المدير .
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 المدينة : https://birelater1.mam9.com المهنة : اعلام الي وبرمجيات الهواية : الرياضة الادب العربي الشعر والسياحة الدولة : الجزائر السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي الأحد نوفمبر 01, 2009 11:28 am | |
| مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي إن الباحث ليفاجأ حين يحاول ولوج بنية العادات والتقاليد الجاهلية، من خلال الكتب، ففي كل منحنى ثمة عادة أو تقليد، يشكلان كوَة نجاة للفرد والجماعة إزاء صعوبات جمة قد تعترض سبل حياتهم. ولعل الخطوة المنهجية الأولى التي يجدر البدء بها، هي محاولة التفريق بين مفهومي العادة والتقليد في سياق عملنا. والأمر شاق دونه خرط القتاد، نظرا للتماس بين عناصر السلوكين الفردي والجماعي من جهة، واختلاط الدلالات والرموز والوظائف الاجتماعية بعضها ببعضها الآخر، من جهة أخرى؛ فضلاً عن أن الأبحاث الأكاديمية، في هذا المجال، تتسم بالإبهام والغموض في مجملها، خلا لمعات قليلة مبثوثة في شذرة هنا، أو في شذرة هناك، لا تفي بغرض الباحث في هذا المضمار. والسمة الغالبة للآراء في العادات و التقاليد، هي سمة الخلط وعدم الوضوح. يقول 'سابير': «العادات الاجتماعية، مصطلح يستعمل للدلالة على مجموعة الأنماط السلوكية، التي تحتفظ بها الجماعة مَعْلَماً تقتفي آثاره تقليدياً» . ويقول جبلين: «العادات الاجتماعية، هي سلوك متكرر، يُكْتَسَب ويُتَعَلَم ويمارس ويتوارث، اجتماعياً» . ويقول لَمْبِرْج عن التقاليد:«إنها الذكريات والتقارير الشفوية، للعادات والأعراف القديمة، وللتجارب الماضية التي مرت بها الجماعة» . أما إبراهيم مذكور، فقد حاول التفريق بين دلالتي العادات والتقاليد، بقوله: «العادات السلوك المكتسب، الذي يشترك فيه أفراد شعب معين، وتعد هذه العادات معايير ينظر إليها، على أنها ذات قيمة اجتماعية من شأنها أن تحدث رد فعل في المجتمع، يتمثل في الفزع والاستهجان والاستياء والاشمئزاز؛ الأمر الذي يبرر توقيع جزاءات، على المخالف الذي يتعدى حرمها»1. وقعات وغارات ومعارك دارت بين العرب في العصر الجاهلي تناقل الرواة قصصها مع ما صحبها من أشعار. دارت معارك هذه الأيام بين قبائل العرب فيما بينها، وقليل منها دار بين الفرس والعرب. أكثر هذه الأيام وقع بين العدنانيين (عرب الشمال) بسبب شح موارد الصحراء. غير أنهم في بعض الأحيان أحسوا وطأة القحطانيين (عرب الجنوب) عليهم فناهضوهم في معارك سجلتها البيئة العربية. ليست البيئة العربية في العصر الجاهلي محض وثائق عسكرية تتحدث عن وقعات حربية، وتصور روحًا قتالية مستمرة، ولكنها ذات محتوى درامي ورسالة أدبية ووظيفة ملحمية تكتسبها من الصوت الإبداعي المنبثق من وجدان الأمة العربية. تورد بعض المصادر المعارك التي خاضها الرسول ³ضمن البيئة العربية. ويقسِّم بعضها البيئة العربية إلى أيام قبل الإسلام وأيام بعد الإسلام. غير أن المعارك الإسلامية غلب عليها وصف المغازي. وتناقش هذه المقالة البيئة العربية في الجاهلية من حيث احتواؤها على تفاصيل المعارك والأحداث التاريخية ومن حيث قيمتها الأدبية بما اشتملت عليه من الروايات المتناقلة نثرًا، وسير أبطالها الملحمية التي تمثل جانبًا مهمًا في بنية الشخصية العربية الجاهلية. يرى بعض الباحثين أنه لا يصح للمؤرخ المحقق الاعتماد على البيئة العربية مصدرًا من مصادر التاريخ الجاهلي، ذلك أن أحداثها مظنة للشك بسبب رواياتها المتناقلة شفاهة. ثم إن للرواة من الغرض والهوى ما يدفعهم لتفضيل بعض القبائل المتنازعة على بعض بحكم انتمائهم العصبي. ولكن هؤلاء الباحثين لا ينكرون أن لها من الفائدة التاريخية نصيبًا يتمثل في إشاراتها إلى طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين العرب وغيرهم من الأمم كالفرس والروم والعرب فيما بينهم. أكثر البيئة العربية غارات تقع في يوم واحد وقليلاً ما استمرت المعارك أكثر من يوم واحد، ولكن بعض الأيام استمرت معاركها إلى عشرات الأعوام مثل أيام داحس والغبراء وأيام البسوس. واشتملت هذه المعارك على عدة أيام مشهورة بين أيام القتال فيها، وكانت تتخللها فترات من الترقب ـ قد تطول ـ بين معركة وأخرى. ويعني اليوم النهار دون الليل إذ كانوا يتوقفون عن القتال في الليل ليعاودوا الاقتتال غداة اليوم التالي. وكان من عادة الجاهليين الإغارة صباحًا وقليلاً ما دارت المعارك ليلاً. ومن أشهر صرخاتهم " يا سوء صباحاه" يصيح بها الصريخ في قومه إعلامًا بزحف الأعداء نحوهم. الشعر في أيام العرب كانت أحداث البيئة العربية عاملاً مهمًا في شحذ القرائح وتهييج العواطف وتحريك الدوافع في نفوس الشعراء لقول الشعر. فهم يقولونه قبل المعركة لإثارة الموتورين وتأليب الرجال ودعوة الحلفاء. ويقولونه في أثناء المعارك لتشجيع المنخذلين والخائرين. ويقولونه بعد المعركة ازدهاء بالنصر أو تسويفًا للهزيمة أو رثاءً للرجال الذين فجعت بهم القبائل. ولذا فإننا نطالع هذا الفيض الغامر من التراث الشعري المرتبط بأحداث الأيام. والشعر عند الجاهليين ينمو ويزدهر في أيام الحرب ويذوي ويضمر عند خمودها. كان أكثر شعر الأيام الذي يقال في أثناء المعركة رجزًا، لما له من خفة تناسب جو المعارك، ولسهولة نظمه قياسًا إلى بحور الشعر الأخرى. وغلب على أراجيز المعارك القِصَر، إذ لا تعدو مهمتها أن تكون بث الحماسة في نفوس الرجال. ثم إن جو المعركة لا يسمح بالإطالة التي تشغل الرجال عن القتال. ومن أمثلة ما ارتجز به الشاعر الجاهلي أثناء المعركة قول امرأة من عجل في يوم ذي قار تحض آل بكر على قتال الفرس: إن تَهْزِموا نعانق ونفرش النمارق أو تُهْزَموا نفارق فراق غير وامق أما الشعر الذي كان يقال عقب المعارك فقصائد مطولة متنوعة في بحورها وأغراضها. تستمد هذه القصائد صورها من مشاهد المدن والحرب والضرب، والكر والفر، والرماح المشرعة، والسيوف المسلولة. وقيل هذا الشعر في الحماسة والفخر والرثاء والمدح والهجاء والوعيد والتحذير والعتاب والاعتذار عن الهزيمة والحكمة. اتسمت معاني هذا الشعر بما اتسمت به معاني الشعر الجاهلي من حيث إنها مستمدة من بيئة العربي الجاهلي محدودة العناصر. فهي تمثل مظاهر الطبيعة حوله من نهار وليل وجبل وسهل وحر وقر، وما حوله من حيوانات وطيور وأدوات يستخدمها في حياته البسيطة. وهذا الشعر بطبيعة الحال بعيد عن الخيال الخصب الذي يعكس الإحساس بصور متخيلة غير مرئية. يقع أكثر الشعر العربي المنحول في الشعر الذي قيل في البيئة العربية؛ فقد اجتمع لها من الأسباب ما يسَّر انتحال شعرها. ومن هذه الأسباب: 1- لم يكن شعر الأيام مدوَّنًا شأنه في ذلك شأن الشعر الجاهلي عامة، وإنما اعتمد على الرواة الحافظين. وفي ذلك ما فيه من ضعف يعتري الحافظة البشرية. 2- ثم إن التعصب القبلي للرواة أسهم بباع طويل في هذا النحل بما يبعثه من دوافع إلى تحريف الأحداث واختلاقها وما يصاحبها من شعر. 3- أصبحت الأيام بفعل توالي العصور مادة قصصية يأنس الناس إليها، مما حدا بالرواة إلى تنسيق حوادثها لتغنى بجانب تشويقي يشبع لهفة السامع والقارئ، وانعكس ذلك على أشعارها. حفلت المعلقات بذكر البيئة العربية، إذ إن شعراءها ينتمون إلى هذه القبائل المتنازعة، ومنهم من كان فارسًا شارك في معاركها. ومن أشهر ما ورد في المعلقات من شعر يتصل بالبيئة العربية ماجاء في معلقة زهير من ذكر لحرب داحس والغبراء ومدح للسيدين هرم بن سنان والحارث بن عوف اللذين أصلحا بين قبيلتي عبس وذبيان، يقول زهير: يمينًا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم تداركتما عبسًا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم وقد قلتما إن ندرك السلم واسعًا بمال ومعروف من القول نسلم فأصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها عن عقوق ومأثم عظيمين في عليا معد هديتما ومن يستبح كنزًا من المجد يعظم كما حفلت نقائض جرير والفرزدق بذكر هذه الأيام، إذ أن أثرها على العرب ظل ممتدًا إلى عصرهما. أشهر أيام العرب تشير المصادر إلى استحالة حصر البيئة العربية في عدد معلوم لكثرتها، وقد أشار بعضها إلى 1,700 يوم، وبعضها إلى 1,200 ، وبعضها إلى 75 يومًا. من أشهر هذه الأيام ما وقع بين العرب والفرس، وما وقع بين القحطانيين والعدنانيين، وما وقع من أيام داخلية بين القحطانيين أنفسهم أو العدنانيين أنفسهم. أيام بين العرب والفرس. وقع بين العرب والفرس يومان هما: يوم الصفقة ويوم ذي قار، وأشهرهما يوم ذي قار. يوم ذي قار حرب جرت بين العرب والفرس بعد ظهور الإسلام ولكن مصنفات الأيام تدخله ضمن البيئة العربية مع بعض ما وقع منها بعد البعثة كيومي الشيطين وسحبل لكونها محض حروب جاهلية في بواعثها. وتتلخص قصة هذا اليوم في أن كسرى سمع وشاية عن النعمان بن المنذر وأرسل إليه كتابًا يطلب فيه أن يُرسل إليه بعضًا من حرائر فتياتهم، فأبى النعمان ذلك. وطلب كسرى النعمان في المدائن فأيقن بالهلاك وسار حتى استودع أهله وأمواله هانئ بن مسعود من بني بكر بن وائل. قتل كسرى النعمان وبعث يطلب من هانئ بن مسعود ما خلَّفه النعمان عنده، فأبى هانئ ذلك. عزم كسرى على الإغارة على بني بكر ابن وائل فنصحه بعض مستشاريه من العرب أن ينتظر حتى الصيف حيث ترد بكر ماءً يقال له ذو قار ففعل كسرى. ولما حان الصيف ونزلت بكر بذي قار أتاهم جند كسرى مع حلفائهم من العرب، وخيَّرهم قائد الجند بين أن يعطوا ما بأيديهم أو يأذنوا بحرب. فاختاروا الحرب بعد ما جرى بينهم من مشورة. تقابل الجيشان، فخرج قائد من قواد كسرى يطلب المبارزة فبرز له يزيد بن حارثة من بني يشكر وشد عليه بالرمح فقتله. ثم تحرك رجال من بني بكر وكمنوا لجيش الفرس كمينًا في مكان يقال له الجبئ، ثم خرجوا عليهم وشدوا على قلب الجيش وولت بعض أحلافهم هاربة، وانهزم الفرس وتبعتهم بكر تقتلهم بقية يومهم. تأثر العرب كثيرًا بهذا اليوم إذ إنه أول يوم تهزم فيه العرب الفرس، فقالوا فيه شعرًا كثيرًا، من أشهره قول الأعشى: لما رأونا كشفنا عن جماجمنا ليعلموا أننا بكر فينصرفوا قالوا البقية ! والهندي يحصدهم ولا بقية إلا السيف فانكشفوا لو أن كل معدّْ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف فهرس العادات والتقاليد والمظاهر العقلية في العصر الجاهلي الرقم العادات والتقاليد والمظاهر النــص 01 أدب المائدة إن الآداب الاجتماعية، قد أخذت بحظ وافر من العادات، ولعل أدب المائدة كان له الصدارة بين تلك الآداب، فالعرب في البداية كانت عادتهم متعلقة بأدب الولائم أن يختصوا كل مناسبة بوليمة1كما ورد في المثل: كل الطعام تشتهي ربيعة: الخُرْسُ والإعذار والنَقِْيعَهْ. 02 عادة التزوار إنه لمن البديهي أن يكون تماسك عناصر بنية العلاقات الاجتماعية، من عادة التزوار، التي ينبغي لها أن تكون في "منزلة بين منزلتين" فلا جفاء ولا إفراط؛ مصداق ما ورد في أمثالهم: "زر غبا تزدد حبا"2؛ والغب في الأصل أوراد الإبل، وهو أن ترد الماء يوما، ثم تعود؛وقد استعبر في نص المثل،للدلالة على نمطية التزوار المستحبة. 03 أعراف حسن الضيافة أ- تقديم المضيف الأكل والشرب بنفسه:أدم الولائم وعادة التزوار في الجاهلية، يتناغمان مع أعراف عاشتها الجاهلية، وكانت بمثابة قوانين لا محيص عنها، فلا يكفي البتة في العرف الاجتماعي الجاهلي، أن يقدم المضيف لضيفه الأكل والشرب فحسب، بل ثمة كيفية لهذا التقديم، فمن حسن الضيافة عندهم أن يقدم صاحب الدار بنفسه المأكول والمشروب، لا أن يدل الضيف على مكان وجودهما، ويشير إليه إلى تناولها. ب- المسامرة: من حسن الضيافة، بعد تقديم الأكل والشرب مصحوبين بالترحيب، أن يسامر الضيف ضيفة إن بات ليلة عنده، حتى يغلبه النوم فقد ورد في المثل: "إن غدا لناظره قريب" 04 عادة لبس العمامة إن هذه العادة مثلى، ونعتناها بالمثلى لأنها بذاتها مثل صامت ناطق، عن السيادة والعصبية أول ما يلفتنا في العمامة إسمها الأصلي، العصابة، وسميت بذلك لأنها تعصب بالرأس؛ وفي عصبها، دلالة عصبية على السيادة والمحاماة والمدافعة والمناصرة. 05 عادة حمل العصا في السياق العصبي نفسه، ترد عادة حمل العصا عند الجاهليين، وكانت مترافقة أكثر الأحايين مع لبس العمامة1،ومما يؤثر عنهم في هذا المجال القول: إن العيدان جواهر كجواهر الرجال. شرح لبعض الكلمات الصعبة الكلمــة شرحهـــا النقيعه وهي اللبن المحض العصيبة كتان يلف على الرأس العيدان جمع عود وهو العصا إبن منظور: اللسان، مادة العصا
| |
|