة وهو ما نجده عند أصحاب النزعة الوضعية ومنهم لومبرزو أحد ممثلي المدرسة الإيطالية في علم الإجرام (1835-1922 الذي يرى أن المجرم يولد مزودا تاستعداد طبيعي للإجرام وكذا فيري1856-1922عالم إيطالي في الإجرام يرى أن المجرم لا يولد محرما ولكن تصنعه ظروف بيئيته الاجتماعية الفاسدة فالجريمة نتيجة حتمية لمجموعة من المؤثرات لا بد عند توافرها من وقوع الفعل الإجرامي كالبطالة والسرقة . كما نجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند الجبرية حيث يرون ٌأن الإنسان أمام علة أفعاله فهو مجبر على فعل الفعل بعلة نا فلا اختيار لإرادة الإنسان أمام إرادة الله المطلقة ٌ وهؤلاء عموما يركزون على الحزاء الإصلاحي . مناقشة:لكن الأخذ بهذا الموقف يلغي المسؤلية والجزاء لأن التسامح مع المجرم يزيد في عدد الإجرام وهذا يجعلنا نتساءل على من تقع التبعة وهل نهمل الضحية ؟ المجرم مسؤل عن جرائمه مع مراعاة مختلف ظروفه ودوافعه للإجرام: في كل من هذين الاتداهين نجد بعض النقائص فالاتجاه العقلي يهتم بالجريمة ويهمل المجرم وكأن العقوبة غاية في ذاتها .كما أ، الإتجاه الوضعي يهتم بالمجرم يهمل فضاعة الجريمة وكأ، المجرم لا ذنب له . إن العقاب الإنتقامي يجعل من المجرم عدوا لدودا لمجتمعه كما أن الجزاء الإصلاحي قد يشجع المجرم على الإجرام وعليه فالمجرم يجب أن ينال العقاب لانه مسؤل عن جرمه لكن العقوبة تتحدد تبعا للظروف و الدوافع التي دفعته للإجرام . الخاتمة:بناء على ما سبق نستنتجأن القول بالعقاب أو القول بالإصلاح فيه اعتراف ضمني بمدى مسؤلية المجرم عن جيمته غير أن تحديد مستوى المسؤلية ودرجة العقوبة يكون حسب شدة وفضاعة الجريمة .وعليةه فإن وصمة الإجرام تيقى عاقة بالمجرم مهما كانت الدوافع وقد جاء في القرآن الكريم ((ولكم في القصاص حياة )) | |
|