المكتبات المدرسية وتكنولوجيا المعلومات بين الواقع والطموح
كاتب الموضوع
رسالة
OJO مدير عام OJO الادارة العامة
عدد الرسائل : 28 العمر : 47 المدينة : https://birelater1.mam9.com المهنة : اعلام الي الهواية : اعلام الي السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/02/2009
موضوع: المكتبات المدرسية وتكنولوجيا المعلومات بين الواقع والطموح الأحد نوفمبر 01, 2009 12:23 pm
المكتبات المدرسية وتكنولوجيا المعلومات بين الواقع والطموح (1)
يوسف أبو يكر يوسف جلاله
مقدمة: أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم (1) صدق الله العظيم القراءة من أهم المهارات الضرورية ، واللازمة للفرد كي ينجح في حياته الخاصة والعامة وهذه الأهمية تنبع من كون القراءة وسيلة من الوسائل الأساسية للتفاهم ، والاتصال ، والتواصل بين أبناء الجنس لشري وهي سبيل لا غنى عنه في سبيل توسيع آفاق الفرد العلمية والمعرفية ، وإتاحة الفرص أمامه للاستفادة من الخيرات الإنسانية وذلك كله يؤمن له العوامل الأساسية للنمو العقلي والانفعالي ، والاجتماعي . وقد أصبحت القراءة في الوقت الحاضر معياراً من المعايير التي يبعث بها تطور أي مجتمع لمي ومعرفي . وقد أكد الفيلسوف الإنكليزي "فرانسيس بيكون" أن القراءة تصنع الإنسان الكامل(2). وذهب الشاعر الفرنسي "فولتير" إلى أبعد من ذلك ، حين رأى أن الذين يقودون الجنس البشري ، هم الذين يعرفون كيف يقرؤون وكيف يكتبون(3). ولا شك أن في ذلك تاكيداً واضحاً على أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها منذ المراحل الأولى لتعلمها ، والقراءة المقصودة هنا هي القراءة والواعية الذكية الناقدة التي تنفذ على ما وراء الظواهر المكتوبة وتكشف عن العلامات بينها والسيطرة عليها . ويعد اختراع الكتابة أعظم اختراع في الإنسانية قاطبة، ولا يدانيه اختراع في أهمية النتائج التي ترتبت عليها ، فبالكتابة أصبح الإنسان إنساناً ، واختراع الكتابة يسجل انقضء عهد قديم وبداية عهد جديد، إذ أن التاريخ يبدأ بالكتابة في حين أن عصور ما قبل التاريخ تتميز بفقدان الكتابة وتراث الإنسانية العظيم في العلوم والآداب لم يكن من الممكن أن يصلنا لولا الكتابة . ونحن في أمس الحاجة إلى التنويه بالمكتبات وأهميتها ، وذلك لأن البحث والتمحيص والتأليف لا يمكن أن يتم بدون مكتبات غنية ومنظمة تنظيماً جيداً . وقد أصبحت الخدمة المكتبية من أهم أدوات المجتمع الحديث ، وأقلها من حيث التكلفة وأثبتها من حيث الفائدة . إن مراحل الدراسة قبل الجامعة وبالأخص مرحلة التربية الأساسية تتحمل أكبر المسؤوليات في إعداد المواطن ، وتنشئته تنشئة اجتماعية وتحقيق نموه بشكل متوازن من الجوانب الجسديةو والنفسية والأخلاقية والعلمية ، وتزوده بالقدر اللازم من المعارف والاتجاهات التي تمكنه من شق طريقه في ميادين الحياة العلمية ، وإعداداه لمتابعة دراسته الجامعية (4). وتعد المكتبة المدرسية في هذه المراحل عاملاً فعالاً في ترجمة هذه الأهداف والمبادئ إلى حقائق لأنها المكان الذي تتكون فيه عادة المطالعة وحب البحث وينمو فيه الميل إلى القراءة الجادة الواعية والرغبة في الرجوع إلى المراجع والمصادر ، والاطلاع على الجديد في ميادين المعرفة. وقد كانت المدرسة في الماضي تعتمد اعتماداً كبيراً على الكتب الدراسية المقررة وكان التعليم يتم عن طريق التكرار فالحفظ هو غاية التدريس ، أما اليوم فإن التربويين يأملون الإسراع بالعملية التعليمية وتطويرها. واصبح للمكتبة دور تزداد أهميته في طرائق التدريس الجديدة ، فمخزون المكتبة من الكتب والصور والنشرات والخرائط والأفلام والصور العلمية غير المتحركة . والتسجيلات المسموعة والمرئية وكل المواد المكتبية المطبوعة ويجعل منها منجم ذهب لكل دارس ومتعلم، تلميذاً كان أم مدرساً ، وقد أدركت لدول المتقدمة ومنظمة اليونسكو أهمية المكتبات المدرسية في التربية الحديثة فاهتمت بإنشائها و العناية بها ودعت إلى إقامتها والتوسع فيها وأوصت في العديد من مؤترماتها بدعمها وجعلها حجر الأساس في سبيل بناء جيل تربوي سليم لأنها واحدة من أهم الركائز العلمية التي تقوم عليها المدرسة الحديثة(5) . أما حاجة الدول العربية عام والجماهيرية الليبية بوجه خاص إلى المكتبات المدرسية فهي أكثر من حاجة الدول المتقدمة لها : لأن المدرسة عندنا كثيراً ما تقوم مقام الأسرة والبيئة المحلية في تربية الناشئة وإعدادهم للحياة العلمية . ولذلك تقع على المكتبة المدرسية مهام مضاعفة تخرجها من حدود دائرة تدريس الكتب المقررة إلى آفاق معرفة أوسع، وفي مقدمتها ترسيخ عادة القراءة لدى التلاميذ بحيث تصبح بحيث تصبح اتجاهًا أصيلاً عندهم ويصبح الكتاب رفيق العمر الذي لا يستغنون عنه أبداً وتصبح المكتبة المكان الذي يترددون عليه من حين إلى آخر للانتفاع بها والإفادة منها ومن محتوياتها ومن منا ينسى ما قاله شوقي أميرالشعراء في هذا الصدد: أنامن بدل الكتب الصحايا لم أجد لي وفياً إلاالكتابا(6) فالمكتبة المدرسية إذا مؤسسة تربوية تعمل كجزء من مؤسسة تربوية أشمل هي المدرسة. مفهوم المكتبة المدرسية: لا شك في أن المكتبة المدرسية تعد جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية والتربوية ومن المنهج التعليمي والدراسي على اختلاف مراحله وفي مطلع القرن الماضي تجلى الأهتمام بتوفير مقومات التعليم ومتطلباته كافة ومن الطبيعي أن تأتي المكتبات المدرسية في مقدمة تلك المتطلبات ورغم أهمية هذا المطلب في دعم المنهج الدراسي والعملية التربوية بأكملها فإنه لم يستوف حقه من العناية في المدرسة العربية وبخاصة في مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي وحتى تلك التي تتناثر في بعض المراحل التعليمية لا يشرف عليها جهاز مؤهل علمياً وعملياً ولا يتوفر لها الدعم المالي المناسب لتدبير احتياجاتها الملائمة لأداء خدماتها .فلم يعد ينظر إلى المكتبات المدرسية بكونها حجرات منزوية أو منعزلة عن مبنى المدرسة أو قد تكون فصلاً زائداً أو مخزناً أو ما شابه ذلك يضم مجموعة من الكتب وبعض المناضد والكراسي مع مجموعة من بطاقات تحمل قدراً من المعلومات عن مؤلف الكتاب وعنوانه محفوظة في درج أو أكثر وفيها أمين للمكتبة يحرس ما يدخل تلك الجرة من مطبوعات ، بل أصبح ينظر إلى المكتبة المدرسية على أنها مركز إشعاع تربوي يهدف إلى تأصيل عادة القراءة والاطلاع باستمرار لدى التلاميذ والمتعلمين على حد سواء وذلك عن طريق توفير المواد التعليمية والتربوية من كتب ومراجع وسائل تعليمية سمعية وبصرية منسبة لفئات رواد المكتبة والعمل على إحكام تنظيم تلك المواد بالأساليب الفنية كالفهرسة والتصنيف والإعلان عنها وتسهيل مهمة الوصول إليها والاستفادة منها داخل المكتبة وخارجها باتباع إجراءات الإعادة الداخلية والخارجية . ذلك هو المفهوم الحدث للمكتبة المدرسية في ظل تطوير تكنولوجيا المعلومات، والنظرة نفسها يجب أن تنظر إلى أمين المكتبة الذي لم يعد ذلك الشخص غير المؤهل والمستغنى عنه في عملية التدريس أو صاحب عهدة أو مجرد حارس للكتب الموجودة فيها وما إلى ذلك .. بل يجب أن ينظر إليه على أنه أخصائي في المكتبات والمعلومات والإعلان والإعلام العلمي وعلى درجة كافية من التأهيل النظري والتدريب العملي بحيث يسمح له ذلك بتوجيه التلاميذ والمعلمين على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم التعليمية والثقافية وإرشادهم نحو الأفضل والجديد بصورة مستمرة . ومن العوامل التي أدت إلى الاهتمام المتزايد بالمكتبات المدرسية على سبيل المثال لا الحصر هي : " الأخذ بالنظريات التربوية الحديثة لتي تقرر توفر الرغبة في الاستطلاع لدى كل تلميذ ورغبته ف اكتساب المعلومات واندفاعه نحو تقليد زملائه بذلك تنتقل العملية التربوية من تعليم على تعلم ومن تلقي إلى حث وتنقيب وتحصيل ذاتي وتركز التربية الحديثة في هذا الإطار على توثيق الصلة بين المنهج الدراسي والمكتبة المدرسية وحرص المعلم على غرس حب الاطلاع عند تلاميذه ومساعدتهم على تحقيق ذواتهم وصقل شخصيتهم وتنمية مهاراتهم الأساسية. " الطرق الحديثة في تنظيم المنهج وطرق التدريس الحديثة ساعدت على زيادة الاهتمام بالمكتبات المدرسية والنشاط المكتبي والثقافي بين التلاميذ والمعلمين وقد أدى ذلك إلى دفع الجميع إلى القراءة والاطلاع وتحصيل المعلومات من المكتبة المدرسية. " التغير الهائل الذي حدث في عالم النشر وصناعة الكتاب بأحدث المعدات التقنية الآلية والتدفق الكبير للمعلومات في جميع التخصصات الذي أدى إلى ظهور الثورة التكنولوجية. كل ذلك أدى بدوره إلى تشجيع القراءة وزيادة عدد المترددين على المكتبات المدرسية في وجهها التقني الحديث.
تعريف المكتبة المدرسية: تطرق الكثير من الباحثين و المهتمين بهذا المجال إلى الكثير من التعريفات تتبلور في اتجاه واحد، نأخذ منها ما يلي: 1- تعريف المكتبة المدرسية بأنها تلك المكتبة الملحقة بالمدارس سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، ويشرف على إدارتها، وتقديم خدماتها أمين المكتبة، الحصول على المعلومات و تبادلها، وجعلها في متناول المستفيدين بالسرعة و تهدف إلى تقديم الخدمات المكتبية المختلفة، إلى مجتمع المدرسة المتكون من الطلبة و المدرسين (7). 2 - المكتبة المدرسية كما يدل عليها اسمها، توجد بالمدارس مع مختلف مراحلها، و تقوم بتوفير المواد من مطبوعة، و غير مطبوعة لمساندة، و إثراء المنهج الدراسي، و الأنشطة التربوية، و تقدم خدماتها لأفراد المجتمع المدرسي من طلاب و معلمين، وتلبي احتياجاتهم من المعلومات، كما تقوم بتدريب الطلاب على استخدام الكتب و المكتبات، و اكتسابهم المهارات المكتبية و مهارات التعليم الذاتي التي تقودهم إلى التعليم المستمر طوال الحياة(.
تعريف تكنولوجيا المعلومات: 1 - المقصود بتكنولوجيا المعلومات هو جميع الوسائل و الأدوات اللازمة، ويتمثل ذلك في تكنولوجيا الاتصالات بعناصرها من الفاكس والتلفزيون والراديو والتليستكس والفيديوتكس واستخدام الحاسبات الآلية وشبكات المعلومات ومراصد المعلومات وشبكات الانترنيت والمؤتمرات عن بعد واستخدام القمر الصناعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال (9). 2- ويقصد بتكنولوجيا المعلومات هنا هو مجموعة المجالات المعرفية من علمية وتقنية وهندسية وإنسانية واجتماعية والإجراءات الإدارية والتقنيات المختلفة المسمتخدمة والجهود البشرية المبذولة في جمع المعلومات المختلفة وتخزينها ومعالجتها ونقلها وبثها واسترجاعها مما ينشء من تفاعلات بين هذه التقنيات والمعارف والإنسان المتعامل معها بكافة حوسه وإدراكاته(10) . الأهداف التروية للمكتبة المدرسية: لا شك أن الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة التي تقدم إليها خدماتها إذ أن الغرض الأساسي من وجودها هو مساعدة المدرسة على تحقيق أهدافه ورسالتها في النواحي التعليمية والتربوية من جميع جوانبها إذا الغرض الرئيسي منها هو غرض تعليمي بالدرجة الأولى حيث أنها توجد لتدعيم وتعميق الأهداف التعليمية والتربوية التي هي جزء منها(11) ويقاس مدى جودتاه بمدى فاعليتها في تحقيق أغراض البرنامج التعليمي . وتعد مرحلة التعليم الأساسي القاعدة الأساسية التي تضم الغالبية العظمى من أبناء المجتمع حيث تعمل على تكوينهم وإعدادهم للحياة في المجتمع الذي تطورت فيه المفاهيم والقيم والمبادئ والاتجاهات تطورا جذرياً شاملاً من النواحي التربوية والتعليمية والاجتماعية . ومن أهم أهداف المدرسة تربية التلاميذ وتنشئتهم تنشئة اجتماعية صالحة ولا يتم ذلك إلا إذا جعلنا المدرسة بيئة صالحة لنمو الطفل في جميع مظاهره المجتمعية والانفعالية والوجدانية والاجتماعية والعقلية . ولأن هدف التعليم هو تحقيق الذات وتحقيق أكبر قدر من الفعالية الاجتماعية والتوسع في القراءة أو الاطلاع على المراجع المتنوعة ، لذا يصبح البحث في مصادر المعلومات المتعددة ضرورة ملحة يستحيل عندها الاستغناء عن المكتبة المدرسية في مراحل التعليم الأساسي وتتصل الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية أساساً بالأساليب المؤثرة في المنهج والبرنامج الدراسي كما تتصل بأنشطة التلاميذ والمعلمين خارج المنهج ويمكننا التعرض للأهداف التربوية في النقاط التالية : - العمل على توفير الكتب والمراجع والوسائل التعليمية والتربوية التي تحتاج إليها المقررات الدراسية وأوجه النشاط التربوي في المدرسة. - العمل على مكننة المكتبات المدرسية بأحدث أجهزة الحاسوب وتطويرها باستمرار وبطها بشبكة المعلومات الدولية "الانترنيت"، كذلك توفير جميع الأجهزة السمعية والبصرية وأجهزة قراءة المصغرات التعليمية من ميكروفيلم وميكروفيش وغيرها من الأجهزة التكنولوجية المتطورة المستخدمة في العملية التعليمية والتربوية . - تشجيع التلاميذ على القراءة الحرة وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من الاستخدام الواعي والمفيد لمحتويات المكتبة والخدمات التي توفرها . - تنمية مهارات البحث العلمي وكيفية استخدام المكتبة والاستفادة من محتوياتها ، حيث لم تعد المعلومات التي يتلقاها التلميذ من معلمه في قاعة الدراسة كافية أمام تضخم المعرفة الإنسانية ، ولم تعد نظم التعليم والتربية الحديثة تركز على كمية المعلومات بل أصبح التركيز على كيفية الحصول عليها . - تنمية الاتجاهات والقيم الاجتماعية المرغوبة من خلال الأنشطة المكتبية المختلفة حيث يمارس التلاميذ ألواناً من النشاط الذي ينمي لديهم المعرفة والوعي بأهمية العمل التعاوني وتحمل المسؤولية والتعود على الصبر وخدمة الغير واحترام آراء الآخرين وشعورهم والمحافظة على المكتبة العامة والتخلص من الأنانية. - تنمية الخبرة الجمالية عند التلاميذ وتقدير الفنون وحسن تذوقها والاستمتاع بها . - تعريف التلاميذ بأنواع المكتبات الأخرى المتوفرة في المجتمع بتشجيع استمرار التعليم والنمو الثقافي للمتعلم مدى الحياة . - تعاون المكتبة المدرسية مع المعلمين في اختيار واستخدام أشكال المواد التعليمية التي تسهم في البرنامج التعليمي وفي متابعة النمو المهني للمعلمين بصورة مستمرة . وهذه الأهداف مجتمعة يمكننا أن نعدها أهدافاً مناسبة للمكتبة المدرسية وفي الواقع فإن المهم ليس فقط تحديد أهداف المكتبة المدرسية وإنما أيضاً معرفة ما هو محقق وما هو غير محقق من الأهداف والتمكن من تقدير المسافة بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون ، لذلك يجب أن نعرف مدى قدرتنا على تحقيق الأهداف غير المحققة وتنبيه المسؤولين التربويين بضرورة العمل على وضع الأهداف موضع التطبيق (12).
الوظائف الأساسية للمكتبات المدرسية : تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر قلب العملية التعليمية وقد أطلق عليها الخبراء في هذا المجال تسميات عديدة منها : مركز مصادر التعلمي ، المكتبة الشاملة، مركز معلومات التعليم . وأصبح وجودها من أساسيات العملية التعليمية والتربوية ، ويمكن لنا تحديد وظائفها ما يلي : 1- توفير المصادر التعليمية والتربوية والمقروءة والسمعبصرية . 2- تدعيم المناهج الدراسية بتدريب التلاميذ على استخدام المكتبة ومصادر المعلومات حتى نحقق أهداف التربية الحديثة . 3- تدعيم الأنشطة التربوية لكونها مجالاً خصباً لتنمية ميول التلاميذ الفردية والجماعة ومواهبهم الشخصية خارج المقررات الدراسية . 4- الاهتمام بالتربية المكتبية وخلق الجو الملائم لنمو عادة القراءة لتزويد التلاميذ بالقدر الكافي من المعلومات بغرض التعلم الذاتي والتعليم المستمر. 5- إرشاد التلاميذ في المكتبة ودراسة ميولهم وقدراتهم القرائية ومستواهم التحصيلي والأخذ بأيديهم تدريجاً إلى القراءة الواعية . 6- الاسهام في التنشئة الإجتماعية للتلاميذ بحيث يكون التلميذ عضواً فاعلاً في الجماعة المنتمي إليها وغير منطوٍ أو منعزل عن الجماعة . 7- مساعدة المعلمين في المدرسة في قراءتهم وتنمية مهارتهم وقدراتهم في العملية التعليمية والتربوية حيث أن المعلم هو حجر الزاوية في هذه العملية واساس نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة . المكتبة المدرسية ودورها التربوي والثقافي : يمكننا في ضوء التطورات المعاصرة في مجال التربية بصفة عامة والمناهج بصفة خاصة التطرق إلى مفهوم المكتبات المدرسية ودورها في العملية التعليمية والتربوية حيث ظلت المكتبات تعتمد على أوعية المعلومات التقليدية التي تتمثل في المواد المطبوعة من كتب وصحف ومجلات في تقديم خدماتها لروادها ، وقد ظلت هذه المواد هي العمود الفقري للمكتبة المدرسية . ولكن المكتبة المدرسية بالمفهوم الحديث أصبحت تعرف بمركز للوسائل والمعلومات يعج بالنشاط حيث يقوم بتجميع وتحليل وتفسير المعلومات للمترددين عليه والمستخدمين لموارده حالياً ومستقبلاً (13). وفي الواقع أن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين أضاف وسائل اتصال حديثة يسّرت نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على نطاق واسع وبسرعة هائلة من خلال أوعية غير تقليدية تعتمد على حاستي السمع والبصر معاً واستخدمت هذه الأوعية الجديدة كوسائل اتصال تعليمية تحرص المؤسسات التعليمية على الاستفادة منها في تحقيق برامجها وأهدافها التعليمية والتربوية. وكان على المكتبات المدرسية أن تطور خدماتها بحيث تقتن وتيسر استخدام مختلف أوعية المعلومات وفق أحدث المعدات والأساليب التكنولوجية الحديثة حيث يبرز اتجاه جديد يرم على توسيع خدمات المكتبات المدرسية بالإضافة إلى كونها مركز المصادر التعليمية ، وتعد مركز التعليم بالمدرسة العصرية التي تسعى على تحقيق النمو المتكامل للتلميذ وإتاحة الفرص الكافية لتنمية قدراته وخبراته عن طريق ممارسة مختلف الأنشطة الفردية تبعاً لميوله واحتياجاته ولهذا فإن التعليم عملية تنتج من نشاط الفرد وتهدف لهدف معين له أهمية عند هذا الفرد وينتج عنها تغيرات في سلوكه(14) . وتؤكد الإتجاهات التعليمية الحديثة ضرورة العناية بالفرد وتوجيهه والاهتمام به بعد أن كان الاهتمام يوجه في الماضي إلى العناية بالتعليم الجماعي الذي لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ ، تلك الفروق التي أكدتها الدراسات النفسية والتربوية . ولقد أصبح هذا الاتجاه يعتمد على الفلسفة الحديثة للتربية التي تنادي بتفريد التعليم، بمعنى أن يتم التعامل مع كل تلميذ كفرد مستقل يختلف عن غيره من التلاميذ ولما كان التعليم والتوجيه الجمعي ، فإن المكتبة المدرسية هي المجال الرئيسي بالمدرسة الذي يمكن أن يتم فيه التعلم على أسس فردية وذلك بفضل مصادرها المتنوعة التي تتيح للتلميذ اكتساب المهارات والمعلومات والخبرات طبقاً لاحتياجاته الفعلية وقدراته الخاصة خارج نطاق مناهج الدراسة التقليدية وتشجيعه على تنمية مواهبه الاستغلالية والابتكارية . واقع المكتبات المدرسية في ليبيا، يدعو إلى الأسف المرير لما هي عليه من إهمال وتسيب في الوقت الذي تسير فيع تقنية وتكنولوجية المعلومات بسرعة هائلة . لقد أصبح من الضروري جداً في عصرنا الحالي أن يكون مواطناً مسلحاً بعلوم المستقبل في هذا المجتمع العالمي الذي أصبح قرية صغيرة حيث سقطت فيه الحدود بين الدول وانفتحت السماوات واختلطت الثقافات ومن أهمها علوم الكمبيوتر وتقنية نظم المعلومات (15). فالمكتبة المدرسية المخصصة لمرحلة التعليم الأساسي في الجماهيرية ما زالت قاصرة عن القيام بالدور المنوط بها ، فهي تشكو من قلة الكتب التربوية والثقافية المناسبة لمستوى نمو التلاميذ العقلي والمعرفي والثقافي في هذه المرحلة، ومن صعوبة الحصول على الكتب والمراجع ومن عدم وجود موظف مختص بعلم المكتبات ، يعرف كيف يتعامل مع التلاميذ في هذه المرحلة ويستجيب لمتطلباتهم وتساؤلاتهم ، فهو في أغلب الأحيان موظف عادي في المدرسة أو مدرس مستغنى عن خدماته في التدريس أو مدرس مكلف للقيام بهذا العمل خلال ساعتين أو ثلاثة ساعات في اليوم، وقد تبقى المكتبة مغلقة خلال يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع في بعض الأحيان كذلك عدم وجود قاعة مريحة للمطالعة مزودة بالأدوات من كراسي وطاولات وإضاءة مناسبة ..الخ، وكذلك لا نغالي إذا قلنا أن العدد الأكبر من تلاميذ هذه المرحلة يجتازونها ويصلون إلى التعليم الثانوي والجامعي دون أن يقرؤا أو يطالعوا كتاباً واحداً في المكتبة المدرسية سوى الكتب المقروءة في المنهج والتي يطالبون بها في الامتحان .